سارة عيسى - إرم نيوز
تشير آراء الخبراء إلى أهمية الموقع الاستراتيجي لجبل الشيخ، الذي يُعد محوراً للصراعات الإقليمية في ظل التحركات الإسرائيلية الأخيرة.
ويتفق المحللون على أن السيطرة على هذا الموقع تمنح إسرائيل تفوقاً استراتيجياً يمكّنها من الإطلالة على مناطق حساسة في سوريا ولبنان؛ ما يعزز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية بشأن الجولان أو الأراضي المحتلة الأخرى.
كما يحذر الخبراء من أن هذا التوغل قد يحمل تداعيات بعيدة المدى على الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك إمكانية فرض واقع جديد يخدم مصالح إسرائيل الاستراتيجية والسياسية.
وأكد المحلل السياسي عصمت منصور، أن الموقع الجغرافي لجبل الشيخ يجعله نقطة محورية تتيح لإسرائيل السيطرة على المناطق المحيطة به، ومن ثم تعزيز موقعها في أي مفاوضات تتعلق بالجولان أو الأراضي المحتلة الأخرى.
وأضاف منصور لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل لم تكتفِ باحتلال جبل الشيخ، بل تمددت في المنطقة العازلة داخل سوريا؛ ما يمنحها موطئ قدم لتدخلات محتملة في المستقبل.
وأشار منصور إلى أن السيطرة على جبل الشيخ تشكل نقطة مفصلية في المفاوضات المستقبلية، خصوصاً إذا جرت مفاوضات بشأن الجولان؛ إذ تسعى إسرائيل إلى فرض واقع جديد مستند إلى ما تم احتلاله حديثاً، وليس إلى ما احتُل في عام 1967.
كما أوضح أن هذا التوغل يمنح إسرائيل إمكانية التدخل المباشر في سوريا، وربما يصل إلى فرض تقسيم إذا شعرت بعدم استقرار الحكم السوري، مضيفاً أن إسرائيل تسعى إلى إقامة نقاط مراقبة تفرضها كأمر واقع؛ ما يعزز موقعها الاستراتيجي في المنطقة.
ومن جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي حسن جبر، أن جبل الشيخ يُعد من أهم المواقع الإستراتيجية التي يمكن أن تسيطر عليها أي قوة لتحقيق أهداف سياسية أو مرحلية.
وأوضح جبر لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل لن تتخلى بسهولة عن جبل الشيخ، الذي فقدته خلال حرب 1973، بل تسعى لبسط سيادتها على مناطق أخرى في سوريا ولبنان وربما العراق، تحقيقاً لمقولة "من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل".
وأضاف جبر أن المستقبل القريب سيشهد اختباراً لمدى قدرة إسرائيل على فرض سيطرتها على الأجواء السورية، بناءً على الضغط الدولي واستجابة النظام السوري الجديد في التعامل مع إسرائيل.
وفي ختام حديثه، شدد جبر على أن إسرائيل لا تتراجع بسهولة عن أي خطوة تتخذها، مستندة إلى تجاربها السابقة في المنطقة.
