كبيرة موظفي البيت الأبيض لـ"فوكس نيوز": منخرطون بشدة في محادثات تجارية مع عدة دول

logo
العالم العربي

"قسد" في عين العاصفة.. معارك سوريا تضع الأكراد بمواجهة "الخيار الصعب"

"قسد" في عين العاصفة.. معارك سوريا تضع الأكراد بمواجهة "الخيار الصعب"
جندي أمريكي إلى جانب علم "قسد"المصدر: أ ف ب
02 ديسمبر 2024، 12:38 م

قال محللون سياسيون، إن قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، إما تراوغ أو تعيش في تخبط، بشأن دخولها في صراع ومواجهة مع الفصائل السورية المسلحة، عبر النزاع الدائر في شمال سوريا ووصل إلى سقوط حلب وخروج قوات الجيش السوري منها. 

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "قسد" تحركت في بعض المناطق بغرض المواجهة في حلب، ثم تراجعت، بعد أن جاءت لها ما وصفوه بـ"أوامر" من الولايات المتحدة، بالانسحاب فوراً من المناطق التي دخلت اليها، وهذا ما تم بالفعل. 

وأشاروا إلى أن التخبط أو المراوغة ظهرت عندما أعلنت "قسد" إعلامياً عدم المشاركة في الأعمال الدائرة في مدينة حلب، ثم دخلت فعلياً في المواجهات عبر عدة وقائع من بينها اقتحام مناطق انسحب منها الجيش السوري، مثل دير حافر ومطار حلب الدولي، ثم خرجت منها بعد ملاحقة فصائل المعارضة لها. 

وفي الوقت الذي وجهت فيه تركيا، تحذيرها إلى الأكراد من استغلال الوضع في الشمال السوري، اتهمت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، الجانب التركي، بقيادة الهجوم الذي تشنه فصائل مسلحة في سوريا، وأعلنت التعبئة العامة.

 وقالت الإدارة الذاتية، إن هذا الهجوم يمثل استكمالاً للمخطط الذي فشلت في تحقيقه تركيا من خلال تنظيم داعش، وأن هذا العدوان يستهدف احتلال وتقسيم سوريا، وتحويلها إلى بؤرة للإرهاب الدولي، وأن الهجوم الذي بدأ في حلب وحماة لا يقتصر على منطقة معينة فحسب، بل يهدد كل سوريا. 

ويقول المحلل السياسي أحمد حاميش، أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تراوغ بخصوص دخولها الصراع، عبر تناقض مواقفها؛ لأنها في الوقت الذي أعلنت فيه إعلامياً، عدم المشاركة في الأعمال الدائرة في مدينة حلب، دخلت فعلياً في المواجهات عبر قيامها بقتل عدة عناصر وصلوا عن طريق الخطأ إلى أحياء تحت سيطرة "قسد" في حي الشيخ مقصود والأشرفية، إضافة إلى اقتحامها مناطق انسحب منها الجيش السوري، مثل دير حافر ومطار حلب الدولي، لكن قامت فصائل المعارضة المسلحة التي سيطرت على حلب مؤخراً، بردها؛ ما أدى إلى خروجها. 

وأشار "حاميش" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن قوات "الجيش الوطني" قامت بإطلاق معركة تحت اسم "فجر الحرية" للدخول والتحكم في "تل رفعت" المسيطر عليها من قبل قوات قسد والجيش السوري؛ إذ قامت بالاستيلاء على نواحي تادف، كما دخلت مطار "منغ" الذي يقبع في تلك المناطق. 

واستكمل بأن الفصائل التي سيطرت على حلب، وجهت نداء إلى قسد، بأنها إذا كانت ترغب في إخلاء مناطقها والتوجه إلى الرقة أو الحسكة، فستقوم بتسهيل هذا الأمر، وأنها لن تقاتلها، مؤكدين أن الأكراد المتواجدين داخل حلب في أمان، ومن يرغب منهم الذهاب إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية، ستسمح لهم بهذا الأمر. 

 

ويبين الباحث بمركز ستاندرد للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، فرهاد عمر، أن "قسد" حتى الآن تتخبط في دخولها الصراع مع الفصائل المعارضة من عدمه، حيث تراجعت عن بعض تحركاتها وخوض معارك، بعد أن جاءت لها ما وصفة بـ"أوامر" من الولايات المتحدة بالانسحاب فوراً من المناطق التي تحركت اليها، وهذا ما تم بالفعل. 

وتحدث عمر في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، بأن "قسد" لن تتدخل في هذه المعارك المشتعلة داخل تلك الدائرة، ولكن بين حين وآخر، ستوجه ضربات لميليشيات إيرانية في محيطها ومواقع أخرى على فترات، لافتاً إلى أن التدخل المباشر سيكون بتعليمات من "واشنطن" التي تدعمهم مادياً ولوجستياً وعسكرياً. 

وأردف بأن الأتراك انطلقوا في تجهيز الفصائل المسلحة الموالية لهم، بهدف ضرب "قسد" ومهاجمتها وإبعادها عن مواقع القامشلي وتل كوجر المتواجدة فيها، وأيضاً الطريق بين سنجار وتل قوشر وثم إلى القامشلي.

 وتابع عمر أن الوضع في شمال سوريا ضبابي، وسيناريو ما حدث في الموصل في عام 2014 يتكرر، متوقعاً أن يكون هناك رد فعل من جانب روسيا وإيران.  

أخبار ذات علاقة

مسيرة تركية تغتال قياديا بـ"قسد" شمال الحسكة

  ويرى الكاتب والباحث مصعب السعود، أن قوات "قسد" هي الفصيل العسكري لحزب "بي كي كي"، بالنسبة للسوريين وتركيا، وهي ميليشيا عابرة للحدود، في حين أن الأكراد نسيج من المجتمع السوري وطيف واضح، وهم بعيدون عن ما تقوم به "قسد"حتى لا نعمم في التوصيف، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً منهم أفراد في فصائل المعارضة الذين دخلوا إلى حلب والمناطق المحيطة بها، و هم أيضا جزء من المجتمع التركي و منخرطون في السياسة والأحزاب وإلى ما شابه ذلك.

 ويؤكد السعود في تصريحات لـ"إرم نيوز" ، أن ما حدث في الشمال السوري بانسحاب قوات النظام ، كان ضمنياً بالاتفاق في بعض المراحل مع "قسد" بتسهيل دخولها بعض المناطق ومنها مطار حلب ، ولكن فصائل المعارضة استطاعت تحرير هذه المناطق.

 

1b9f83a4-73d7-4d21-a4cc-1f2c463895aa

وبحسب السعود، فإن "قسد" مستمرة في نهجها الطائفي على حد وصفه، الذي يخرج عن مبدأ الدولة و مرتبطة بأجندتها الأجنبية، و حاولت الالتفاف على مناطق ريف حلب للسيطرة والامتداد لكن الفصائل والثوار، استطاعوا إيقاف هذا التمدد.  

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات