إعلام حوثي: الطيران الأمريكي يستهدف بغارتين شمال محافظة عمران

logo
العالم العربي

"إرم نيوز" في حماة.. مدينة تتابع حياتها بتوجس من طبول الحرب

"إرم نيوز" في حماة.. مدينة تتابع حياتها بتوجس من طبول الحرب
مدينة حماةالمصدر: إعلام سوري
04 ديسمبر 2024، 12:28 م

تتابع  حماة السورية حياتها بتوجس خلال الحرب، فكلما ارتفعت أصوات الاشتباكات القادمة من الريف الشمالي، شعر أهل المدينة بالخطر، لكنهم سرعان ما يستردون الطمأنينة، عندما تضعف أصوات القذائف.

وتؤكد الحركة المستمرة في ساحة العاصي وسط المدينة، انهماك الناس بأعمالهم من أجل تأمين لقمة العيش، فالأسعار ارتفعت أضعافًا منذ معركة حلب، وانقطاع الطريق الدولي المعروف بالـ"M5"، لكن الناس "بِدّا تعيش"، كما يقول صاحب محل حلاوة الجبنة الشهير في تلك المنطقة.

 

280545da-8aea-4edd-afa6-ef09053cff9a

 

 

لكن مُسيرةً تمكنت من التسلل قرب مبنى المحافظة، دبّت القلق من جديد في نفوس أهل المدينة، تلك الطائرة الصغيرة، التي يتطلب إسقاطها كمية كبيرة من الرصاص، دفعت المواطنين إلى المنازل، والجلوس ساعات خلف السوشيال ميديا، ليتصلوا بأقربائهم في الريف، مستفسرين أين أصبحت المعارك بالضبط؟

ويتأكد العابر أن جامعات حماة توقفت عن التدريس خلال الأيام الماضية، بعد سقوط قذيفة قرب المكان، فهذه المنطقة تشهد اكتظاظًا في العادة، لهذا فضل أهالي الطلبة في الأرياف عدم السماح لأبنائهم بالذهاب إلى الجامعة، ريثما تهدأ الأحداث، على عكس موظفي الدوائر العامة والمؤسسات الحكومية، الذين استمروا بدوامهم اليومي.

أخبار ذات علاقة

الجيش السوري يعلن سيطرته على بلدة طوبا شمال شرق حماة

"أنين الناعورة"

ويشعر سكان حماة بالاطمئنان إلى صوت أنين الناعورة، ويقولون إن الحياة ستستمر ما دام نهر العاصي مستمرًا في  الجريان، لهذا يبدو مشهد العابرين على رصيف شارع "العلمين" طبيعيًّا، مثلما هو الحال في حارة "الطوافرة"، والمنطقة المحيطة بحوض العاصي.

يقول الفنان، محمد هشام بزنكو، لـ"إرم نيوز"، إن "قدومي اليومي إلى بيت الفن، يعني راحة نفسية وهدوء أعصاب لا أتخلى عنه مهما كانت الظروف".

 

1cd6d96c-3feb-4cbb-a4dd-55d43e4fd9a9

 

 

هنا، قرب قصر العظم، يجتمع الفنانون كي ينجزوا أعمالهم الفنية، ويؤكدون أن ذلك نوع من الدفاع عن الحياة.

ولا ينشغل الناس بتموين المواد الغذائية، فتلك المسألة تتطلب رأس مال ضخم يصعب تأمينه، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، لكنهم يمنون أنفسهم بالقول: "إن طريق حماة حمص مفتوح، وإن المواد التموينية لن تتوقف عن الوصول للمدينة من دمشق".

تنفس الصعداء

تنفس أهل حماة الصعداء، بعد ابتعاد المعارك عن جبل "زين العابدين"، فانقطاع الطريق الشرقي يعني تضييق الخناق على المدينة، في ظل حصول بعض الحوادث على الطريق الدولي بين حماة وحمص، فتلك البوابتان هما رئتا المدينة الآن، بعد إغلاق الطريق مع حلب.

"إنها السوشيال ميديا"، يقول صاحب محل الخضروات أبو ياسر، ويحملها مسؤولية بث الشائعات كنوع من الحرب النفسية.

وفي لقاءات مع "إرم نيوز"، أكد عدد من أبناء المدينة أنهم لا يريدون للحرب أن تطرق أبواب حماة، ويحدثونك عن البلدات والقرى التي تهجر أهلها بسبب اشتداد المعارك ودخول المسلحين إليها.

ويتابع أبو ياسر حديثه: "لماذا نجلب الدبّ إلى كرومنا؟ يا أخي القصة كبيرة، ووراءها دول وصراعات".

 

3d1323df-a67c-4933-bcc4-7541676aa68c

 

 

وتشكل المُسيّرات التي تتمكن من التسلل على علو منخفض، خطرًا غير محسوب، يسميه النجار أبو محمد القريب من حي الشريعة بـ"ساعة الغفلة".

ويقول أبو محمد: "الله يفرّج.. ويبعد عنا هذه الحرب"، لكنه لا يمانع بوضع خطة طوارئ للتصرف، إذا اشتدت الظروف، واضطر وعائلته للمغادرة.

أخبار ذات علاقة

فصائل المعارضة تتقدم نحو جبل زين العابدين في ريف حماة

فخ الدعاية النفسية

يضحك أبو محمد، وهو يشير إلى وقوع الجماعات المسلحة في فخ دعايتها النفسية، عندما أكدت عبر السوشيال ميديا استيلاءها على جبل زين العابدين، ما دفع مجموعة أخرى للتقدم بثقة نحو الجبل، الأمر الذي أسفر عن مقتل عناصرها بالكامل.

ويتابع أبو محمد: "الله يهدّي البال، إنه مرض انتشر بسرعة بين البشر".

وتشكل عائلات حماة، مجموعات على "واتساب"، لتتبادل عبرها المعلومات عن تطور المعارك وأحوال الميدان.

وتقول إن ذلك يساعدها على استجلاء الحقيقة في ظل زحمة الأخبار المتناقضة، لكن معظم الناس متفقون على عدم المغادرة مهما كانت الظروف، فالجميع يقولون: "لقد شهدت مدينة أبي الفداء الكثير من الحروب، ولن تغصّ بمعركة كهذه".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات