رئيس تايوان يحذر من "محاولات التسلل" الصينية ويتعهد بـ"اتخاذ إجراءات مضادة"

logo
العالم العربي

خبراء: الصدر "يربك" حسابات الميليشيات في العراق

خبراء: الصدر "يربك" حسابات الميليشيات في العراق
مقتدى الصدرالمصدر: أ ف ب
06 ديسمبر 2024، 2:16 م

عصام العبيدي

رأى خبراء أمنيون ومختصون في الشأن العراقي أن رفض زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، التدخل في الشأن السوري أربك حسابات الميليشيات المسلحة في العراق.

أخبار ذات علاقة

"إياكم والتدخل".. بيان عاجل من الصدر بشأن أحداث سوريا

وجاء موقف الصدر في وقت تشهد فيه الحدود العراقية السورية تحركات للفصائل الموالية لإيران، مع تقارير تفيد بدخول مقاتلين من هذه الفصائل إلى سوريا لدعم الجيش السوري في مواجهة الفصائل المسلحة.

وذهب الصدر إلى أبعد من "عدم التدخل"، عندما طالب الحكومة العراقية بـ"معاقبة كل من يخرق الأمن السلمي في العراق، ومنع الجهات والميليشيات والقوات الأمنية من التدخل في الشأن السوري".

وأكد ضرورة التزام العراق بحماية استقراره الداخلي وعدم الزج بنفسه في الصراعات الخارجية، مشددًا على أن "الشعب السوري وحده هو المعني بتقرير مصيره".

 

منسجم مع الحكومة

بدوره، قال المحلل السياسي، نزار حيدر، إن "موقف الصدر من الأزمة السورية يعكس انسجامًا واضحًا مع مؤسسات الدولة الدستورية، وحرصًا على عدم التناقض أو التقاطع معها".

وأضاف حيدر، لـ"إرم نيوز"، أن "دعوة الصدر لعدم التدخل في الشأن السوري تهدف إلى منع تكرار الأخطاء السابقة التي دفع العراق ثمنًا باهظًا لها، مثل ما حدث العام 2013 عندما تجاوزت بعض الجهات الحدود إلى سوريا تحت ذرائع مختلفة؛ ما أدى إلى تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في العراق".

وتابع أن "موقف الصدر يعزل الفصائل الموالية لإيران عن القرار السياسي العراقي، ويعزز رغبة الدولة والشعب في الابتعاد عن القتال بالوكالة مرة أخرى، وهي رسالة واضحة للعقلاء بضرورة تغليب العقل والمنطق على الشعارات والعواطف".

 

إحراج للميليشيات

وبرغم التزام أغلب الميليشيات في العراق، حتى الآن، بالموقف الرسمي، وعدم تدخلها في الشأن السوري، فإن ميليشيا "أبو الفضل العباس"، بقيادة رجل الدين أوس الخفاجي، أعلنت إعادة تنظيم صفوفها، واستقبال المتطوعين تمهيدًا للمشاركة في الصراع السوري.

وتتجاهل الميليشيات العراقية عادة تعليمات أو توجيهات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلا أن مواقفه تشكل ضغطًا كبيرًا على تلك الفصائل، عبر إيجاد رأي عام قوي يطالب بالابتعاد عن التدخل في الصراعات الخارجية.

ونجحت هذه المواقف، في إحراج الميليشيات أمام الجمهور، ووضعها تحت المجهر الشعبي والسياسي، ما حدّ من قدرتها على تبرير تدخلاتها في الشأن السوري.

من جهته اعتبر الناطق العسكري باسم كتائب حزب الله العراقي أن الأحداث الراهنة في سوريا تجري باتفاق مع إسرائيل ضد شعب سوريا و"محور الممانعة".

وأشار في هذا السياق إلى مطالبة زعيم هيئة تحرير الشام وتحالف التنظيمات المسلحة، أبو محمد الجولاني، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بمنع تدخل ميليشيات الحشد الشعبي في سوريا"، محذرًا من "تداعيات هذا التدخل على الأوضاع الإقليمية".

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية السوري لنظيريه العراقي والإيراني: "الخطر يهددننا جميعا"

 

استشعار الخطر

ويرى الباحث في الشأن السياسي العراقي، محمد التميمي، أن "الصدر استشعر خطورة الوضع الراهن، خاصة مع تصاعد الحرب في سوريا والتحركات الروسية والإيرانية، التي يراد منها جرّ العراق إلى الدخول في الحرب، وهو ما يعني إمكانية نهوض تنظيم داعش مجددًا إذا ما انشغلت القوات العراقية في المستنقع السوري".

وأضاف التميمي لـ"إرم نيوز" أن "بيانات الصدر لا تقتصر على التعبير عن مواقف سياسية، بل تحمل إشارات واضحة للحكومة العراقية حول الإجراءات والقرارات التي ينبغي اتخاذها".

ولفت إلى أنه "برغم أن هذه البيانات لا تحظى باستجابة فورية، فإنها تمثل موقفًا سياسيًا لتيار كبير وفاعل لا يمكن تجاوزه في المشهد العراقي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC