عراقجي: إيران أمريكا ستجتمعان في عُمان يوم السبت لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى

logo
العالم العربي

في ظل توتر العلاقات.. سفن حربية روسيّة تغادر سوريا.. أين الوجهة؟

في ظل توتر العلاقات.. سفن حربية روسيّة تغادر سوريا.. أين الوجهة؟
القاعدة الروسية في طرطوسالمصدر: أ ف ب
20 مارس 2025، 8:23 ص

قالت مصادر سورية مطلعة إن مجموعة جديدة من السفن الروسية غادرت قاعدة طرطوس على الساحل السوري، وذلك للمرة الثالثة منذ سقوط نظام بشار الأسد.

وقالت المصادر لـ "إرم نيوز" إن السفن الحربية التي غادرت سوريا هي المدمرة "سيفيرومورسك" وسفينة الإنزال "ألكسندر شابالين" وسفينتا النقل "سبارتا IV" و"سياني سيفيرا"وسفينة الشحن "مايا-1".

وذكرت المصادر وثيقة الصلة بالقوات الروسية العاملة في سوريا، أن السفن الروسية المغادرة ليست سفناً تجارية عادية، بل مدمرة وسفن إنزال ونقل يُعتقد أنها تحمل معدات عسكرية، مما يشير إلى أن روسيا تسحب بعض مواردها العسكرية من سوريا. 

 رغم ذلك، تؤكد المصادر أن روسيا لا تزال تحتفظ بوجودها في قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية حتى الآن، ولو بحجم أقل، فيما لم تعلق روسيا حتى الآن على الانسحابات الأخيرة التي تتزامن مع توتر الأوضاع في الساحل السوري عقب موجة عنف حصدت ما لا يقل عن 1500 شخص من الطائفة العلوية، على يد فصائل متحالفة مع الجيش السوري الجديد.

أخبار ذات علاقة

الفصائل السورية تتلقى تعليمات بالابتعاد عن القوات الروسية

 

توتر بين موسكو ودمشق

كما يتزامن انسحاب السفن الروسية مع اتهامات سورية، للقوات الروسية في الساحل، وخاصة في قاعدة حميميم، بمساندة "فلول النظام" خلال عملية التمرد التي قادها العقيد في جيش النظام المخلوع غياث دلا، ضد السلطات السورية الجديدة. 

وكانت روسيا حركت طيرانها الحربي في الأجواء السورية في السادس من مارس آذار الجاري، حيث أقلعت مقاتلة روسية من قاعدة "حميميم"، وحلّقت فوق المروحيات التابعة للجيش السوري، وأصدرت تحذيرات شديدة لوقف القصف على قرى في ريف جبلة، في السادس من مارس آذار الجاري، والذي أشعل شرارة الأحداث العنيفة في الساحل السوري.

وأعقب ذلك حالة من التوتر بين القوات الروسية والإدارة السورية الجديدة، على خلفية المجازر التي شهدها الساحل السوري، حيث اتهمت وسائل إعلام تابعة للسلطة الجديدة، موسكو، بدعم التمرد وتسليح المتمردين وإسعاف المصابين منهم، فيما أدانت روسيا بشدة "المجازر الطائفية التي ارتكبتها فصائل منضوية في وزارة الدفاع السورية" ووصفتها بأنها "إبادة جماعية"، ودعت مع واشنطن مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع مغلق حول سوريا، انتهى ببيان شديد يدين المجازر ويحمل السلطات السورية مسؤوليتها ويطالبها بحماية المدنيين.

وبعد ذلك بيومين، أسقطت بارجة حربية روسية تتموضع قبالة الشواطئ السورية، طائرة مسيّرة مجهولة، يُعتقد أنها تابعة للجيش السوري، فوق نادي الضباط الجديد بمدينة طرطوس. وهو ما اعتبر تحذيرا جديدا للجيش السوري من مغبة تكرار أعمال العنف ضد المدنيين، وحدّ من حركة الطيران السوري في أجواء الساحل.

في هذه الأثناء، ما زالت قاعدة حميميم توفر الحماية لآلاف السوريين الهاربين من عمليات القتل، فيما تحاول السلطات السورية إعادتهم دون جدوى حتى الآن. 

مهادنة متبادَلة

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، اتخذت العلاقات بين الإدارة السورية الجديدة شكل "المهادنة"، حيث يسعى كل طرف لعدم إغضاب الطرف الآخر حفاظا على مصالحهما ولحاجة كليهما للآخر، فلم تتعرض القاعدتان الروسيتان، في حميميم وطرطوس، لأي هجمات من النظام السوري الجديد. كما صدرت تصريحات من المسؤولين السوريين الجدد تتحدث عن العلاقة القديمة مع روسيا واحترام مصالحها باعتبارها دولة كبرى.

من جهتها موسكو، مدت يدها للسلطات الجديدة، وزار ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي دمشق، والتقى الرئيس الشرع الذي تلقى اتصالا من بوتين. وقامت موسكو بطباعة العملة السورية ونقلها إلى دمشق.  

 ووفقا لمصادر صحفية سورية، أبدت موسكو انفتاحا لتقديم السلاح والمساهمة في الإعمار. كما أبدت دمشق انفتاحا لبحث استمرار الوجود العسكري الروسي في سوريا. وما زالت المفاوضات جارية وتتناول هذه البنود والمقايضات.

وبعد تمرد "فلول النظام" في الساحل، اتخذت موسكو موقفا يسمح لها باستخدام هذا التمرد ورقة ضغط على دمشق وورقة تسمح لها بترك الخيارات مفتوحة في حال إقامة إقليم علوي، وفقا لتقديرات مراقبين.

أخبار ذات علاقة

في اجتماع مغلق.. روسيا تنتقد أحداث الساحل السوري وتقارنها بـ"الإبادة"

 

انسحاب.. لأهداف أخرى

لكن مسألة انسحاب بعض الأصول العسكرية الروسية من سوريا، "لا علاقة لها بما يحصل في سوريا"، وفقا للخبير العسكري السوري كمال الجفا، الذي قال لإرم نيوز: إذا كانت السفن المغادرة تحمل معدات عسكرية أو جنوداً تم سحبهم من سوريا، فمن الممكن أن تعيد موسكو نشر هذه الموارد في الجبهة الأوكرانية أو في مواقع استراتيجية أخرى مثل بحر البلطيق، حيث تحتاج إلى تعزيز وجودها ضد الناتو، علما أن لديها ما يكفي ويزيد من موارد في سوريا للحفاظ على مصالحها.

ويضيف: بحر البلطيق هو ساحة مواجهة رئيسية بين روسيا والناتو، حيث يتمركز فيه أسطول البلطيق الروسي في قاعدة كالينينغراد. وهي أهم قاعدة عسكرية بحرية لروسيا في بحر البلطيق. تحتفظ موسكو فيها بأسطول البلطيق، وأنظمة دفاع جوي متقدمة مثل S-400، وصواريخ إسكندر النووية.

 وبالتالي، يقول الجفا "من المرجح أن بعض السفن القادمة من سوريا ستتموضع في هذه القاعدة، سواء لإعادة التسلح أو لتعزيز القوة العسكرية في مواجهة الناتو.

كذلك؛ يضيف، إن ميناء سانت بطرسبورغ هو موقع آخر قد تتجه إليه السفن الروسية، خاصة إذا كانت تحمل معدات تحتاج إلى إعادة صيانة أو تجهيزات دفاعية. مشيرا إلى أن هذه المنطقة ليست نقطة مواجهة مباشرة مع الناتو، لكنها تضم مرافق دعم لوجستي مهمة للأسطول الروسي.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات