الميليشيات العراقية في سوريا.. إعادة انتشار بانتظار إشارة "الحرس الثوري"

في آخر تحركاتها بين البلدين، عززت الميليشيات العراقية تواجدها في ريف دير الزور، شرقي سوريا، بعد نقل 300 من عناصرها عبر الحدود العراقية السورية، في محاولة لزيادة قوتها البشرية بالقرب من القواعد الأمريكية في تلك المنطقة، كما دفعت بأكثر من 300 مقاتل عبر الحدود العراقية السورية، لتعزيز المجاميع المرابطة في مناطق دير الزور".

وكان قيادي في أحد الفصائل المسلحة، كشف لـ"إرم نيوز"، أن "العناصر الجديدة تعود إلى ثلاثة فصائل عراقية توجَد في الأصل على الجانب السوري، وتنتشر في الوقت ذاته عند الحدود العراقية".

وأضاف أن "هذه الفصائل تعمل إلى جانب باقي الفصائل اللبنانية والسورية، بإمرة الحرس الثوري الإيراني الذي يوجه تحركات الميليشيات التابعة له في سوريا والعراق".

حضور قديم.. ودور جديد

تنتشر في سوريا منذ تحول الأزمة السورية إلى حرب طاحنة، العديد من الميليشيات العراقية التي تأتمر بأوامر الحرس الثوري الإيراني، والتي اضطلعت بداية بدور ميداني كبير ساهم في ترجيح كفة المعارك لصالح الجيش السوري في معركته ضد الفصائل المعارضة، وأيضا التنظيمات الإرهابية كتنظيم "داعش" و"هيئة تحرير الشام".

واليوم، وبعد انتهاء المعارك "عملياً" بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، واستقرار مناطق السيطرة للقوى المتحاربة على الأرض السورية، ثمة دور آخر تضطلع فيه الميليشيات العراقية في سوريا يرسمه الحرس الثوري الإيراني، وهو دور يتبع للأجندة الإيرانية في المنطقة بشكل عام وسوريا والعراق بشكل خاص.

ودأبت الميليشيات العراقية في الأشهر الأخيرة، وخاصة بعد السابع من أكتوبر، على استهداف القوات الأمريكية الموجودة في قواعد عسكرية في شرق سوريا، ودير الزور على نحو خاص. وتنفذه ما تسمى "تنسيقية المقاومة الإسلامية العراقية"، وهو عنوان جامع للميليشيات العراقية الموالية لإيران.

أما اليوم، فيتمثل الدور المنوط بالميليشيات العراقية المنتشرة في سوريا، في التحضير لأي صدام مع القوات الأمريكية. وذلك في ظل تهديد إيران بتوجيه ضربة عسكرية إلى إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.

ولا تتوفر أرقام دقيقة عن أعداد عناصر الميليشيات العراقية الموجودة في سورية، ذلك أنها تتنقل باستمرار بين جانبي الحدود العراقية السورية، حسب الحاجة إليها من قبل الحرس الثوري الإيراني، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان يذكر أبرز الميليشيات العراقية وأماكن انتشارها في سوريا، وهي:

*لواء "أبو الفضل العباس": وعدد مقاتليه غير ثابت بسبب الانشقاقات المتكررة.

*كتائب حزب الله العراقي: قارب عدد مقاتليه الذين أرسلهم إلى سوريا في عام 2013 نحو 7 آلاف، ويتعاون مع حزب الله السوري في تنفيذ عملياته.

*حركة النجباء العراقية: وهي تشكيل عراقي، قاتل إلى جانب الجيش السوري بريف حلب ودمشق.

*عصائب أهل الحق: جماعة عسكرية عراقية لها مقرات فرعية في ريف دمشق والبوكمال.

*فيلق الوعد الصادق: ميليشيا عراقية قوامها نحو ألفي عنصر بين العراق وسوريا، ومقرها الفرعي في ريف دمشق.

سرايا طلائع الخرساني: تشكيل عراقي تأسس عام 1984، وتعتبر الجناح العسكري لحزب الطليعة، ويبلغ عدد مقاتليه نحو 5 آلاف بين العراق وسوريا.

*قوات محمد باقر الصدر: تشكيل عراقي مهمته مؤازرة عناصر الأمن العام ووزارة الداخلية التابعتين للحكومة السورية، ويرتدي عناصرها زي الشرطة السورية.

 *لواء الإمام الحسين: تشكيل عراقي ينتشر في ريف دمشق وحلب، ويرأسه أمجد البهادلي.

 *لواء ذو الفقار: تشكيل عراقي شارك في معارك عدة ضد فصائل المعارضة في ريف دمشق.

وتتوزع الميليشيات العراقية في كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات السورية، ويقدر عددها بالآلاف من ضمن عشرات الآلاف من العناصر التابعة لإيران من اللبنانيين والأفغان والباكستانيين، بالإضافة للسوريين.

خريطة الانتشار

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الميليشيات العراقية وغير العراقية المدعومة من إيران تتوزع على 55 قاعدة و515 نقطة عسكرية في سوريا.

وقد أقر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في عام 2020 أن عدد هؤلاء أكثر من 100 ألف عنصر في حوالي 70 ميليشيا.

ولكن مؤخرا، ركزت الميليشيات العراقية في سوريا وجودها بشكل رئيس، في دير الزور والبوكمال والميادين شرقي سوريا في المناطق القريبة من الحدود مع العراق.

ويرى خبراء ومراقبون أن أهمية المنطقة الشرقية المتمثلة بمحافظة دير الزور تأتي؛ لأنها تشكل الجسر الرابط للميليشيات الإيرانية بين سوريا والعراق، و"لذلك في حال ضعف، أو فقد الإيرانيين هذه النقطة سيكون من المستحيل العثور على ممر من طهران إلى ساحل البحر المتوسط إلا عبر الجو". وتمثل الميادين والبوكمال منطلقا حيويا للتحرك والنشاط الإيراني في المنطقة.

 ما أبرز أسلحة الميليشيات؟

وفق تقديرات، فإن الميليشيات تتلقى الأموال من إيران مباشرة، وتستخدم أحدث المعدات العسكرية للحرس الثوري الإيراني، كما ترسل طهران أسلحة متطورة إلى هذه القوات، وأبرز تلك الأسلحة: منصات صواريخ "أرض أرض" متطورة قصيرة المدى، ومدافع وراجمات صواريخ "غراد".

ولدى حركة النجباء سلاح أمريكي مثل الأسلحة الفردية، من مسدس "كلوك" الذي يحمله قادة المجموعات، ومدرعات أمريكية من نوع "هامر" غرب الفرات، ورشاش أمريكي من طراز "إم 4"، المعروف باسم"بارودة المارينز"، وطائرات مسيّرة بمدينة دير الزور، وصواريخ "أرض جو" محمولة على الكتف قرب ضفاف نهر الفرات في ريف دير الزور.

كما أن لواء الإمام الحسين مجهز بأسلحة استراتيجية، منها صواريخ "أرض أرض" وطائرات مسيّرة، تخزن في مستودعات سرية.