تاس: السفير الروسي الجديد لدى أمريكا سيغادر اليوم إلى واشنطن
أكد خبراء أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي رحبت بالاتفاق الذي جرى مؤخرا بين الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، ستعمل على إنجاحه بعدة أشكال، أبرزها السماح بتدفق المساعدات والمضي بخطوات تدريجية لرفع العقوبات.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن واشنطن ستقوم على عملية حسن سير الاتفاق من خلال تقديم حوافز لتمكين إدارة الشرع من تنفيذ بنود الاتفاق الذي يراه الخبراء محسوبا لـ"ترامب" بإظهار استطاعته على تهدئة الأوضاع بعد ما جرى مؤخرا من مجازر وتخبط في الداخل السوري، وما يترتب عن تطبيق الاتفاق بالوصول إلى جانب من الاستقرار بسوريا.
ولفتوا إلى أن كل خطوة سيسير فيها الشرع سواء بالعمل على تأهيل وتجهيز مؤسسات الدولة والذهاب بالتعاون مع بقية المكونات السورية وفي الصدارة بالوقت الحالي "قسد" في التعامل مع أي مخاطر أو انفلات سواء من محسوبين عليه أو غيره، سيحصل على حوافز تدعم نظامه، سواء من خلال رفع عقوبات من جانب واشنطن، أو فتح المجال من الأخيرة أمام دول أخرى، لتوجيه الدعم إلى سوريا.
وكانت الولايات المتحدة قد أبدت مؤخرا ترحيبها باتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل الأكراد الفصيل الرئيسي بها وتدعمها واشنطن، ضمن مؤسسات الدولة السورية.
"مجازر الساحل السوري"
ويؤكد الخبير الاستراتيجي، الدكتور محمد يوسف النور، أن توقيع الاتفاق بين القيادة السورية و"قسد" جاء في لحظة تصاعد الاستنكار الدولي لما وصفه بـ"المجازر" التي قامت بها مجموعات محسوبة على "هيئة تحرير الشام" ضد أقليات بالساحل السوري ومناطق أخرى.
وأضاف "يظهر تغير موقف دول العالم ورفضها المشهد، الأمر الذي صاحبه لحظة تاريخية لاستغلال التوقيت المناسب من الإدارة الأمريكية للضغط على الشرع من أجل توقيع الاتفاق الذي رفضه سابقا بسبب التأثير التركي والضغوط التي تمارس على حكومة دمشق".
وأوضح النور لـ"إرم نيوز"، أن تركيا تريد أن تكون القوات السورية في طليعة المواجهة مع قوات سوريا الديمقراطية على الأرض، في ظل عدم قدرة أنقرة على فتح معركة مع "قسد" بسبب الفيتو الأمريكي، وبالتالي فإن الضغوط التي تعرض لها الشرع ورسائل التلويح بتنفيذ البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة على الإدارة السورية بعد أحداث الساحل، جعله يسارع لتوقيع الاتفاق الذي تهرّب منه سابقا عدة مرات، وفق قوله.
"أمريكا ستعمل على إنجاح الاتفاق"
وأشار النور إلى أن الإدارة الأمريكية التي رحبت بهذا الاتفاق وقامت بصياغته، ستعمل على إنجاحه بالسماح بتدفق المساعدات والمضي في خطوات تدريجية لرفع العقوبات، وستقوم على عملية حسن سير الاتفاق من خلال تقديم حوافز تفرض بها نوعا من السيطرة بشكل أكثر تمكن على إدارة الشرع في تنفيذ البنود خلال المدد المحددة.
وأفاد النور أن سوريا أمام أشهر عصيبة لا سيما أن الكثير من الفصائل التابعة لتركيا وما يسمى بـ"الجيش الوطني" حتى الآن معظمها لم ينضموا إلى ما يؤسس من جيش سوري تحت سلطة دمشق الشرع، وفي ظل عدم حل هيكلية المؤسسات المدنية التابعة للحكومة المؤقتة التي مقرها غازي عنتاب أو نقل مكاتبها إلى سوريا وبالتالي تراهن أنقرة على أن يكون هناك ربما شبه انقلاب أو إحلال بدائل أو تغير للمشهد السياسي الداخلي، ولكن تواجد الولايات المتحدة كراع ومسؤول بشكل مباشر على نجاح هذا الاتفاق، يعتبر عائقا في خطط تدفع بها أنقرة تجاه سوريا.
محسوب لترامب
فيما ترى الباحثة السياسية السورية، رضوى سلامة، أن هناك دعما للاتفاق من واشنطن، وفي نفس الوقت جانب من المساندة للشرع؛ لأن هذا الاتفاق سيكون محسوبا سياسيا من حيث إنجازه لترامب بإظهار استطاعته تهدئة الأوضاع بعد ما جرى مؤخرا من مجازر وتخبط في الداخل السوري، وما يترتب عن تطبيق الاتفاق بالوصول إلى جانب من الاستقرار في سوريا، هدف يبحث عنه الرئيس الجمهوري.
وتقول سلامة في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن الإدارة الأمريكية رحبت بالاتفاق، وبالتالي ستقوم بدعم سوريا وتخفيف العقوبات ودعم الشرع شخصيا وليس حكومته المشكلة التي معظم من يشغل مناصب قيادية فيها من المتشددين الذين لديهم ملفات أمنية وإرهابية أمام معظم دول العالم. وفق قولها.
حوافز واشنطن
ولفتت سلامة إلى أن الشرع في وضع لا يحسد، وعليه تطبيق الاتفاق والسير في عملية تحويل جذري في المشهد السوري، لاسيما المشهد المتطرف الذي تجلى واضحا مع المجازر التي شهدتها مدن الساحل السوري.
وأردفت سلامة أن كل خطوة سيسير فيها الشرع سواء بالعمل على تأهيل وتجهيز مؤسسات الدولة والذهاب بالتعاون مع بقية المكونات السورية وفي الصدارة بالوقت الحالي "قسد" في التعامل مع أي مخاطر أو انفلات سواء من محسوبين عليه أو غيره بهدف فرض صورة معينة لسوريا كالتي جرت في مدن الساحل، سيحصل على حوافز تدعم نظامه سواء من خلال رفع عقوبات من جانب واشنطن، أو فتح المجال من جانب الولايات المتحدة أمام دول أخرى، لتوجيه الدعم إلى سوريا.