التوتر مع إيران و"حزب الله" يدفع نتنياهو لتوسيع الائتلاف الحاكم

عادت قضية انضمام النائب جدعون ساعر لحكومة بنيامين نتنياهو إلى الواجهة في إسرائيل، وسط أنباء عن قرب إتمام الخطوة، على خلفية الحرب المحتملة مع ميليشيا "حزب الله"، والتهديدات القادمة من إيران.

وقالت قناة "أخبار 13" العبرية، الليلة الماضية، إنها حصلت على معلومات من مصادر سياسية ومصادر في محيط رئيس الوزراء نتنياهو، تفيد بأن عودة ساعر للحكومة أصبحت قاب قوسين أو أدنى.

وما يعزز هذه المعلومات هو أن شخصيات إعلامية إسرائيلية، إضافة إلى زعيم المعارضة يائير لابيد، وجهوا في هذه الأثناء هجومًا ضد ساعر، ومنهم من تساءل عن كيفية قبوله بالعودة، في وقت يعد أكثر المتضررين من سياسات نتنياهو إزاء الأحزاب الأخرى.

 وساعر انسحب من حكومة الطوارئ في مارس/ آذار الماضي، احتجاجًا على تهميشه وعدم ضمه إلى مجلس الحرب (الذي تفكك بعد ذلك) أسوة بشريكه زعيم كتلة "معسكر الدولة" بيني غانتس، كما فكك شراكته مع هذا الأخير.

قناة "أخبار 13" أشارت إلى أن هناك حوارا مستمرا بين زئيف إلكين، النائب من حزب "أمل جديد" الذي يترأسه ساعر، وبين مصادر مقربة من نتنياهو والائتلاف، مع الإشارة إلى أن إلكين ذاته كان قد نفى تلقي عروض من نتنياهو في هذا الإطار.

لكن القناة أوضحت أن زعيم حزب "شاس" الحريدي آرييه درعي، هو الآخر منخرط في مباحثات مع إلكين، حيث توجد رغبة لإعادة هذا الحزب اليميني؛ من أجل تعزيز الائتلاف في ظل الظروف الأمنية الراهنة.

وتقول القناة إن المصادر التي تتحدث مع إلكين فضّلت الانتظار إلى حين موعد إجازة الكنيست، وذلك لعدم زعزعة الائتلاف، ولتبسيط مهمة إقناعه، وهو ما يجري حاليًا.

ويريد نتنياهو أن يوسع ائتلافه تحسبًا لحرب شاملة محتملة مع ميليشيا "حزب الله" وإيران، وهي خطوة كان أتمها إبان حرب غزة قبل 10 أشهر، حين وسّع ائتلافه، وضم غانتس وغادي أيزنكوت وساعر كوزراء بلا حقائب، حين كان الثلاثة تحت مظلة "معسكر الدولة"، وهي الشراكة التي لم تعد قائمة.

القناة نبّهت إلى أن ساعر كان قد أعرب عن استعداده للموافقة لو منحه نتنياهو حقيبة الدفاع، لكن من غير المعروف ما إذا كان هذا هو الخيار الوحيد الذي يمكنه إقناع ساعر.

 وتنسجم مسألة منح ساعر حقيبة الدفاع مع الأزمة الطاحنة بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، التي كادت أن تكسر الحواجز الرسمية، ورغبة ملحة من رئيس الوزراء في إقصاء غالانت، وفق الطرح الإسرائيلي.

لكن على الرغم من ذلك، لا يعوّل نتنياهو على ساعر وحده حال أقال غالانت، فقد ورد اليوم الأحد، بصحيفة "يسرائيل هايوم" أن نتنياهو عرض حقيبة الدفاع على يسرائيل كاتس، الذي يشغل منصب وزير الخارجية.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو استطلع خلال الأسبوعين الماضيين إمكانية تولي كاتس حقيقة الدفاع خلفًا لغالانت، إلا أن النتيجة كانت أن كاتس لا يرغب في هذا المنصب.