رجح محللون سياسيون لبنانيون، أن تضع جنازة حسن نصر الله الأمين العام السابق لميليشيا حزب الله، المُقررة يوم الأحد المُقبل، الحكومة اللبنانية أمام أزمة "حقيقية".
وبيّنوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه في حال قدوم قيادات من أذرع إيرانية لاسيما قيادات من ميليشيا الحوثي في اليمن، لحضور الجنازة، سيكون على سلطات بيروت منع دخول أي شخصيات مطلوبة على قوائم الإرهاب أو العقوبات، وخصوصًا من صدر بشأنهم قرارات ملاحقة دولية.
واعتبروا أن حضور تلك القيادات سيشكل "ذريعة" لإسرائيل باستهداف الجنازة، الأمر الذي سيؤجج الأوضاع وقد ينعكس على اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
فرصة كبيرة
وقال الباحث في الشأن الإيراني، عادل الزين، إن هناك فرصة كبيرة لإسرائيل بالوصول إلى قيادات محسوبة على أذرع إيرانية لاسيما الحوثيين، الذي سيكونون في مرمى الاستهداف في حال حضور قيادات، منهم مطلوبون دوليا، لجنازة نصر الله.
وأوضح أن الجنازة قد تتحول إلى عبء على الدولة اللبنانية وإحراج لبنان أمام أوساط عربية ودولية، خاصة أن حزب الله يريد من الجنازة أن تكون استعراضا للقوة وإثبات وجود على الأرض؛ لأنها لقائد "تاريخي" لأهم أذرع إيران.
وأضاف المحلل الزين أن مشهد "استعراض القوة" من خلال الجنازة، بتوجيه من طهران، التي تريد تقديم رسائل استمرار وجودها في لبنان، وهو ما يخدم رغبات إسرائيلية في استحضار حرب جديدة أو فتح اتجاهات متداخلة تعرقل وقف إطلاق النار.
وذكر أن هناك قيادات من أذرع إيران، ترددت أحاديث عن حضورهم الجنازة منهم قيادات حوثية، ولا تستطيع إسرائيل الوصول إلى إحداثيات مواقعهم لكن حضورهم الجنازة، سيكون بمثابة تقديم هدايا مجانية إلى إسرائيل ستستغلها جيدا.
المحلل السياسي اللبناني ميشال أبو نمر، قال من ناحيته، إن الحكومة اللبنانية أمام أزمة في حال قدوم قيادات من أذرع إيرانية لاسيما "الحوثيين" إلى جنازة نصر الله، إذ على السلطات منعهم من دخول بيروت، إذا كانوا ضمن قوائم الإرهاب أو صادر بحقهم مذكرات ملاحقة.
وأضاف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه في حال دخول قيادات محسوبة على أذرع إيران إلى لبنان، ستتوفر الذريعة لدى إسرائيل للقيام باستهداف الجنازة.
واعتبر المحلل أبو نمر أن ذلك شأنه، أن يؤجج الأوضاع سواء داخليا أو يؤثر على سيطرة الدولة على الداخل فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وقيام قوات من حزب الله، باستخدام لبنان منصة لضرب المستوطنات الإسرائيلية، وهو ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ورجح أن حزب الله لن يقع في فخ دعوة شخصية ملاحقة دوليًا، لأن ذلك سيعرضه للإحراج مع الحكومة اللبنانية، على الرغم من وجود بعض الشخصيات المسؤولة في الميليشيا اللبنانية، تعمل من جهة أخرى، على إحضار شخصيات من الممكن أن تستفز إسرائيل، وتنشط مشاعر الحاضنة الشعبية لأذرع إيران.
وذكر المحلل أبو نمر، أن هناك قيادات في حزب الله أو في تيارات سياسية أخرى، تنسق على أرض الواقع من أجل عدم السماح بأن تشهد الجنازة أي مشاحنات يكون لها مردود طائفي، ولكن هناك شخصيات أخرى لها تأثير داخل الميليشيا اللبنانية وتيارات أخرى في الداخل اللبناني، يريدون أن تكون هذه الجنازة "فتيل" انفجار بالداخل اللبناني.
