logo
العالم العربي

الجزائر.. "ترسانة" تبون الانتخابية تعقد مهمة منافسيه

الجزائر.. "ترسانة" تبون الانتخابية تعقد مهمة منافسيه
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبونالمصدر: أ ف ب
23 أغسطس 2024، 4:05 م

تتوسّع يوميا دائرة الداعمين للمترشح الحر لانتخابات الرئاسة عبد المجيد تبون عبر شبكة واسعة من الأحزاب والجمعيات والمنظمات الثورية، تتكفل بالترويج لوعوده في حال فوزه بولاية ثانية، مما يجعل مهمة منافسيه صعبة للغاية، كما يرى مراقبون.

وكشفت الأيام الثمانية منذ انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية في الجزائر، حجم الترسانة الكبيرة التي يمتلكها الرئيس تبون، البالغ من العمر 78 عاما، بما يفوق منافسيه رئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني شريف ومسؤول جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش.

وخلال هذه الفترة، لم ينزل تبون إلى الميدان سوى مرة واحدة تخللها ظهوره على شاشة التلفاز للدفاع عن إنجازاته والتأكيد على مواصلة سياسته الاجتماعية، في حين كان مدير حملته، وزير الداخلية، إبراهيم مراد، الذي حصل على إجازة خاصة، مسؤولا عن تنسيق جولات أنصاره، بما في ذلك قادة الجماعات السياسية وقادة منظمات المجتمع المدني وتكتلات نقابية وعمالية.

وعزز عبد المجيد تبون، بفضل هذه الشبكة القوية من المرافقين في غضون ساعات قليلة تمكنه من تنظيم حملة في عدة ولايات مقارنة مع الخروج الضئيل لمنافسيه.

وعقد مدير الحملة الانتخابية اجتماعا تنسيقيا مع ممثلين عن عدة أحزاب خُصص لتنسيق جهود التنشيط، والتعبئة لفائدة تبون، وبرنامج النشاطات المعتزم تنظيمها خلال الحملة الانتخابية، لاسيما التجمعات المحلية والجهوية.

وإلى جانب هذه "الأحزاب المجهرية" مثلما توصف في الجزائر، تقود مجموعة أخرى من التشكيلات السياسية من الحزام الرئاسي التي تمتلك الأغلبية بالبرلمان والمجلس المحلي، تحالفا سياسيا قبل بدء سباق الرئاسة نحو قصر المرادية.

وهذه التشكيلات هي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل وحركة البناء الوطني، قبل أن تنسحب الأخيرة في مايو/ أيار الماضي، وتواصل تشكيل تكتل سياسي جديد يضم عشرة أحزاب، وداعما لتبون.

أخبار ذات علاقة

أبرز منافسي تبون في انتخابات الرئاسة الجزائرية

وقال الباحث السياسي الجزائري سعدود معمر لـ"إرم نيوز" إن "الحملة السياسية لم تتوقف عند قافلة الأحزاب والنقابات العمالية وغيرها من الجمعيات، وإنما تشمل كتلة الأحرار في البرلمان الذين يشكلون 84 نائبا، وهؤلاء تاريخيا كانوا من الأوعية الانتخابية الثابتة حتى في حقبة الرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتفليقة".

لكن سعدود أشار إلى أن "الإشكالية الآن في مصداقية الداعمين الكبار الذين كانوا يوما ما معارضين لمرشح السلطة واليوم يهرولون إليه، رغم أن تبون ترشح بدون صفة حزبية؛ بسبب تخلي أحزاب الموالاة عنه خلال انتخابات 2019". 

في مقابل ذلك، أطلقت شخصيات سياسية وبرلمانيون حاليون وسابقون، إلى جانب حزب النهضة الإسلامي، مبادرة لدعم مرشح حركة مجتمع السلم.

وأعلن الموقعون على المبادرة، بعد التشاور وفحص برامج المترشحين ومواقعهم السياسية، تأييدهم ومساندتهم لحساني شريف عبد العالي.

ورجح محللون أن تميل الكفة إلى الرئيس عبد المجيد تبون لولاية جديدة، بفعل استفادته من دعم الجيش والعديد من القوى السياسية، وأن يغيب عنصر المفاجأة من الانتخابات عبر الذهاب إلى دور ثان.

أخبار ذات علاقة

تبون يتعهد ببناء مستشفيات وإرسال مئات الأطباء لغزة حال فتح الحدود (فيديو)

 

وقال المحلل السياسي الجزائري آدم مقران، إنه إضافة إلى ميل الكفة إلى تبون، فإن المؤشرات جميعها تستبعد عنصر المفاجأة من الانتخابات ما يقلل احتمالات الذهاب إلى دور ثان.

واستدل مقران في تصريح سابق لـ"إرم نيوز"، بتعيين وزير الداخلية إبراهيم مراد مديرا لحملة تبون الانتخابية، "بينما كنا ننتظر تغييرا وزاريا يبعده عن الحكومة تم منحه إجازة قصيرة بمقتضى مرسوم رئاسي، لغرض التكفل بالدعاية الانتخابية".

وعقب انتهاء مهمة مراد كمدير لحملة المرشح تبون في 4 سبتمبر/أيلول، سيعود لمنصبه السابق ما يشير إلى أن السلطات الجزائرية لم تخطط لتنظيم جولة ثانية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC