الاتحاد الدولي للصليب الأحمر يبدي "غضبه" إثر مقتل ثمانية مسعفين من الهلال الأحمر في غزة
دخل قصر الإليزيه في حالة استنفار، لمراقبة وضع الكاتب بوعلام صنصال المهدد بالسجن مدى الحياة في الجزائر.
وصعّد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأربعاء، من لهجته تجاه اعتقال الجزائر لمواطنها الذي يحمل الجنسية الفرنسية، حيث وصف الخطوة بالقرار "غير المبرر وغير المقبول".
واستمع النائب العام لمحكمة سيدي امحمد بالجزائر العاصمة الثلاثاء، لصنصال الموقوف منذ 16 نوفمبر/تشرين الثاني، إذ يواجه تهما ثقيلة بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات والتي تشير إلى المساس بأمن الدولة.
والمادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري بعد التعديلات التي أدخلت عليها عام 2021، تدرج الأفعال التي تشكل "تهديدًا لأمن الدولة" بمثابة "أفعال إرهابية"، ويشمل ذلك "كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي".
واعترف فرانسوا زيمراي محامي الكاتب، بأنه ليس لديه "أخبار محددة" عن حالة أو ظروف اعتقال صنصال، لكن الصحافة الجزائرية الرسمية أكدت أنه يواجه اتهامات ثقيلة كما ذكر تقرير للتلفزيون الحكومي.
ووصف التلفزيون في تقريره الكاتب بأنه "عميل يختبئ خلف الأدب لخدمة مشروع قذر".
ويبدو أن المتهم أثار غضب الجزائر حين عبّر في مقابلة مع صحيفة "فرونتيير" اليمينية المتطرفة بعدم اعترافه بالحدود الحالية بغرب الجزائر "الموروثة من الاستعمار الفرنسي".
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي في تصريحات لقناة "فرانس إنفو تي في" الإخبارية، أنه "لا شيء في أنشطة بوعلام صنصال يعطي صدقية للاتهامات التي أدت إلى سجنه".
أما قصر الإليزيه فقد أشار في بيان قبل أيام، إلى "قلق" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن مصير صنصال.
ولفت إلى أنّ "حرمان كاتب يبلغ من العمر 80 عاماً من حريّته بسبب كتاباته هو إجراء خطير".
وعلى نفس المنوال، قال وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، في تصريح لإذاعة "فرانس إنفو"، إن الرئيس "قلق بشأن ذلك"، مشيراً إلى أنه "كاتب كبير وفرنسي أيضاً، وبالتالي تدين فرنسا له بالحماية".
وأوضح روتايو "أنا على ثقة بأن رئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) سيبذل كل طاقته من أجل إطلاق سراحه".
واستعان نواب فرنسيون بالبرلمان الأوروبي، الذي وضع قضية صنصال على جدول جلسة الأربعاء.
وسيناقش نواب البرلمان القضية بطلب من النائبة عن اليمين الفرنسي سارة كنافو، وفق ما جاء في برنامج محاور الجلسة.
وكانت الأكاديمية الفرنسية دعت إلى إطلاق سراح الكاتب بوعلام صنصال "دون تأخير".
وفي الجزائر، اعتبر الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي، أن "بوعلام صنصال يعيد بكلامه إحياء السردية الاستعمارية وما تحمله من مغالطات تاريخية". وقال عبر "إكس"، إن "صنصال لا يدرك مدى عدم احترامه للمشاعر الوطنية الجزائرية".
وصنصال (75 سنة) مسؤول سابق في وزارة الصناعة الجزائرية، سبق وأن أثار جدلاً كبيراً ببلاده، حين كان ضيف شرف في معرض إسرائيلي للكتاب للترويج لروايته وعنوانها "قرية الألماني" بالفرنسية عام 2008، والتي اعتبرت مسيئة لثورة التحرير الجزائرية.