عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
العالم العربي

ممزق بين كييف وغزة.. طبيب فلسطيني يروي محنته مع حربين

ممزق بين كييف وغزة.. طبيب فلسطيني يروي محنته مع حربين
الطبيب الفلسطيني أبو غاليالمصدر: AP
01 أغسطس 2024، 11:28 ص

ما بين كييف وغزة، يعايش الطبيب الفلسطيني علاء شعبان أبو غالي ظروفًا معقدة بالنظر إلى أوضاع الحرب الروسية الأوكرانية، التي يواجهها بحكم إقامته في كييف، وظروف حرب غزة، حيث تقيم عائلته.

في أوكرانيا التي مزقتها الحرب، ينتظر صف طويل من المرضى أمام عيادة الطبيب الفلسطيني الشهير هنا باسم "عليا شابانوفيتش غالي"، بحسب "أسوشييتد برس".

رغم أن أبا غالي يعيش في أوكرانيا بعد مغادرته الأراضي الفلسطينية قبل عشرات السنين، فإن عائلته تبعد عنه آلاف الكيلومترات في قطاع غزة المحاصر.

وعلى مدار ثلاثين عامًا استقر في منزله الجديد بالعاصمة كييف، واتخذ اسمًا مختلفًا يتناسب مع اللغة المحلية بشكل أفضل، وتزوج بامرأة أوكرانية.

ويتواصل أبو غالي هاتفيًّا مع والدته وإخوته في مدينة  رفح جنوبي قطاع غزة، ولكنه يعيش حياة شبيهة بحياة أقاربه "إلى حد ما".

في فبراير/ شباط عام 2022م، تسبب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في تحويل حياة أبي غالي إلى جحيم، مع شن غارات جوية وهجمات صاروخية حول عيادته.

cd299aa9-2e0d-4150-b2c2-8ff8438b6d02

وبعد قرابة 20 شهرًا، حولت الحرب غزة، مسقط رأس أبي غالي، إلى "جحيم" آخر، ما أدى إلى تشتيت عائلته.

وهزت الحربان العنيفتان توازنات القوة الإقليمية والعالمية، ولكنهما اندلعتا في عالمين منفصلين.

وفي حياة أبي غالي، يتداخل الصراعان الداميان، فقد قتل ابن شقيقه في غارة إسرائيلية قبل شهر في أثناء بحثه عن الطعام في غزة.

وبعد أسابيع، دمر صاروخ روسي عيادته الخاصة التي عمل فيها معظم حياته المهنية بأوكرانيا، وقتل بعض زملائه الأطباء وبعض المرضى في القصف.

ويقول أبو غالي (48 عامًا): "كنت في حرب هناك، والآن أنا في حرب هنا، نصف قلبي وعقلي هنا، والنصف الآخر هناك".

كان أبو غالي "آخر العنقود" في عائلته، وكانت والدته تقول إن الابن الأصغر هو الأجمل، وكان غالي أصغر عشرة أشقاء، وهو المفضل لديها، وعندما كان في التاسعة من عمره، توفي والده.

كانت عائلة أبي غالي فقيرة، ولكن الابن الأصغر تفوق في الدراسة، وحلم بأن يصبح طبيبًا متخصصًا في أمراض النساء والولادة بعد أن رأى بعض قريباته يعانين في أثناء الحمل.

الأطباء يقتلون، الأطفال يقتلون، المدنيون يقتلون، هذه هي الحياة التي نعيشها.

الطبيب الفلسطيني علاء أبو غالي.

وصل أبو غالي الشاب إلى أوكرانيا عام 1992م بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مباشرة، ولكنه وجد صعوبة في التأقلم، وبدأ الأمر باللغة الأوكرانية، وهكذا في كييف، غيّر اسمه علاء إلى "عليا" وحول اسم والده، شعبان، إلى شابانوفيتش.

وفي أثناء تعلمه اللغة الروسية التي يتحدث بها معظم الأوكرانيين الذين عاشوا في ظل الاتحاد السوفيتي، واجه أبو غالي صعوبة في إنجاز ذلك، إلا أن بعض الجيران ساعدوه، ومن خلالهم التقى زوجته، وانتهى بهما الأمر إلى إنجاب ثلاثة أطفال.

وأنهى أبو غالي دراسته في كلية الطب، وأصبح طبيبًا متخصصًا في أمراض النساء والولادة، وفي النهاية عمل في عيادة بمركز أدونيس الطبي، حيث ذاع صيته.

في الثامن من يوليو الماضي، كان أبو غالي يمارس عمله، ولكن ذهنه كان مشغولًا بقطاع غزة.

وقبل أسبوع، تواصل معه أحد أقاربه وعلم أن ابنة شقيقته، 12 عامًا، قتلت عندما تقدمت دبابات إسرائيلية إلى حافة منطقة المواصي للنازحين الفلسطينيين شمال غربي رفح.

وكعشرات الآلاف من سكان غزة، فرّت أسرته إلى المواصي سيرًا على الأقدام بعد أن وصفت إسرائيل المنطقة بـ"الآمنة".

وكان أبو غالي في حال حداد فعلًا، فقد قتل ابن أخيه، فتحي، في الشهر السابق.

وبعد مدة وجيزة، أصبحت حياة أبي غالي أكثر ظلامًا؛ إذ انطلق صاروخ روسي بسرعة نحو المركز الطبي، ما تسبب في انفجار دمر الطابقين الثالث والرابع، حيث كانت عيادة أبي غالي.

ووسط سحابة كثيفة من الحطام، بحث أبو غالي عن زملائه وسط جثث مخضبة بالدماء.

يقول أبو غالي: "لا يوجد شيء مقدس، الأطباء يقتلون، الأطفال يقتلون، المدنيون يقتلون، هذه هي الحياة التي نعيشها".

ويضيف: "ما الذي أشعر به؟ إنه الألم ولا شيء آخر".

أخبار ذات علاقة

تطورات حرب غزة بعد 10 أشهر من القتال.. ماذا حدث وماذا تغير عسكريا؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC