الخارجية الروسية: أوكرانيا لا تخفف من شدة الضربات على الأهداف المدنية في روسيا

logo
العالم العربي

رفض المبادرة التركية.. "تمرد إخواني" جديد بصفوف جيش البرهان

رفض المبادرة التركية.. "تمرد إخواني" جديد بصفوف جيش البرهان
دخان إثر اشتباكات في السودانالمصدر: رويترز
08 يناير 2025، 6:53 ص

في خطوة مفاجئة، أعلن قائد ميليشيا "البراء بن مالك"، التابعة للحركة الإسلامية التي كانت حاكمة في عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير، رفضه للمبادرة التركية المطروحة لوقف النزاع في السودان، في قرار أرجعه محللون إلى "مخاوف المتطرفين من خسارة نفوذهم حال انتهاء الحرب".

جاء ذلك عبر منشور على صفحته بموقع "فيسبوك"، إذ قال المصباح أبو زيد طلحة، قائد ميليشيا "البراء" المرتبطة حاليًا بالجيش السوداني:"قُصر الحديث.. ما في أي تفاوض"، في إشارة إلى رفضه لأي محادثات مع قوات الدعم السريع.

وأعلن طلحة أن القيادة اتخذت قرارها النهائي، مشيرًا إلى أن الخيار الوحيد المتاح هو "الحسم العسكري"، ما يوضح موقفه الثابت من استمرار الحرب ورفضه للمبادرات كلها التي تسعى للتفاوض أو إحلال السلام مع قوات الدعم السريع.

وكان وزير الخارجية التركي، برهان الدين بوران، قد وصل يوم الأحد الماضي إلى مدينة بورتسودان، إذ عرض على قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان تفاصيل المبادرة التركية لوقف الحرب وإنهاء النزاع في السودان.

الوزير التركي رحب في وقت لاحق بتجاوب  البرهان مع المبادرة، معتبراً أنها خطوة قد تساهم في تحقيق السلام في البلاد، وهو ما أعلنه وزير الخارجية السوداني علي يوسف.

أخبار ذات علاقة

"تأجيج الفتنة القبلية".. البرهان يسعى لجر دارفور إلى صراع عرقي

 تعليقا على ذلك، يرى المحلل السياسي عمر محمد النور أن تصريح قائد ميليشيا "البراء" يأتي ضمن حملة ممنهجة تهدف إلى قطع الطريق على المبادرة التركية، مؤكدًا أن هناك تيارًا داخل معسكر الحرب، يتمثل في مجموعة من الإسلاميين المرتبطين بالنظام السابق، يرفضون هذه المبادرة بوصفها تهديدًا لمشروعهم السياسي.

وأضاف النور أن "هؤلاء لا يرغبون في أي تدخلات دولية قد تؤثر في مصالحهم، أو تقوض سلطتهم، موضحا أن هذه "المجموعة تسعى لاستمرار الحرب؛ لأنها ترى في ذلك الفرصة الوحيدة لتثبيت نفوذها والسيطرة على المشهد السوداني".

وأشار النور إلى أن هذه المجموعة، التي يمثّلها قائد ميليشيا "البراء"، تسعى لإقصاء قوات "الدعم السريع" من أي دور سياسي أو عسكري في المستقبل، وتتبنى خطابًا متطرفًا يعارض أي حل سياسي أو تفاوضي، في حين تستمر في السعي لتحقيق "الحسم العسكري" على الأرض.

ولفت إلى أن المبادرة التركية "تسعى إلى وضع حد لهذا الصراع الدموي، عبر جلسات تفاوضية تشمل الأطراف المعنية جميعها بما فيها القوى السياسية المدنية".

البرهان بين الإسلاميين والمبادرة التركية

من جانب آخر، توقع المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن يستمر قائد الجيش السوداني، الفريق البرهان، في تبني المبادرة التركية رغم الضغوط التي قد يتعرض لها من قادة الميليشيات المتطرفة الرافضة للتفاوض.

أخبار ذات علاقة

أبرز انتهاكات جيش البرهان في 2024

 وأوضح جمعة أن "هناك مؤشرات تدل على أن البرهان بدأ بالفعل في إبعاد هذه الميليشيات من محاور القتال، خصوصًا في ولاية الجزيرة، إذ استُبدلَت بميليشيات قبلية جديدة مثل الأورطة الشرقية ودرع البطانة".

وأضاف جمعة أن "هذه التحركات أثارت خلافات حادة بين قادة  ميليشيات الإسلاميين وقادة الميليشيات المدعومة من البرهان، مثل درع البطانة، ما يعكس وجود صراع داخلي حول السيطرة على القرار العسكري والقبول بمبادرات السلام".

كما أشار إلى أن "قرار البرهان بحل لجنة الاستنفار في ولاية القضارف يأتي في إطار سعيه لتقليص تأثير الإسلاميين على مجريات الحرب، وتقديم إشارات إيجابية بشأن مساعيه لتحقيق السلام".

وحسب وكالة السودان للأنباء فإن القرار يأتي في إطار تطبيق اللوائح المتعلقة بالاستنفار والمقاومة الشعبية لعام 2024 وتم توجيه الجهات المعنية بضرورة تنفيذ هذا القرار بشكل فوري.

وأكد جمعة "على الرغم من الموقف المتطرف لبعض القوى السودانية، فإنها لا تزال تحتفظ بنفوذ قوي على بعض أنصار النظام السابق، ما يجعلها طرفًا محوريًا في دفع المبادرة التركية قدماً".

وأضاف أنه من "الواضح أن المجموعة المتطرفة داخل الإسلاميين ستخسر هذه المرة، إذ لا يستطيع البرهان رفض السلام دون أن يخسر جميع حلفائه".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات