"كُسرت شوكته".. خبراء يستبعدون خوض "حزب الله" للحرب الشاملة

استبعد محللون سياسيون، امتلاك ميليشيا "حزب الله" إمكانيات تستطيع من خلالها الاستعداد لخوض حرب شاملة مع إسرائيل في ظل تمادي الأخيرة في توجيه كافة أنواع الضربات واستباحة ليس فقط ترسانة وبنية "حزب الله"، بل أهدافًا مدنية في الداخل اللبناني أيضًا.

وفي وقت تتصاعد فيه أعداد الأسر من النازحين، الذين يتوجهون إلى مدارس كمأوى لهم بعد الخروج من منازلهم، بسبب ضربات إسرائيلية وجهت لبيوتهم، أو بسبب إنذار بالإخلاء قبل القصف الإسرائيلي، تحدث محللون، عن أن ميليشيا "حزب الله" قد تستخدم ما تبقى معها من ترسانة تسليحية لم تُستهدف بعد.

كارثة متصاعدة

ويؤكد الباحث السياسي اللبناني طوني ميشال، أن الاستعدادات من "جانب حزب الله"، معظمها يتعلق بالتعامل مع القصف الإسرائيلي المستمر ليس فقط على معسكرات ومخازن وأهداف "حزب الله" في الجنوب والبقاع، بل وعلى المدنيين اللبنانيين أيضًا الذين بات الآلاف منهم نازحين خلال الأيام الأخيرة، وما زالت "الكارثة" تتصاعد لاسيما مع المواطنين.

ويوضح "ميشال" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن قيام "حزب الله" حاليًّا بإطلاق متواضع لصواريخ على فترات متباعدة، يأتي بغرض ممارسة أي ضغط في متناول اليد على الجانب الإسرائيلي، ومحاولة لتحرك المسؤولين اللبنانيين للتواصل مع شركاء إقليميين ودوليين، لإيجاد وسائل ضغط على "تل أبيب" لوقف إطلاق النار.

احتمالات الحرب الشاملة

ولفت إلى أن الاستعدادات لـ"حزب الله" في احتمالات خوض حرب شاملة مع إسرائيل، باتت منعدمة للغاية، بعد أن ضربت المنصات ومستودعات الأسلحة والمواقع العسكرية، فضلًا عن ما حدث لشبكة الاتصالات في تفجيرات "البيجر" ما جعل الإمكانيات منعدمة إلى حد كبير.

فيما يقول الباحث المتخصص في الشؤون الدولية، ناصر عيسى، إن تحرك "حزب الله" في أي استعدادات لحرب شاملة، أمر غير قائم، حيث يصوب ما تبقى لديه من ترسانة تسليحية لم تُستهدف حتى الآن، وأيضًا أيّ إمدادات تسليحية من الحدود السورية، تجاه محاولة الرد على القصف المستمر من الجانب الإسرائيلي، والاستهدافات التي تزداد وتيرتها، وتعمل على إنهاء إمكانيات الميليشيا من الناحية العسكرية نهائيًّا.

وذكر عيسى في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الصورة واضحة لـ"حزب الله" وقياداته من أنه بات في وضعية دفاع عن النفس، وسط ما بات واضحًا من تمسك إيران بالسير في صفقة مع الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق ببرنامجها النووي والعقوبات الدولية والاقتصادية.

وأضاف: "هذا ما تستغله إسرائيل جيدًا في استمرار ضرباتها والمضي في تحقيق أهداف، ليس بإمكانياتها فقط، ولكن بما سخر من الجانب الأمريكي، في حدود عدم الذهاب إلى اجتياح بري للبنان أو السير في حرب شاملة، لن توافق عليها واشنطن، ومن ورائها المجتمع الغربي، لا سيما في هذا التوقيت".

نهاية "حزب الله"

واستكمل عيسى بأن ما يسعى إليه "حزب الله" حاليًّا هو عدم نهاية التنظيم، مرجحًا أن أي صفقات بين إيران والجانب الأمريكي، لن تذهب إلى حدّ هذا التنازل من جانب طهران، بفقدان إحدى أهم أذرعها، ولكن أن يكون تواجده بواقع جديد، سواء في جنوب لبنان، وأيضًا من حيث السياسة اللبنانية الداخلية، فضلًا عن نزع قوته التسليحية خارج الحدود، لا سيما في سوريا.

ويرى المحلل السياسي جمال ترو، أن الطرفين ليس لديهما القدرة على الدخول في حرب شاملة مع استمرار التصعيد، وأنه من الممكن أن تنفلت قواعد الاشتباك في بعض الأحيان، ويكون هناك ضربات بالعمق واستهداف المدنيين، ولكن لن تتجاوز "الخطوط الحمراء".

ويشير ترو في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أنه في حال الانسياق إلى حرب شاملة، سيجر "حزب الله" بضع دول معه، ممثلين في العراق عبر "الحشد الشعبي"، واليمن من خلال "الحوثيين"، وأيضًا الأراضي السورية، بينما تحيّد إيران نفسها عن هذه الحرب الشاملة، في حين سيجد العدو الإسرائيلي، مساندة ودعمًا غربيًّا، لا سيما من بريطانيا والولايات المتحدة.