الكرملين: لقاء بوتين وترامب ينبغي أن يكون مثمرا والتحضيرات له جارية
شهدت الأيام الأخيرة تحركا دبلوماسيًا أوروبيًا نشطًا بشأن سوريا، بهدف تحقيق مصالح عدة، بحسب خبراء.
ورأى خبراء، أن "التحركات الأخيرة تدفها مصالح استراتيجية وهواجس أمنية متعددة، في مقدمتها إيجاد حل لمسألة اللاجئين السوريين ومنع موجات لجوء جديدة، وتطلعها للحصول على حصة في مشاريع إعادة الإعمار المرتقبة، فضلًا عن مساعيها لتأمين موارد بديلة للطاقة"، بحسب قناة "الحرة".
وقال الباحث في الشؤون الأوروبية محمد رجائي بركات، إن "التحركات الأخيرة تجاه سوريا تأتي كمحاولة من الأوروبيين لإعادة تموضعهم في المنطقة، وهي مدفوعة بحزمة من المصالح الاستراتيجية"، وفقاً لـ"الحرة".
واعتبر بركات، أن الأهداف الأوروبية في سوريا تتمحور أساسا حول "3 قضايا رئيسية"، وهي إيجاد حل لقضية اللاجئين السوريين، والحصول على حصة من عقود إعادة الإعمار، وتأمين مصادر جديدة للطاقة كبديل للغاز الروسي.
ولفت إلى أن الهدف وراء زيارات الوفود الأوروبية التي حلت بسوريا كان "استكشاف نوايا هيئة تحرير الشام وطمأنة المسؤولين الأوروبيين بشأن مستقبل سوريا".
وتحاول البلدان الغربية تحديد مقاربة للتعامل مع هيئة تحرير الشام المدرجة في بلدان غربية على قائمة المجموعات "الإرهابية".
ورأى بركات، أن أبرز شروط الأوروبيين للتعامل مع قادة دمشق الجدد، "الاعتراف بدولة إسرائيل، وضمان الحريات للمواطنين كافة بغض النظر عن دياناتهم، والحد من النفوذ الروسي في سوريا مستقبلًا".
ولفت إلى أن "القرار الأوروبي يظل كذلك مرتبطًا بالموقف الأمريكي، بانتظار قرارات الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن سوريا خاصة رفع العقوبات".
وأشار بركات، إلى أن "أعين الأوربيين تتجه أيضًا نحو موارد الغاز في المنطقة، لتمثل بديلًا للإمدادات الروسية التي توقفت بسبب حرب أوكرانيا.
واعتبر أن "هذا الملف يبقى أحد الدوافع الرئيسية للتحركات الأوروبية في المنطقة".
وبدوره، رأى المحلل السياسي المختص في الشؤون الأوروبية والهجرة زاهي علاوي، أن النشاط الدبلوماسي الأوروبي الأخير في سوريا "مدفوع أساسًا بمخاوف من موجة لجوء جديدة ومصالح اقتصادية مرتبطة بإعادة الإعمار".
وقال علاوي، إن أوروبا "تسعى لاتباع سياسة الدفاع المسبق عبر التقرب من الإدارة السورية الجديدة وتقبلها، خاصة بعد أن استقبلت القارة أكثر من مليوني لاجئ سوري في الموجة السابقة، التي أدت إلى صعود اليمين المتطرف في العديد من الدول الأوروبية".
ومنذ بداية الحرب في سوريا سنة 2011، ترك أكثر من نصف السوريين ديارهم، أي 13 مليون شخص، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وقصد الجزء الأكبر من اللاجئين السوريين المقدّر عددهم بنحو 6 ملايين، بلدانًا مجاورة، مثل لبنان وتركيا والأردن ومصر والعراق، في حين فرّ آخرون إلى أوروبا.