صُدمت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بإفشاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لخطتها المقبلة في غزة.
وكشفت صحيفة هآرتس العبرية عن خلافات نشبت بين نتنياهو والمؤسسة العسكرية، بعد أن أعلن عن تفاصيل خطة "محور موراغ" أو "فيلادلفيا 2"، الذي يفصل رفح عن غزة، دون مراجعتها.
وأكدت الصحيفة أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تفاجأت بإعلان نتنياهو.
ونقلت عن مصدر أمني قوله إن الخطة لم تتم الموافقة عليها بعد، وإن الكشف عنها قد يعرض القوات الموجودة في الميدان للخطر.
وكان نتنياهو قد أعلن أن الجيش "غيّر اتجاهه" في قطاع غزة، وأن القوات تسيطر على الأراضي الآن، وتدمر البنية التحتية لحماس، لافتًا إلى أن الجيش سيسيطر على "محور موراغ" كجزء من تقطيع أوصال القطاع.
وهذا المحور سيكون بمثابة "محور فيلادلفيا الثاني"، وسمي بـ"موراغ" نسبة لمستوطنة كانت موجودة في قطاع غزة في هذا المكان تقريبًا، بين خان يونس ورفح، أنشئت عام 1972، وتم إخلاؤها أثناء انسحاب فك الارتباط الشهير.
ووفق الخرائط العسكرية المرفقة بالمعلومات، سيكون "محور موراغ" موازيًا لمحور فيلادلفيا، على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال منه، ويمتد مثله ومثل محور نتساريم من حدود غزة مع مستوطنات الغلاف وحتى البحر.
ووفق هآرتس، تقول المؤسسة العسكرية إن الخطة لم تنشر حتى الآن بهدف حماية القوات المناورة في الميدان، لكن نتنياهو انتهك هذه السرية قبل سفره إلى المجر، في محاولة للتمويه على أزمات فساده الجديدة.
وفي هذا السياق، قال مصدر أمني لـ"هآرتس" إن الجيش لم يتخذ إجراءً حيال مفاجأة نتنياهو التي تعرضه للخطر، لكنه يحاول الآن تأمين قواته في الجنوب.
وبحسب المصدر، فإن البنية التحتية والمباني في معظم الطريق المحدد قد دمرت بالفعل، لكن اتصالها بالبحر يقع في مواسي، وهي منطقة مصنفة كمنطقة إنسانية، لذلك من غير الواضح كيف يمكن ربط الطريق بالبحر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن هدف العملية في جنوب قطاع غزة هو تطويق مدينة رفح، وإن الهجمات التي نفذت ليلًا كانت تهدف إلى تحضير المنطقة لهذا النشاط الواسع.
وزار رئيس الأركان الجنرال إيال زامير ورئيس الشاباك المنطقة، بهدف الاستعداد ميدانيًا للخطوة المقبلة، مؤكدين أنهما لن يتوقفا إلا بالعثور على الرهائن أو تسلمهم من حماس.
من جانبه، قال نتنياهو في بيانه: "نحن نزيد الضغط خطوة بخطوة على حماس حتى يسلمونا رهائننا.. وكلما امتنعوا عن تسليمنا، زاد الضغط ".
بدورها، كثفت قوات اللواء 14 ولواء جفعاتي عملياتها في منطقة رفح، ونفذت مهام مختلفة في حيي الشابورة وتل السلطان .
وفي الوقت نفسه، تعمل الفرقة 252 في وسط قطاع غزة وشماله، وتنفذ غارات بهدف توسيع المساحة الأمنية وتحييد البنى التحتية العنيفة، فيما تعمل قوات الاحتياط أيضًا في منطقة محور نتساريم، وميدانيًا تعمل ثلاث فرق في مختلف أنحاء القطاع.