"وول ستريت جورنال": الجيش الأمريكي أكد مقتل عدد من قادة الحوثيين في الضربات الأخيرة

logo
العالم العربي

الضغوط الأمريكية على الميليشيات العراقية تحيي آمال المهجّرين بالعودة

الضغوط الأمريكية على الميليشيات العراقية تحيي آمال المهجّرين بالعودة
ميليشيات عراقية مسلحة في جرف الصخر المصدر: رويترز
23 فبراير 2025، 6:21 ص

تُطل بارقة أمل جديدة على المهجَّرين العراقيين من بلداتهم التي تسيطر عليها الميليشيات الموالية لإيران، مع ارتفاع وتيرة الضغوط الأمريكية على هذه الجماعات، ويتزامن ذلك مع حراك سياسي داخلي يطالب بإعادتهم إلى مدنهم التي تُركت منذ سنوات.

وأبرز هذه المدن هي جرف الصخر، ويثرب، والعوجة، إضافة إلى مناطق واسعة في محافظات ديالى وصلاح الدين ونينوى، حيث يُقدَّر عدد النازحين من هذه المناطق بأكثر من 250 ألف شخص، ويعيشون في ظروف إنسانية صعبة منذ سنوات.

ومع تصاعد الضغوط الأمريكية على الميليشيات المسلحة في العراق منذ مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وازدياد الضغط الدولي بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وجدت هذه الميليشيات نفسها أمام تحديات جديدة، وضغوط شعبية وسياسية، بهدف نزع سلاحها وإنهاء نفوذها.

أخبار ذات علاقة

العراق.. الميليشيات تتقاتل للاستحواذ على كرسي "الحشد الشعبي"

مخلفات حرب "داعش"

وفي هذا السياق قال عضو تحالف السيادة، أحمد الجبوري، إن "الحراك السياسي لإنهاء مأزق سيطرة الميليشيات على المدن المهجَّرة تصاعد مؤخرًا، ضمن سياق متكامل يهدف لإنهاء مخلفات حقبة داعش، عبر التوافق السياسي، وتنفيذ متطلبات هذا الاتفاق".

وأضاف الجبوري لـ"إرم نيوز" أن "هناك توجهًا جادًا من قبل القوى السياسية لتفعيل الجهود الدولية والمحلية للضغط على الميليشيات للانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها، وتهيئة الأجواء المناسبة لعودة النازحين".

ولفت إلى أن "إعادة الاستقرار إلى هذه المدن باتت ضرورة وطنية، لاستقبال مرحلة جديدة، في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية، حيث يحتاج العراق إلى تثبيت الوحدة الداخلية".

 وبعد سيطرة الميليشيات المسلحة على مناطق متعددة عام 2014 إثر اجتياحها من تنظيم "داعش"، رفضت تلك الميليشيات الانسحاب من هذه المناطق، متذرعة بالحفاظ على الأمن ومنع عودة التنظيمات الإرهابية.

وأدى ذلك إلى منع عودة آلاف العائلات النازحة إلى ديارها، وفرض واقع جديد على الأرض، حيث تحوّلت تلك المدن إلى مناطق مغلقة لا يُسمح بدخولها إلا برعاية هذه الميليشيات المسلحة.

وأصبح هذا الحال علامة فارقة في المشهد العراقي، إذ رسم حدودًا جديدة للقوى الفاعلة على الأرض، وعزز نفوذ الميليشيات الموالية لإيران، كما أثار مخاوف شعبية وسياسية من تغيير التركيبة الديموغرافية لتلك المناطق، وتعميق الانقسامات الطائفية والمجتمعية.

أخبار ذات علاقة

خاص- بغداد تعتزم إنهاء ملف العراقيين في مخيم "الهول" ‎

آمال العودة

وبدوره، قال عضو تجمع "من أجل العودة" في محافظة نينوى، أنس الجنابي، إن "آمال العودة إلى البلدات التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة لا تزال حاضرة بقوة لدى آلاف العائلات النازحة، وخاصة في جرف الصخر التي يُقدَّر عدد نازحيها بنحو 180 ألف شخص".

وأضاف محمود لـ"إرم نيوز" أن "الوضع الإنساني الصعب للنساء والأطفال والشيوخ يتطلب من السياسيين العراقيين والمجتمع الدولي التحرك بجدية لإيجاد حلول عملية تعيد المهجَّرين إلى ديارهم، وتضمن لهم حياة كريمة بعيداً عن معاناة المخيمات والظروف المعيشية القاسية."

وأشار إلى أن "ملف المهجَّرين يجب أن يكون على رأس الأولويات، مع ضرورة إبعاد الملف عن الاستغلال الانتخابي الذي يحصل عادة من بعض السياسيين".

وأدرجت الحكومة العراقية ملف إعادة المهجّرين ضمن البرنامج الحكومي الذي صوّت عليه مجلس النواب، لكنها لم تتمكن من تحريكه رغم مرور ثلاث سنوات على تشكيلها.   

وتفيد التقارير الاستخبارية والصحفية بأن ناحية جرف الصخر تحوّلت إلى قاعدة رئيسية لعمليات "الحرس الثوري الإيراني" والميليشيات المسلحة الموالية له، حيث تُستخدم المنطقة كمخزن ضخم للأسلحة والصواريخ بمختلف أنواعها، بما في ذلك الصواريخ الباليستية.

أخبار ذات علاقة

"جرف الصخر".. ثكنة مغلقة في العراق "بيد الإيرانيين"

تراجع عن  الانسحاب

بدوره، قال مصدر مطلع إن "القوات الأمنية العراقية تلقت أوامر قبل نحو ثلاثة أشهر بالدخول إلى منطقة جرف الصخر، وذلك في إطار خطة حكومية لإعادة السيطرة على المنطقة وتهيئة الأجواء لعودة النازحين".

وأضاف المصدر، الذي طلب حجب اسمه لـ"إرم نيوز"، أن "التحركات العسكرية توقفت بشكل مفاجئ بعد أسابيع قليلة من بدء العملية، دون إيضاح الأسباب الحقيقية وراء ذلك، وسط أنباء عن ضغوط سياسية وتدخلات خارجية أوقفت التقدم الأمني".

وأشار إلى أن "بعض الميليشيات انسحبت بالفعل من المنطقة، إلا أن فصائل أخرى لا تزال تسيطر على أجزاء واسعة من جرف الصخر، حيث يتم التعامل مع المنطقة كموقع عسكري مغلق". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC