الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق 4 صواريخ من جنوب لبنان واعتراض بعضها

logo
العالم العربي

تحركات لتقييد حزب الله و"ميليشيات" إيران.. ماذا تخطط موسكو في سوريا؟

تحركات لتقييد حزب الله و"ميليشيات" إيران.. ماذا تخطط موسكو في سوريا؟
عناصر حزب الله في سوريا المصدر: رويترز
23 أكتوبر 2024، 10:01 ص

أصدر الجيش السوري تعميماً بمنع وجود أي لاجئ لبناني أو سيارات تحمل لوحات لبنانية، غربي محافظة درعا وعلى خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، تزامناً مع قيام القوات الروسية بعملية تفتيش للتلال الواقعة في حوض اليرموك، فيما تُثار تساؤلات ما إذا كانت هذه التحركات تهدف لتقييد حزب الله و"ميليشيات" إيران في سوريا.

وكشفت مصادر محلية في المحافظة أن "التعميم يشمل كل قرى منطقة حوض اليرموك، ومنها عبادين، وكويا، والشجرة، وسحم الجولان، والمال، وجملة ونافعة، وعين ذكر، وبيت أرة ومعرية، وغيرها".

وبحسب المصدر، نصّ مضمون التعميم على منع وجود أي لاجئ لبناني أو سيارات عليها لوحات لبنانية في المنطقة، إذ تقوم عناصر قوات الجيش السوري بعمليات تفتيش دقيقة للسيارات اللبنانية التي تدخل إلى المنطقة بشكل عام.

كما قامت القوات الروسية مؤخرًا بعملية تفتيش دقيقة للتلال الواقعة في حوض اليرموك للتأكد من خلوها من عناصر "حزب الله" والميليشيات الإيرانية.

وأشارت المصادر إلى أن القوات الروسية "ربما" أبلغت إسرائيل بخلو تلك المناطق منهم، بعد تكثيف الدوريات المشتركة في معظم مناطق المحافظة.

سبق هذه التطورات، تطور آخر تمثل في مصادرة الجيش السوري، مستودعَي سلاح تابعَين لميليشيا "حزب الله" بريف دمشق. وذكرت مصادر عسكرية سورية أن مصادرة المستودَعين جاءت في إطار تقييد السلطات السورية حركة عناصر "حزب الله" والميليشيات الإيرانية في مناطق سيطرتها.

 ووفقًا للمصادر، فإن"حزب الله" أخلى معسكَري الطلائع والخميني في مدينة الزبداني بريف دمشق، بناء على أوامر من السلطات السورية، حيث تسعى قوات الجيش السوري إلى تجنب تلقي ضربات إسرائيلية على غرار الغارات التي تستهدف معاقل "حزب الله" والميليشيات الإيرانية.

وأوضحت المصادر أن عناصر الحزب أخلوا جميع المقرات والمستودعات داخل معسكري الطلائع والخميني في الزبداني بريف دمشق، في عملية تمت الأربعاء الماضي، دون تحديد وجهة الانسحاب.

ويبدو الدور الروسي واضحًا في هذه التطورات، وخاصة في مناطق الجنوب السوري، حيث تتمركز القوات الروسية في 17 نقطة في المنطقة المحاذية للجولان السوري المحتل، في محافظات القنيطرة ودرعا وريف دمشق.

إعادة رسم خريطة النفوذ

محلل سياسي سوري فضَّل عدم الإفصاح عن اسمه، قال لـ"إرم نيوز"، إن ما يحدث يدل على أن "الظروف تتبدل اليوم، إذ تغيرت المعادلة بعد "طوفان الأقصى"، فالحكومة الإسرائيلية التي غضَّت الطرف عن التوسع الإيراني في الشرق الأوسط، اعتبرت هجمات الـ7 من أكتوبر "تجاوزًا خطيرًا للخط الأحمر” من قبل إيران وميليشياتها.

وأضاف "بناء على ما تراه إسرائيل تجاوزًا لخطوطها الحمراء، تعمل اليوم على إعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة، وذلك يشمل سوريا، لكن بطريقة مختلفة عن حزب الله وحماس، ففي الجغرافيا السورية هناك لاعب روسي مهم، يمكن بناء تفاهمات معه بعيدًا عن إيران.

ويرى المصدر أن دمشق مخيرة اليوم بين إيران وروسيا، مرجحًا أن يقع اختيار دمشق على روسيا.

المصدر يقدر أن موسكو قد توسطت مع طهران لإبقاء سوريا خارج الصراع الدائر في المنطقة، وبناء على تفاهم ما تسمح موسكو لإسرائيل بالعمل داخل الجغرافيا السورية، وتحافظ على الحدود المقابلة لمرتفعات الجولان من خلال نشر نقاط مراقبة لمنع عمل الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة.

وبالتالي، رأى المصدر أن هناك سيناريوهين لإنهاء وجود الميليشيات الإيرانية في سوريا، الأول، من خلال تفاهمات إسرائيلية- روسية تحت عنوان إخراج سوريا من المحور الإيراني.

والثاني، أن يتوصل الروس إلى تفاهمات مع إيران نفسها مفادها أنه لإعادة بناء سوريا يجب على إيران سحب ميليشياتها من الأراضي السورية، لمساعدة دمشق على اكتساب القبول في الغرب بعد أن عادت إلى محيطها العربي.

لا تقييدات بمعنى الإكراه

مؤسس مركز بروجن للدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية في موسكو، رضوان قاسم، يرى بأنه ليس هناك أي تقييدات بمعنى الإكراه، وإنما الأمر يتعلق بالميدان وما يجري على أرض الواقع، ويتوقف على مدى الحاجة لحزب الله والفصائل الإيرانية في سوريا.

