logo
العالم العربي

خلافات أم اجتهادات.. مبادرات متضاربة داخل المجلس الرئاسي الليبي

خلافات أم اجتهادات.. مبادرات متضاربة داخل المجلس الرئاسي الليبي
رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي خلال خلال مع شخصيا...المصدر: فيسبوك
18 مارس 2025، 4:35 م

يثير إعلان عضوي المجلس الرئاسي في ليبيا، عبد الله اللافي، وموسى الكوني، عن مبادرتين متوازيتين لحل الأزمة في البلاد، تساؤلات حول ما إذا كان ذلك يعكس انقساماً داخل المجلس الرئاسي. 

وبينما اقترح اللافي تقسيم ليبيا إلى 13 محافظة، دعا الكوني إلى العودة إلى النظام الفيدرالي الذي يتضمن ثلاثة أقاليم كبرى هي فزان (جنوب)، وبرقة (شرق)، وطرابلس الكبرى (غرب).

اختلاف في الرؤى

يأتي هذا التباين في المبادرات في وقت يلتزم فيه رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، الصمت تجاه هذه المبادرات والانسداد السياسي المستمر منذ سنوات.

وفي تعليق على هذه التطورات، أكد المحلل السياسي الليبي، الدكتور خالد محمد الحجازي، أن "إعلان عبد الله اللافي عن مبادرة جديدة بعد أيام من إعلان موسى الكوني لمبادرة مماثلة يُثير تساؤلات حول طبيعة العلاقات داخل المجلس الرئاسي ومدى التوافق بين أعضائه.

وقد يعكس ذلك وجود خلافات أو انقسامات داخل المجلس حول كيفية التعامل مع الأزمة الليبية ومسار الحل السياسي".

وأضاف الحجازي لـ "إرم نيوز" أن "صمت رئيس المجلس الرئاسي قد يكون ناتجًا عن عدة أسباب من بينها التريث وعدم الانحياز، حيث قد يفضل المنفي عدم الإفصاح عن موقفه علنًا حتى لا يظهر انحيازًا لأي مبادرة قبل أن تتضح تفاصيلها أو قبل أن يتم التوصل إلى توافق داخلي".

وأشار إلى أن المنفي قد يعمل خلف الكواليس لتنسيق المواقف بين أعضاء المجلس الرئاسي أو مع الأطراف الدولية والمحلية ذات العلاقة، وربما يكون بصدد التحضير لمبادرة خاصة أو دمج المبادرات الحالية لتقديم رؤية موحدة.

وأوضح الحجازي أن "المنفي يرى الصمت في هذه المرحلة هو الخيار الأفضل لتجنب زيادة حدة الانقسامات أو إعطاء انطباع بعدم الاستقرار داخل المجلس".

وأكد أن "الصراعات والانقسامات داخل المجلس الرئاسي ليست بالأمر الجديد، وقد تكون هذه المبادرات انعكاسًا لاختلاف الرؤى حول كيفية تحقيق الاستقرار في ليبيا، لكن يبقى الحل النهائي مرتبطًا بقدرة الأطراف الليبية على التوافق والوصول إلى تسوية سياسية شاملة".

اختلاف في المبادرتين

من جانبه، أوضح المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، أن المجلس الرئاسي يتكون من ثلاثة أعضاء هم الكوني عن الجنوب، واللافي عن الغرب، والمنفي عن الشرق.

واعتبر أن "المنفي لا يُلام عن هذه المبادرات، لأنه عضو في المجلس مثلهم، مع اختلاف بسيط في أن صفة المنفي كرئيس للمجلس تمكنه من تمثيل ليبيا في الخارج وإصدار القرارات والتوقيع عليها، بينما اتخاذ القرارات لا يتم إلا بالتوافق بين الأعضاء الثلاثة".

وأضاف العبدلي في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "مبادرة موسى الكوني لم تحظَ بدعم من الأطراف السياسية الليبية أو من الشعب الليبي نفسه، بسبب ما تحمله من فكرة تقسيم البلاد إلى ثلاثة أقاليم وثلاثة مجالس تشريعية، وهو ما يراه الكثيرون خطوة نحو تكريس الانقسام والفيدرالية، ويشكل تمهيدًا لانقسام البلاد".

وأشار العبدلي إلى أن "مبادرة اللافي تبدو أكثر إيجابية، حيث تنص على إجراء انتخابات تؤدي إلى تشكيل مجلس رئاسي جديد من ثلاثة أعضاء وحكومة جديدة، وهو أمر إيجابي قد يسهم في تقريب الحل السياسي في البلاد".

وأوضح أن "من النقاط الإيجابية الأخرى في مبادرة اللافي هي تقليص ميزانية حكومة المركز وإنشاء 13 محافظة في ليبيا، مع منح المحافظين صلاحيات مماثلة لرئيس الحكومة في تقديم الخدمات لهذه المحافظات وحل المشكلات المستعجلة مثل توفير المياه والكهرباء".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات