المرصد الأمريكي: زلزال عنيف بقوة 6.8 درجات قبالة نيوزيلندا
تعمق الأحداث المتسارعة في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، الخلافات بين حركة حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية، والتي زادت وتيرتها إثر العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت قبل أيام، ويرجح أن تستمر لأشهر.
ومنذ بدء الحملة الأمنية لأجهزة السلطة الفلسطينية بجنين، هاجمت حماس السلطة وحركة فتح، وطالبت بوقف أي تحركات تستهدف المسلحين بالمدينة ومخيمها، فيما ارتفعت وتيرة الهجوم الإعلامي عقب العملية العسكرية الإسرائيلية.
وردًّا على ذلك، طالبت حركة فتح، الفلسطينيين بعدم الاستجابة لـ"دعوات التحريض التي تطلقها حماس وقادتها"، معتبرة أن ذلك يعزز الانقسام الفلسطيني، ويصب في إطار مخططات حماس وحلفائها في المنطقة، ويخدم المصالح الإسرائيلية.
وبهذا الصدد، قال الخبير في الشأن الفلسطيني، محمد هواش، إن "أحداث جنين تمثل مقدمة لتعميق الانقسام الفلسطيني وانتقاله إلى الضفة الغربية"، لافتًا إلى أنه بات من الواضح وجود مخطط لحماس من أجل تكرار تجربة غزة بالضفة.
وأوضح هواش، لـ"إرم نيوز"، أن "حماس وبدعم من قوى إقليمية متحالفة معها ترغب في خلق واقع جديد بالضفة الغربية وشمالها، وتُطلق شرارة الخلافات السياسية والأمنية من جنين، التي تفقد السلطة الفلسطينية السيطرة عليها منذ سنوات".
وأضاف: "بتقديري ستتعمق الخلافات بين فتح والسلطة الفلسطينية من جهة وحماس والفصائل الموالية لها من جهة أخرى"، لافتًا إلى أن ذلك سيصب في مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، وسيمنحها الفرصة من أجل تمرير مخططاتها بشأن الضفة.
وأشار هواش إلى أن "حماس تحاول استغلال الإجراءات العسكرية أحادية الجانب لمهاجمة السلطة الفلسطينية، وتقديم نفسها كبديل عن القيادة ومنظمة التحرير من أجل التوصل لاتفاق يمكنها من حكم الفلسطينيين، حتى لو كان على حساب القضايا الجوهرية"، وفق تقديره.
من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية، رياض العيلة، أن "الخلافات التي تحاول حماس خلقها مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، ستكون سببًا في تراجع كبير في التحركات الدبلوماسية للمنظمة أمام المجتمع الدولي للحصول على حقوق الفلسطينيين".
وقال العيلة، لـ"إرم نيوز"، إنه "بات من الواضح وجود مخطط دولي لتغيير الواقع في الشرق الأوسط وتصفية القضية الفلسطينية عبر بوابة الانقسام، الذي تحول على إثر الحرب في غزة لانفصال كامل بين الضفة الغربية والقطاع".
واستهجن "انتهاج حماس سلوك الهجوم المتواصل على فتح والسلطة الفلسطينية، وعقد الاتفاقيات غير المباشرة مع إسرائيل وعرض إجراء مفاوضات مع الإدارة الأمريكية الجديدة"، مشددًا أن ذلك يؤكد الشكوك الفلسطينية برغبة حماس في قيادة الفلسطينيين بشكل منفرد.
واستكمل العيلة: "الصراع على جنين سيكون الشعلة التي تنطلق منها حماس لافتعال اقتتال داخلي جديد، ما سيؤدي إلى مقتل المئات من الفلسطينيين وزيادة حالة الضعف بصفوف قيادتها".
وقال: "حماس ستكون شريكة بقصد أو من غير قصد بتصفية قضية الفلسطينيين".
وأكد العيلة ضرورة وقف الهجمات الإعلامية والسياسية المتبادلة بين فتح وحماس، والعمل بشكل حثيث من أجل استعادة الوحدة الوطنية، مؤكدًا أنه بدون ذلك سيقع الفلسطينيون في مأزق غير مسبوق.