ويقول قاسم في تصريحات لـ"إرم نيوز" : عندما كانت الحاجة ضرورية ومهمة لوجود حزب الله والفصائل المدعومة من إيران كانت هذه الفصائل موجودة، وعندما رُفع الخطر عن سوريا عادت هذه الفصائل إلى مراكزها وقواعدها الأساسية.

ويضيف أن سوريا دولة ذات سيادة لها جيشها وقيادتها وهي مَن تقرر ما إذا كان هذا الحضور ما زال مهمًّا أم أنها لم تعد بحاجة إليه. "الأمر ليس تقييدًا كما أرى، وإنما هو عدم حاجة إلى هذا الوجود بهذه الكثافة التي كانت عليه سابقًا".

ويشير قاسم إلى أن روسيا لا تتدخل في هذا الشأن إلا بتوافق وتفاهم مع القيادة السورية.

وأضاف: نحن نرى أنه ما زال هناك مستشارون إيرانيون عسكريون وسياسيون على الأراضي السورية، وموسكو لم تتدخل في هذا الأمر؛ لأنه أمر سيادي يخص الدولة السورية، وهؤلاء موجودون في سوريا بناء على طلب سوريا، وعندما تنتهي الحاجة إليهم سيخرجون من سوريا، بطلب سوري.

ويشير قاسم إلى نقطة في غاية الأهمية، كما يقول، وهي عودة العلاقات بين سوريا والدول العربية، وهذا يغير من الواقع السياسي بشكل عام، والعسكري بشكل خاص، وخاصة في سوريا التي تصبح أكثر استقرارًا سياسيًّا وبالتالي من شأن ذلك أن يخفف من الوجود العسكري على الأرض لحزب الله أو الميليشيات الإيرانية.

ويلفت قاسم إلى أن تقليل هذا الوجود يخفض من توتير العلاقات مع الدول العربية، وسوريا كانت دائمًا تعطي أولوية لمحيطها العربي والتقارب مع هذا المحيط، وبالتالي يمكن أن تندرج هذه الانسحابات لحزب الله والميليشيات الإيرانية في هذا الإطار، إذ لاضرورة لتوتير العلاقات مع محيط سوريا العربي بسبب وجود عسكري ليس ضروريًّا حاليًّا.

ويضيف قاسم مسألة أخرى، هي الأوضاع التي تعيشها المنطقة، "فحزب الله لديه جبهة مفتوحة الآن مع إسرائيل، وبالتالي الأولوية لسحب عناصره إلى الجبهة، وكذلك الإيراني الذي يتحضر للمواجهة مع إسرائيل".

أخبار ذات علاقة

الحاجة إلى "حرب دائمة".. لماذا تصاعدت الغارات الإسرائيلية على سوريا؟

 

ويخلص قاسم بالإشارة إلى أن هناك تفاهمات معينة بين سوريا والعديد من الأطراف الإقليمية، بعدم التصعيد العسكري، وهناك توافق مع القوات الروسية الموجودة في سوريا والتي تمثل ضامنًا لهذه التفاهمات والاتفاقيات الإقليمية واتفاقات التهدئة للوصول إلى سلام في المنطقة وخاصة في سوريا . 

لا مصلحة لروسيا بمواجهة الميليشيات

ومن جهته، ينفي المحلل السياسي الأردني صلاح ملكاوي، وجود أي تقييد سوري أو روسي لمجموعات حزب الله والميليشيات الإيرانية، حسب متابعته ورصده كما يقول. مشيرًا إلى أن ما يجري هو "توصية بعدم الظهور العلني بأزيائهم العسكرية المعروفة. حيث امتنعوا في الفترة الأخيرة من ارتداء زيهم العسكري" .

ويسوق المحلل الأردني دليلًا على عدم وجود تقييد، كما قال، وهو أن منطقة المزة في دمشق شهدت وحدَها استهداف 6 أو 7 شخصيات قيادية للحزب والميليشيات، وهذا يدل على حرية وسهولة حركتهم، وفقًا لملكاوي.

الخبير يقدر بأن الروس والسوريين على السواء، يدركون جيدًا أنه ليس من مصلحتهم الصدام والاحتكاك مع هذه الميليشيات، "وبالتالي من الصعب القول إن هناك عملية تقييد لها".

ويضيف بأن الروس لديهم قناعة أن هذه الميليشيات تتصرف كقوة أمر واقع، ويعرفون أن هذه الميليشيات لن تستمع لطلباتهم أو كلامهم، ويعرفون أيضًا أنهم سيتعرضون للضربات الإسرائيلية، ولذلك كان الانسحاب الروسي الأخير من موقع تل الحارة في الجنوب السوري، وفقًا لقوله. فروسيا لن ترد على مصادر النيران وتعرف بالمقابل أن إسرائيل لن تسكت على وجودهم قرب حدودها.

وتوقع المحلل السياسي أن تشهد المرحلة المقبلة انسحابات للقوات الروسية من البادية بسبب انتشار الميليشيات العراقية والإيرانية في تلك المنطقة على مقربة من القوات الروسية.

ويخلص ملكاوي إلى أن لا مصلحة روسية بتقييد قوات حزب الله والميليشيات تحت أي ذريعة، ولدى الروس ما يكفي من المشكلات بسبب الحرب الأوكرانية، وهم في غنى عن أي تصادم مع هذه الميليشيات .

ويختم بأن ما يجري حاليًّا هو إعادة انتشار لقوات حزب الله والميليشيات الإيرانية وانسحابات من منطقة إلى منطقة أخرى، ولكن "سنلحظ في الخريف المزيد من الانسحابات لهذه الميليشيات، من منطقة البادية، وفقًا للمحلل الأردني صلاح ملكاوي".

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC