logo
العالم العربي

حماس تشدد مواقفها بشأن التهدئة.. هل تجر "حزب الله" للمواجهة؟

حماس تشدد مواقفها بشأن التهدئة.. هل تجر "حزب الله" للمواجهة؟
أفراد من حزب اللهالمصدر: (أ ف ب)
12 يوليو 2024، 8:05 ص

بدت حركة حماس أكثر تشددًا خلال جولات المفاوضات السابقة بشأن صفقة التبادل، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتزامن مع اشتداد وتيرة التصعيد على جبهة لبنان.

وتبنّت ميليشيا "حزب الله" خطابًا داعمًا بشكل كبير للحركة، ما يثير ربطًا بين موقفي الحركة والحزب اللذين يتلقّيان دعمًا إيرانيًا، ويعملان ضمن ما تطلق عليه طهران "محور المقاومة".

وبعد أن كان حزب الله يصف التصعيد على الحدود مع إسرائيل بأنه "جبهة إسناد" لغزة، رفعت الميليشيا اللبنانية، على لسان أمينها العام حسن نصرالله، من نبرة تأييدها لحماس، حين اعتبرت أن الحركة تقاتل عن كل "محور المقاومة"، إضافة لإعلانه أن "الحرب مع حماس حتى آخر الخط"، وأن الهدوء سيعود على حدود لبنان فور التوصل لاتفاق في غزة.

ويرى مراقبون أن مثل هذا الربط مفيد لحماس عسكريًا، وقد يشكل عاملاً ضاغطاً على إسرائيل، إلا أنه يطرح تساؤلاً بشأن ما إذا كانت الحركة تنتظر خطأ على الجبهة اللبنانية يؤدي لتوريط حزب الله في مواجهة شاملة مع إسرائيل، تدرك الحركة أن تل أبيب تحاول أن تتجنبها حاليًا.

أخبار ذات علاقة

غزة.. الصفقة تقترب وحماس تتنازل عن "الشرط الثمين"

هدفان إستراتيجيان

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت علي الجرباوي، إن "حماس تسعى منذ بداية الحرب في غزة، في أكتوبر/تشرين أول الماضي، لجر حزب الله نحو مواجهة مع إسرائيل وذلك من أجل تحقيق هدفين إستراتيجيين".

وأوضح الجرباوي لـ"إرم نيوز"، أن "الهدف الأول يتمثل في فتح مواجهة متعددة الجبهات مع إسرائيل وتشتيت قوى الجيش الإسرائيلي بما يضمن إيقاع أكبر خسائر ممكنة في صفوفه، وذلك لم يتحقق حتى اللحظة".

وأشار إلى أن "الهدف الثاني يتمثل في إجبار القادة الإسرائيليين على التوصل لاتفاق استثنائي مع حركة حماس والقبول بصفقة تبادل أسرى كبيرة، تضمن لإسرائيل تأجيل المواجهة على الحدود الشمالية مع لبنان لسنوات عديدة".

وأوضح أن "حماس، على الرغم من حاجتها إلى التوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل لمعالجة أوضاعها الداخلية والميدانية في القطاع؛ إلا أن أقطابًا داخلها تفضل التشدد بالموقف، والسعي لإقناع حزب الله بتوسيع مواجهته العسكرية مع إسرائيل للحصول على مكاسب أكبر بأي صفقة محتملة".

وبين المحلل السياسي، أن "حزب الله يدرك أهداف حماس من التشدد بالمواقف الخاصة بمباحثات التهدئة التي تُجرى برعاية الوسطاء"، مشيراً إلى أن هناك استجابة ضعيفة من قبل الحزب لهذه الأهداف.

وزاد: "بتقديري يسعى حزب الله على إبقاء وتيرة القتال مع إسرائيل بالحد الأدنى، ولا يرغب في توسيع دائرة القتال، خاصة أنه يدرك صعوبة الدخول في حرب واسعة النطاق وتأثيرها في لبنان".

أخبار ذات علاقة

"إدارة مستقلة" عن إسرائيل وحماس.. ما جديد مفاوضات غزة؟

استنزاف إسرائيل

ورأت "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن "إيران التي تدير المعركة بين حلفائها وإسرائيل، لا تفضل أن ينجر حزب الله للمواجهة الشاملة"، مشيرة إلى أن طهران هي من دفعت الميليشيا اللبنانية لزيادة تسخين الجبهة.

وقالت الصحيفة إنه "عندما اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، خططت ميليشيا حزب الله للتنحي جانباً، لكن إيران أمرت نصر الله بفتح جبهة ضد إسرائيل في وقت مبكر من 8 أكتوبر/تشرين الأول".

وأضافت: "بالنسبة للإيرانيين وحزب الله، فإن حالة الإرهاق دون حرب شاملة هي الحل الأمثل من وجهة نظرهم"، لافتة إلى أن "إيران لا تثق بقدرة ميليشيا حزب الله على تحقيق نصر على إسرائيل".

وأشارت إلى أنه خلافًا لرغبة حماس، "يفضل حزب الله حل الاستنزاف، فحتى هروب اللبنانيين من مناطق الجنوب من منازلهم؛ بسبب القصف مريح لهم، حيث يحولون منازل المدنيين إلى مستودعات للأسلحة والذخيرة، كما يمكنهم أيضًا إخفاء المقاتلين في هيئة مدنيين".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC