عاجل: الطيران الأمريكي يشن غارتين على "رأس عيسى" بالحديدة

logo
العالم العربي

السودان.. ماذا تعني سيطرة قوات الدعم السريع على "جبل أووم"؟

السودان.. ماذا تعني سيطرة قوات الدعم السريع على "جبل أووم"؟
عناصر مسلحة تابعة لقوات الدعم السريعالمصدر: رويترز
18 أكتوبر 2024، 3:51 م

أكدت مصادر محلية بولاية غرب دارفور، أن قوات الدعم السريع أحكمت سيطرتها على منطقة "جبل أووم"، وانتشرت على كامل الحدود الغربية مع دولة تشاد، بعد معارك ضارية مع القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني.

ومطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دفع الجيش السوداني بقوة عسكرية كبيرة مكونة من القوة المشتركة التابعة للحركات الدارفورية المسلحة المتحالفة معه، إلى إقليم دارفور، بغرض نقل الصراع إلى هناك، بعيدًا عن مواقع سيطرته في شرق وشمال البلاد.

وكانت القوات التي انتشرت في سلسلة جبال أووم غربي دارفور، واحدة من تلك القوة التي أرسلها الجيش السوداني إلى هناك، وبعضها دخل إلى مدينة كلبس، إحدى أكبر المناطق بجبل مون، الأمر الذي هدد وجود قوات الدعم السريع في غرب دارفور، خصوصًا في مدينة الجنينة.

وقالت مصادر، لـ "إرم نيوز"، إنه منذ ظهور جيوب الحركات المسلحة في عدد من المناطق غرب دارفور، أجرت قوات الدعم السريع اتصالات مكثفة مع القيادات الأهلية للقبائل التي تقطن في تلك المناطق بغية إخراج المسلحين منها دون قتال، وذلك لتجنيب السكان شر الحرب.

وأكدت المصادر أن القيادات الأهلية طلبت من قوات الدعم السريع منحها مهلة كافية لإقناع المقاتلين الذين يتبعون للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، بالخروج من المدن، الأمر الذي جعل "الدعم السريع" تتوقف عن مهاجمة مدينة كلبس التي لا زالت تتواجد فيها القوة المشتركة.

ولفتت إلى أن قوات الدعم السريع شنت، يوم أمس الخميس، هجومًا واسعًا على منطقة جبل أووم، التي يتحصن فيها بعض مقاتلي القوة المشتركة والجيش السوداني، حيث اندلعت معارك عنيفة انتهت بسيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة وبعض القرى الواقعة على مقربة من مدينة "كلبس"، التي تسيطر عليها القوة المشتركة.

ونشر مقاتلون بقوات الدعم السريع فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي توضح سيطرتهم على آليات وعتاد عسكري، ويتحدثون عن مطاردتهم لقوات حلفاء الجيش السوداني حتى دخلوا الأراضي التشادية المجاورة.

وتحدثت تقارير عن أن السلطات التشادية نزعت الأسلحة من القوة المسلحة التي دخلت إلى أراضيها، وأرسلت عناصرها إلى مخيمات اللجوء.

وهذه هي المرة الثانية التي تندلع فيها معارك في منطقة جبل أووم، حيث سبق وأعلنت قوات الدعم السريع في مطلع أكتوبر الجاري، سيطرتها على المنطقة بعد معارك مع القوة المشتركة، لكنها انسحبت منها إلى مواقعها في جبل مون، الأمر الذي جعل قوة من الحركات المسلحة تعود مجددًا إلى المنطقة.

عمق إستراتيجي

وأشار المحلل الأمني، عادل بشير، إلى أن سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة "جبل أووم" تعني تأمينها لظهرها، لجهة أن غرب دارفور يمثل العمق الإستراتيجي لها.

وقال بشير، لـ "إرم نيوز"، إن الجيش السوداني يعلم أهمية المنطقة بالنسبة لقوات الدعم السريع، ما دفعه لإرسال حلفائه إلى هناك بغرض فتح جبهة صراع في العمق الإستراتيجي للدعم السريع، على أمل سحبه من وسط السودان للدفاع عن معاقله.

وأشار إلى أن الواقعة ستجعل قوات الدعم السريع أكثر حرصًا على حماية ظهرها من خلال تأمين كل الحدود الغربية مع دولتي تشاد وأفريقيا الوسطي، حتى لا تتسلل منها قوات أخرى في المستقبل، منوهًا إلى أن بعض القوة المشتركة دخلت إلى جبل أووم عبر الحدود التشادية.

وأضاف أنه "في حال تأمين قوات الدعم السريع لظهرها، من خلال إخراج جيوب الحركات المسلحة من بعض المناطق بغرب دارفور، فإنه يمكنها أن تنطلق بعدها لمهاجمة مناطق جديدة للجيش في الفاشر أو وسط وشمال السودان".

إلى ذلك، قال قيادي أهلي من مدينة "كلبس" في غرب دارفور، لـ "إرم نيوز"، إن بعض المقاتلين التابعين للقوة المشتركة لا زالوا متواجدين بالمدينة، مشيرًا إلى فشل المحاولات الأهلية في إخراجهم، وتجنيب المنطقة القتال.

وأضاف أن "التواصل مع قوات الدعم السريع لم ينقطع بشأن ثنيها عن مهاجمة المدينة التي تضم أعدادًا كبيرة من السكان، لكن هنالك مخاوف من تقدمها نحو المدينة بعد سيطرتها على جبل أووم".

وأشار القيادي إلى استمرار حركة النزوح وسط المدنيين باتجاه الأراضي التشادية خوفًا من المعارك المحتملة، خصوصًا أن دوي الأسلحة أثناء معارك جبل أووم كان مسموعًا لسكان مدينة كلبس.

أخبار ذات علاقة

حاكم غرب دارفور: الاستقرار يعود للمدينة ونحاول منع مظاهر التسلح

 

نقل الصراع

وفي وقت سابق، ذكرت مصادر ميدانية، لـ "إرم نيوز"، أن الجيش السوداني يخطط لنقل الصراع إلى إقليم دارفور، في محاولة لإجبار قوات الدعم السريع على الانسحاب من الخرطوم ووسط السودان، والعودة للدفاع عن مواقع سيطرتها هناك في مواجهة القوة الكبيرة التي أرسلها الجيش.

وأكدت المصادر أن القوة التي دفع بها الجيش الذي تلاحقه اتهامات بارتكاب جرائم حرب، بما فيها قتل وتجويع السودانيين، إلى شمال دارفور، كانت قد تلقت التدريب والتأهيل طوال المدة الماضية في قاعدة جبيت العسكرية شرقي السودان، إضافة إلى أخرى جرى تدريبها في معسكرات داخل إرتيريا المجاورة.

وأكدت المصادر أن قوات الدعم السريع دمرت قوة كبيرة من الحركات المسلحة التي دفع بها الجيش السوداني إلى دارفور، في معارك دارت قرب منطقة "المالحة" شمالي الإقليم.

وأشارت إلى أن المعارك التي اندلعت في صحراء شمال دارفور، جعلت قوة الحركات المسلحة المنهزمة تلجأ إلى بعض الجبال ومناطق أهاليهم للتحصن بها.

وبالتزامن مع معارك صحراء شمال دارفور، ظهرت جيوب للحركات المسلحة الموالية للجيش السوداني في ولاية غرب دارفور، اشتبكت معها قوات الدعم السريع، في مناطق "جبل مون"، كأول مواجهات منذ سيطرة الأخيرة على الجنينة، في نوفمبر/كانون الثاني العام الماضي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC