الشرع في خطاب إعلان الحكومة: هدفنا إعادة بناء مؤسسات الدولة وإصلاحها ومعالجة القضايا الاقتصادية
اعتبر خبراء ومختصون سياسيون، عودة قرار حركة حماس لغزة عقب اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة، الخطوة الأولى نحو الانشقاقات في صفوفها، خاصة وأن غالبية أعضاء المكتب السياسي من الخارج.
ويرى الخبير في شؤون الحركات الفلسطينية، محمد هواش، أن "عدة عوامل تدفع نحو ظهور انشقاقات بصفوف حركة حماس"، لافتًا إلى أن هذه الانشقاقات ستظهر بصورة واضحة عقب انقضاء الحرب في غزة.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "أبرز تلك العوامل تتمثل في تولي السنوار رئاسة المكتب السياسي، خاصة وأن المنافسة على المنصب شديدة للغاية بين القيادات البارزة بالحركة وعلى رأسهم خالد مشعل وموسى أبو مرزوق".
وبين هواش أن "عودة قرار الحركة الإستراتيجي لغزة يمثل سببًا رئيسًا لانشقاق قيادات من الحركة عنها خلال الفترة المقبلة"، مشددًا على أن الأمر مرهون بعاملين رئيسيين أولهما وقف الحرب بغزة، والثاني ما ستفرزه الانتخابات المقبلة لحماس.
ورجح أن يتمسك "السنوار برئاسة المكتب السياسي، وإن كان سيقبل بتعيين نائب له بالخارج بصلاحيات موسعة، نظرًا لعدم قدرته على التنقل خارج القطاع"، مبينًا أن السنوار سيختار شخصية موالية له، وتعمل وفق خطوطه العريضة.
وأشار هواش إلى أن "العوامل لم تنضج بعد من أجل انشقاق أي شخصية عن الحركة؛ إلا أن حماس تسير بهذا الاتجاه، وهو نفس الأمر الذي عانت منه جماعة الإخوان المسلمين على مدار السنوات السابقة".
وأكد أن "الإخوان المسلمين وبسبب المواقف المتشددة لقياداتهم وسعيهم الدائم للسلطة والحكم، واجهوا انشقاقات كبيرة في صفوفهم، وحماس في ظل قيادة السنوار ستعيش نفس السيناريوهات السابقة للجماعة".
وبدوره يرى أستاذ العلوم السياسية، علي الجرباوي، أن "مسألة الانشقاقات داخل صفوف حماس قد تبدو صعبة حاليا؛ إلا أن الحركة ستعاني انشقاقات داخلية معلنة من قبل قيادات بارزة خلال السنوات القليلة المقبلة".
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "حماس عانت منذ تأسيسها من هذه المسألة؛ ولكنها كانت بطريقة غير معلنة، خاصة وأنها واجهت انشقاقات بصفوفها إبان أول انتخابات تشريعية فلسطينية التي جرت العام 1996، إذ طالب قيادات بالحركة بدخول المشاركة في الانتخابات".
وأضاف الجرباوي أنه "في ذلك الحين وتحسبًا لأي انشقاق أقدمت الحركة على تجميد عضويات بعض عناصرها من الصف الثاني"، لافتًا إلى أن ذلك كان سابقة بالنسبة للحركة، على الرغم من عودة تلك القيادات مجددا، لصفوف الحركة.
وذكر أن "مثل هذا السيناريو سيتكرر في ظل استمرار وجود السنوار على رأس المكتب السياسي للحركة، كما أن تعيين رئيس جديد لحماس سيكون أحد أسباب الانشقاق، خاصة وأن السنوار لن يسمح لأي شخص بتمرير قرار لا يوافق عليه".
ورجح الجرباوي أن تكون حماس متجهة "نحو انشقاقات عميقة ستؤدي إلى إضعافها سياسيًا وعسكريًا، علاوة على أن أطماع القيادات بالمناصب الشاغرة ستكون سببًا في الانشقاق"، قائلًا: "قد يقدم بعض القيادات على تشكيل جناح خاص بهم منشق عن الحركة".