إعلام عبري عن مصدر سياسي: إسرائيل ستناقش إنهاء الحرب إذا وافقت حماس على مخطط ويتكوف

logo
العالم العربي

هل تنجح الجهود الفرنسية في رسم خريطة طريق جديدة لاستقرار لبنان؟

هل تنجح الجهود الفرنسية في رسم خريطة طريق جديدة لاستقرار لبنان؟
مشهد من الدمار جراء الغارات جنوبي لبنانالمصدر: (أ ف ب)
30 نوفمبر 2024، 12:14 م

يشهد  لبنان تطورات متسارعة بعد وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله، حيث تسعى القوى الدولية، وعلى رأسها فرنسا، إلى الاستفادة من هذا التهدئة لإطلاق مبادرات تسهم في استقرار لبنان سياسيًا واقتصاديًا.

ومع التوترات المستمرة في الداخل اللبناني والتدخلات الإقليمية، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى فعالية الجهود الفرنسية في رسم خريطة طريق جديدة تعيد للبنان دوره الإقليمي والاستقرار الداخلي.

ومنذ انتهاء العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، أطلقت فرنسا سلسلة من التحركات الدبلوماسية لإعادة التوازن إلى الساحة اللبنانية. 

بدوره، قال دانيال بيير، الباحث في مركز أبحاث الشرق الأوسط لـ"إرم نيوز"، إن هذه الجهود تهدف إلى، تعزيز الاستقرار الأمني إذ تسعى باريس لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار عبر دعم جهود الأمم المتحدة في مراقبة الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل.

أخبار ذات علاقة

مصادر لـ"إرم نيوز": برّي مفتاح الانتخابات الرئاسية في لبنان

 وأضاف أنه كذلك إحياء للمؤسسات الدستورية، حيث تحاول فرنسا إنهاء الشلل السياسي من خلال الضغط لتسريع انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات، وإعادة الإعمار، إذ تسعى باريس لحشد الدعم الدولي لإعادة إعمار البنية التحتية المتضررة، مع التركيز على المناطق الحدودية التي تأثرت بالصراع الأخير.

b57f9b35-38df-44d8-a6ac-6884a7e8f220

وتواصل فرنسا بقيادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهودها الدبلوماسية لتقديم حل شامل للأزمة اللبنانية المستمرة، من خلال سلسلة من المبادرات السياسية والاقتصادية التي تهدف إلى كسر الجمود السياسي ودفع الإصلاحات الهيكلية.

وأشار بيير إلى أن الجهود الفرنسية تمثل محاولة جادة لكسر الجمود في المشهد اللبناني، لكنها تواجه عقبات داخلية وإقليمية تجعل النجاح مرهونًا بتعاون الأطراف الدولية والإقليمية. 

ولفت إلى أن "فرنسا تحاول الاستفادة من علاقاتها القوية مع القوى الإقليمية مثل السعودية لتقديم حلول ملموسة، لكن التوترات السياسية اللبنانية الداخلية لا تزال تشكل عائقًا كبيرًا".

أخبار ذات علاقة

لم يحدد طرفاً.. ماكرون يطالب بوقف انتهاكات وقف إطلاق النار في لبنان

 ومن جهته، قال جوليان نيكولاس - مركز الدراسات الشرق أوسطية في باريس (CEMO) لـ"إرم نيوز"، إن "فرنسا تدرك أهمية استغلال وقف إطلاق النار الأخير كنافذة لإطلاق مبادرة جديدة.

وأضاف: "مع ذلك، يعتمد النجاح على مدى قدرة باريس على التنسيق بين القوى الدولية والإقليمية، خاصة الولايات المتحدة وإيران." ويضيف أن "التوترات الداخلية في لبنان ستظل تحديًا رئيسيًا، لكنها ليست مستحيلة الحل إذا ما تم تفعيل ضغط دولي مشترك".

 

ومن جانبه، قال لوران بيكار - معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية (IRIS) لـ"إرم نيوز"، إن "التحدي الأساسي أمام فرنسا يتمثل في إقناع الأطراف اللبنانية بقبول تنازلات مؤلمة من أجل المصلحة العامة.

وتابع:" مع ذلك، فإن تأثير فرنسا التاريخي على لبنان يمنحها فرصة فريدة للنجاح"، موضحًا أن دور حزب الله في الالتزام بوقف إطلاق النار سيكون عاملًا حاسمًا في استقرار البلاد.

وتعكس المبادرة الفرنسية التزامًا قويًا بدعم استقرار لبنان بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

ومع أن الطريق مليء بالتحديات، إلا أن باريس تمتلك أدوات دبلوماسية وعلاقات تاريخية تمكنها من لعب دور الوسيط الفاعل.

ويبقى نجاح هذه الجهود مرهونًا بتعاون القوى الإقليمية، والتزام الأطراف اللبنانية بالإصلاح، ودعم المجتمع الدولي لرؤية إعادة بناء الدولة اللبنانية.

وبين التحديات السياسية والاقتصادية، تتواصل الجهود الفرنسية لرسم مسار جديد للبنان.

ورغم العقبات الكبيرة، يبقى الدور الفرنسي محوريًا في ظل غياب أي تحركات دولية فعالة أخرى. لكن نجاح باريس يعتمد بشكل كبير على تجاوب الأطراف اللبنانية والإقليمية، وكذلك قدرة لبنان على اتخاذ خطوات جادة نحو الإصلاح.

الدور الفرنسي في الأزمة اللبنانية

وفي الأشهر الأخيرة، استمرت فرنسا في لعب دور الوسيط، حيث قادت لقاءات مع الأطراف اللبنانية الفاعلة، وشجعت الأطراف الإقليمية، بما في ذلك السعودية وإيران، على دعم حل شامل ينهي الفراغ السياسي، لا سيما في ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

العقبات أمام الجهود الفرنسية

ورغم الجهود الفرنسية المكثفة، تواجه باريس تحديات كبيرة على الأرض اللبنانية، أهمها: الانقسام الداخلي، إذ يعاني المشهد السياسي اللبناني من انقسامات حادة بين الأحزاب السياسية والطوائف؛ ما يجعل التوصل إلى توافق أمرًا بالغ الصعوبة، كذلك التأثيرات الإقليمية، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية في لبنان، مع استمرار التنافس بين القوى الإقليمية الكبرى مثل إيران والسعودية.

كما أن الأزمة الاقتصادية تعد عاملًا للانقسام الداخلي، إذ يعاني لبنان من انهيار اقتصادي غير مسبوق، مع تدهور قيمة الليرة اللبنانية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة؛ ما يعقد أي جهود إصلاحية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات