وزير خارجية إيران: منفتحون على مفاوضات نووية غير مباشرة مع واشنطن
أظهرت تقارير متزايدة أن بعض الجنود الكوريين الشماليين الذين أُرسلوا للقتال في روسيا ضمن القوات الداعمة لموسكو في حربها ضد أوكرانيا تم توجيههم إلى الانتحار بدلاً من الوقوع في الأسر.
وفقًا للمعلومات المستخلصة من مذكرات الجنود القتلى، تشير الأدلة إلى أن السلطات الكورية الشمالية كانت تركز على تحفيز الجنود على تفضيل الانتحار على الوقوع في الأسر، بحسب تقرير لموقع "أنفوباي".
وأكدت مصادر استخباراتية كورية جنوبية أن العديد من الجنود الكوريين الشماليين كانوا مستعدين لتقديم حياتهم بدلاً من العودة إلى كوريا الشمالية، حيث يعتبر الأسر والمثول أمام النظام الحاكم أسوأ من الموت في نظرهم.
وحسب تقديرات أوكرانية وغربية، فقد أرسلت بيونغ يانغ نحو 11 ألف جندي إلى منطقة كورسك غرب روسيا لدعم قوات موسكو، التي سيطرت أوكرانيا عليها في غارة مفاجئة العام الماضي.
في البداية، رفضت كل من موسكو وبيونغ يانغ التقارير التي تحدثت عن وجود قوات كورية شمالية في روسيا، ووصفتهما بأنها "أخبار كاذبة".
إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعترف في أكتوبر/ تشرين الأول بوجود جنود كوريين شماليين في روسيا، مشيرًا إلى أن أي انتشار من هذا القبيل سيكون قانونيًا.
كما نشرت أوكرانيا هذا الأسبوع، مقاطع فيديو لجنديين كوريين شماليين أسيرين، وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أحدهما أعرب عن رغبته في البقاء في أوكرانيا بينما أراد الآخر العودة إلى كوريا الشمالية.
ويعتبر هذا الانتشار أول مشاركة كبرى لقوات كوريا الشمالية في حرب منذ الحرب الكورية (1950-1953). وقد حذرت الولايات المتحدة من أن هذه التجربة قد تجعل كوريا الشمالية "أكثر قدرة على شن حرب ضد جيرانها".
وفي وقت سابق، أشاد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بجيشه واصفًا إياه بـ "الأقوى في العالم"، حيث نشرت وسائل الإعلام الرسمية مقاطع دعائية أظهرت جنودًا عراة الصدور يركضون عبر الحقول الثلجية ويقفزون في البحيرات المتجمدة ضمن تدريبات شتوية.
ومع ذلك، أشار أحد المشرعين الكوريين الجنوبيين، الذي أطلعته وكالة التجسس في البلاد على الوضع، إلى أن الجنود الكوريين الشماليين الجرحى والقتلى في ساحة المعركة يشيرون إلى أنهم غير مستعدين بشكل كافٍ لخوض الحرب الحديثة مثل الهجمات بطائرات دون طيار.
وأوضح أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو الدلائل التي تشير إلى أن بعض الجنود تلقوا تعليمات بالانتحار، حيث تظهر المذكرات التي يحملها الجنود الكوريون الشماليون القتلى أن السلطات الكورية الشمالية كانت تركز على الانتحار قبل أن يُقبض عليهم.
وعندما سئل عن مزيد من التفاصيل حول هذه الحالات، رفض المشرع الخوض في التفاصيل، مشيرًا إلى أن المعلومات تأتي من أوكرانيا وتمت مشاركتها مع جهاز الاستخبارات الوطني في كوريا الجنوبية.
من جانبه، قال يانغ أوك، المحلل الدفاعي في معهد آسان للدراسات السياسية، إن حالات الانتحار التي يرتكبها الجنود الكوريون الشماليون لا تدل فقط على الولاء لنظام كيم جونغ أون، بل هي أيضًا وسيلة لتجنب الأسر والعودة إلى بيونغ يانغ، وهو مصير يُعتبر أسوأ من الموت بالنسبة لبعض الجنود الكوريين الشماليين، كما أفاد كيم، المنشق الكوري الشمالي والجندي السابق.
