عراقجي: سأطلع الجانب الصيني على تطورات المحادثات مع واشنطن خلال الجولتين السابقتين
حذّرت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، الدول والشركات التجارية، من دعم ميليشيا الحوثي، أو التعامل مع الموانئ البحرية اليمنية الخاضعة لسيطرتها في مياه البحر الأحمر.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها، عدم تسامح واشنطن "مع أي دولة أو كيان تجاري، يقدّم الدعم للمنظمات الإرهابية الأجنبية، مثل: الحوثيين".
واعتبرت تفريغ السفن وتزويدها بالنفط في الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، المصنّفون منظمة إرهابية أجنبية، "انتهاكًا للقانون الأمريكي".
ويأتي تحذير واشنطن، بعد سماح الأمم المتحدة قبل أيام، بدخول ناقلة محملة بكميات كبيرة من الوقود، إلى موانئ الحديدة، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بعد يومين فقط من سريان الحظر الأمريكي الذي يمنع استيراد المنتجات البترولية إلى مناطق الميليشيا.
وقال مصدر في سلطات الحديدة، المعيّنة من قبل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا، إن ترخيص المكتب الأممي في جيبوتي، المعني بآلية "التحقيق والتفتيش" لفحص الواردات إلى موانئ الحديدة، بدخول قرابة 50 ألف طن من الوقود الروسي، الاثنين الماضي إلى مناطق الحوثيين، رغم الحظر الأمريكي "كان مستغربًا وغير مفهوم".
وأشار في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "التذرع بالجانب الإنساني لم يعد مقنعًا، في ظل سيطرة الحوثيين الكاملة على التجارة النفطية، باعتبارها أحد مصادر التمويل المالي لأنشطتهم الإرهابية".
وشدد المصدر الحكومي، على أن السلطات الشرعية في البلاد، أكدت مرارًا على استعدادها لتأمين احتياجات جميع مواطنيها، بمن فيهم سكان المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، من المشتقات النفطية والغازية.
واعتبرت الحكومة اليمنية، أمس الأربعاء، أن تحذيرات واشنطن الأخيرة، التي تؤكد التزامها الراسخ بالتصدي للأنشطة الإرهابية، "تعكس جدّيتها الواضحة في محاسبة كل من يسهم في تمويل أو دعم الميليشيا الحوثية".
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، في تدوينة على منصة "إكس"، إن الإجراءات الأمريكية الصارمة، "ضرورة ملحّة لعدم استمرار الحوثيين في زعزعة الاستقرار الإقليمي وتهديد أمن المدنيين والتجارة العالمية".
بدورها، ذكرت سفارة الولايات المتحدة لدى اليمن، أمس الأربعاء، أن العقوبات الأمريكية "تهدف إلى تقويض قدرة الحوثيين على تهديد اليمن والمنطقة".
مجددة تأكيد "منح وزارة الخزانة الأمريكية تصاريح محددة لإجراء معاملات تتعلق بتوصيل الغذاء والدواء والإمدادات الطبية للشعب اليمني".
وعلى إثر تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية"، أنهت واشنطن الجمعة الماضي، صلاحية تراخيص تفريغ المشتقات النفطية المكررة في موانئ الحديدة، بعد مهلة امتدت لأسابيع، تستثني الشحنات المحمّلة قبل الخامس من الشهر المنصرم، شريطة أن تكون مخصصة للاستخدام الشخصي أو التجاري أو الإنساني.
ويشير "منتدى الإعلام والبحوث الاقتصادية" في اليمن، إلى أن الحوثيين يسعون "للالتفاف على القيود الأمريكية من خلال تخزين الوقود وتنشيط السوق السوداء المحلية، إلى جانب توظيف الخطاب الإنساني والبحث عن قنوات استيراد بديلة، سواء عبر التهريب أو بواسطة جهات تجارية في مناطق الحكومة".
وذكر المنتدى في تقريره الصادر مؤخرًا، أن نجاح العقوبات الأمريكية الرامية إلى تجفيف مصادر تمويل الحوثيين، مرهون بمدى قدرة الحكومة اليمنية على ضبط المنافذ ومنع التهريب، وتعزيز الشفافية والرقابة على قطاع استيراد الوقود.
وشدد على أهمية فرض الحكومة "عقوبات على المتواطئين مع الحوثيين، مع ضمان عدم استغلالهم للخطاب الإنساني كغطاء لاستيراد الوقود".
