واشنطن بوست: "هجوم البيجر" يهدد بنسف محادثات وقف إطلاق النار في غزة

رجحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن يؤدي هجوم إسرائيل "المُتقن" على أجهزة اتصالات تابعة بـ"حزب الله" إلى "نسف" محادثات وقف إطلاق النار في غزة وإشعال حرب أوسع نطاقا.

ووصفت الصحيفة المشهد في لبنان يوم الثلاثاء بأنه كان "أشبه بشيء من أفلام جيمس بوند الخيالية"، مشيرة إلى انفجار أجهزة الاتصالات في وقت واحد في جيوب المئات من مقاتلي "حزب الله" في جميع أنحاء البلاد، في ما بدا أنه "عملية إسرائيلية بارعة جمعت بين الحرب السيبرانية والتخريب".

وقالت إن "حزب الله سيكتب الفصل القادم من الحكاية الواقعية المثيرة، ومن المؤكد أن التداعيات المشؤومة للهجوم، بعد مقتل 9 وإصابة 2800 شخص، قادمة لا محالة".

وأضافت أنه "على الرغم من أن إسرائيل لم تنسب لنفسها هجوم يوم الثلاثاء، فإنها لم تكن في حاجة إلى ذلك، لأن هجوماً بهذا التطور والجرأة في لبنان لا يمكن أن تقوم به أي دولة أخرى".

أثر الهجوم

وحول أثر هذا الهجوم أشارت الصحيفة إلى أن "قرار إسرائيل الواضح بشن الهجوم ربما كان مدفوعًا بعوامل سياسية وعملياتية، إذ تعثرت خطة وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة، ومعها الأمل في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع حزب الله لتهدئة الحدود".

وبعد أن طورت إسرائيل القدرة غير العادية على تحويل أجهزة الاتصالات الخاصة بخصومها إلى قنابل، ربما قررت إسرائيل أنه يجب استخدام هذه القدرة قبل أن يتم اكتشافها ونزع سلاح أجهزة البيجر من أيدي مقاتلي حزب الله، بحسب "واشنطن بوست".

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن رغبة إسرائيل في ضرب حزب الله بقوة أكبر، تعكس وجهة نظر واسعة بين الإسرائيليين مفادها أن البلاد لا تستطيع تحمل ما أصبح حرب استنزاف طويلة مع أعضاء الميليشيات اللبنانية.

وأشارت إلى أنه رغم أن إسرائيل نجحت فعلياً في تحييد حماس عسكرياً في غزة، فإن حزب الله استمر في توسيع هجماته الصاروخية ضد شمال إسرائيل، واضطر أكثر من 60 ألف إسرائيلي إلى إخلاء منازلهم في الشمال، تاركين وراءهم ما يمكن اعتباره مدن أشباح.

ضغوط سياسية

وأكدت الصحيفة، نقلا عن "مصدر مطلع"، أن الضغوط السياسية الرامية إلى التعامل مع "الشمال"، أصبحت بنفس شدة الرغبة في تحرير الرهائن.

وقال المصدر ذاته: "عندما يتعلق الأمر بلبنان والشمال، هناك إجماع متزايد في إسرائيل على ضرورة القيام بشيء ما".

وأشار المصدر أيضًا إلى أن مجلس الوزراء الإسرائيلي أضاف يوم الاثنين هدفًا جديدًا إلى قائمة أهداف الحرب الخاصة به، هو عودة الإسرائيليين إلى منازلهم بالقرب من الحدود مع لبنان.

واختتمت الصحيفة بالقول إن المسؤولين الإسرائيليين قضوا يوم الثلاثاء وليله، في أعقاب الهجوم، يستعدون لهجمات حزب الله الانتقامية.

وفي حال لم تتمكن الدبلوماسية من احتواء الهجمات، أكدت الصحيفة أنها يمكن أن تؤدي إلى "حرب إقليمية شاملة" يحاول المسؤولون الأمريكيون تجنبها منذ ما يقرب من عام، بحسب قولها.