رويترز: شبكة صينية سرية تسعى لاستقطاب موظفين أمريكيين مفصولين
باتت بعض الفصائل المسلحة عبئا ثقيلا على رئيس الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، وحكومته المؤقتة؛ ما يجعل دولا غربية، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، تتمهل في التطبيع مع السلطة في دمشق.
وتراقب هذه الدول قدرة الإدارة السورية على التعامل مع ملفات متداخلة تتعلق بشكل كبير ببعض الفصائل، وكيفية التوافق بين السلطة الجديدة وكافة المكونات والطوائف حول مستقبل سوريا.
وأشار سياسيون سوريون، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى تمهل الغرب بانتظار التأكد من قدرة الشرع على الخروج بمؤتمر حوار وطني جامع، بعد تأجيله مرتين، وسط معوقات تتعلق بتحركات الفصائل المسلحة التي كانت معه وقت دخول دمشق.
ويأتي ذلك في وقت يجتمع فيه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في الـ27 من يناير/ كانون الثاني الجاري، لمناقشة تخفيف العقوبات على سوريا.
وأكد الاتحاد الأوروبي سعيه إلى تحقيق حلول مستدامة للأزمة السورية، لكنه شدد على ضرورة التزام السلطة الحالية في دمشق، بإصلاحات سياسية جوهرية، وضمان احترام حقوق الإنسان وتحسين الوضع الإنساني، قبل أي خطوة نحو تخفيف العقوبات.
وتقول الأمينة العامة لحزب الشباب للبناء والتغيير السوري، بروين إبراهيم، إن التمهل الغربي يتعلق بإعطاء فرصة لتعامل الشرع مع الفصائل المسلحة التي دخلت معه دمشق، والتي باتت في الوقت الحالي تمثل عبئا ثقيلا عليه في التعامل مع كافة المكونات والطوائف.
وأوضحت إيراهيم، أن الوضع الحالي يحمل تمهلا من الغرب في التطبيع مع الإدارة الجديدة؛ للوقوف على مدى التعامل من جانب الشرع والحكومة المؤقتة، مع التحدي المتعلق بما تقوم به بعض الفصائل المسلحة من تصرفات تحمل جانبا من التطرف والتجييش ضد مكونات منها العلويون والمسيحيون.
وأشارت إلى أن من أكثر الأمور التي تجعل الغرب يتمهل في التطبيع، متابعة تعامل الشرع مع بعض الفصائل المتشددة على الأرض والتي تعيق تحويل وعوده إلى أفعال، وأيضا مدى القدرة في التوصل إلى اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وشددت إبراهيم على ضرورة أن يكون هناك ضغط دولي على تركيا لسحب الفصائل التي تمارس سلوكا يحمل توترا وتطرفا من خارج سوريا، وذلك في إطار قدرة أنقرة على السيطرة عليهم، حتى تسهل ما تحدث عنه الشرع بتحويل الأقوال إلى أفعال.
ويرى الباحث السياسي السوري مروان حداد، أن ما يرصده الغرب يظهر أن سلطة دمشق ذات خامة مرنة، بمعنى أنها تتفاعل مع محيطها وبالتالي تتوجه إلى أن تكون سوريا ضمن منظومة الاعتدال الدولي، بعد أن كانت خاضعة لمحور يهدد استقرار المنطقة ويسير في دولة مليئة بالأزمات السياسية وانعدام حقوق كافة المكونات.
وأرجع حداد تمهل الغرب بشكل كبير في التطبيع مع الإدارة الجديدة إلى محاولة التماشي مع محاولات بذل الجهد، حتى لا يكون هناك دخول في مرحلة جديدة قد تعيد الوجود الإيراني مرة أخرى إلى سوريا، وذلك باستغلال الأحداث من بعض الفصائل وعدم جمع كافة المكونات بالشكل المطلوب.
وتحدث حداد عن وجود تعامل من الغرب أيضا، يقوم على أن وسيلة التغيير في سوريا عبر مرحلة انتقالية بالسلطة الحالية، لا تعني بالضرورة استمرار من يقود هذه الفترة على الساحة السياسية، بعد وضع ملامح الدولة وإجراء الانتخابات عقب كتابة الدستور.