الصين تدعو الولايات المتحدة إلى "إلغاء كامل" للرسوم الجمركية المتبادلة
كثفت ميليشيا "حزب الله" مؤخرًا استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية بالصواريخ الباليستية المتطورة والطائرات المسيّرة، كما أعلنت للمرة الأولى استهداف مقر وزارة الحرب الإسرائيلية (الكرياه) في مدينة تل أبيب.
وإلى جانب قواعد "ستيلا ماريس" البحريّة في حيفا، وقاعدتي "طيرة الكرمل" و"إلياكيم" في جنوب حيفا، وقاعدة "شراغا" في عكا، استهدف "حزب الله" قواعد إستراتيجية، مثل قاعدة "غليلوت" الاستخبارية في تل أبيب، وقاعدتي "تل نوف" و"هحوتريم" الجويتين في تل أبيب.
ويثير تكثيف استهداف هذه القواعد، تساؤلات حول ما إذا كان ذلك مرتبط بالردود الميدانية التي ينفذها الحزب على الغارات الإسرائيلية، أم أنها رسائل إيرانية أعلنت أنها سترد على استهداف إسرائيل لأراضيها نهاية الشهر الماضي.
وقال الخبير في الشؤون الإقليمية، رائد نعيرات، إن "ضرب حزب الله لأهداف عسكرية يأتي في إطار تحقيق هدفين رئيسيين من الحرب ضد الجيش الإسرائيلي"، مبينًا أن الحزب لن يوسع المواجهة لتصل للمنشآت الحيوية.
وأوضح نعيرات، لـ"إرم نيوز"، أن "الهدف الأول يتمثل في إيقاع خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، ما يجبر القادة الإسرائيليين على إعادة حساباتهم وتقديم التنازلات للتوصل لاتفاق تهدئة مع لبنان ووقف الحرب على الجبهة الشمالية".
وأشار إلى أن "الهدف الثاني يتمثل في تجنب حزب الله إصابة المدنيين أو إيقاع الخسائر بأهداف مدنية، الأمر الذي يجنب لبنان مصير غزة، ولا يوفر ذريعة للجيش الإسرائيلي لتوسيع أهدافه العسكرية وإصابة مدنيين لبنانيين".
وبين أن "الحزب يدرك خطورة توسيع الحرب لتشمل المدنيين، الأمر الذي يدفعه لتجنب ذلك، حفاظًا على عدم دفع المجتمع الدولي لتوجيه انتقادات حادة له أو تقديم الدعم المطلق لإسرائيل على غرار ما حدث في قطاع غزة".
ولفت إلى أن "ذلك يأتي في إطار الردود الميدانية على الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في العمق اللبناني، ولإحداث نوع من التوازن في المواجهة العسكرية"، مشيرًا إلى أن ذلك يساعد الحزب في ملف التهدئة مع إسرائيل.
ويرى الخبير في الشؤون الإقليمية، ناجي البطة، أن "هجمات حزب الله تأتي في إطار الرسائل الإيرانية المبطنة لإسرائيل بامتلاك طهران وحلفائها بالمنطقة معلومات أمنية حساسة عن القواعد العسكرية الإسرائيلية".
وقال البطة، لـ"إرم نيوز"، إن "إيران ومن خلال حزب الله تؤكد لإسرائيل قدرتها على ضرب أهداف عسكرية استراتيجية، وأن لديها معلومات كاملة عن القدرات العسكرية الإسرائيلية ومواقع الجيش في مختلف مناطق إسرائيل".
وأضاف "كما أن إيران وحزب الله يحاولان التأكيد لإسرائيل أنهما يمتلكان قدرات عسكرية يمكنها ضرب أهداف عسكرية بدقة عالية"، مشددًا على أن ذلك يمكن اعتباره رسالة تحذير شديد اللهجة من الطرفين للجيش الإسرائيلي.
وتابع "بتقديري إسرائيل تدرك خطورة مثل هذه الرسائل وتعمل في الوقت الحالي على استغلال التوتر العسكري مع لبنان من أجل التوصل لاتفاق يحرم حزب الله من تطوير قدراته العسكرية ويبعده إلى ما وراء نهر الليطاني".
وأشار إلى أن "ذلك يضعف قدرات الحزب، ولا يمكّن إيران وحلفاءها من استهداف الأراضي الشمالية لإسرائيل، ما يوفر الأمن لسكان الشمال ويحقق هدفًا إستراتيجيًا من أهداف الحرب الإسرائيلية ضد لبنان"، وفق تقديره.
