وير العدل السوري مظهر الويس: العدالة الانتقالية هاجس الجميع وسنعمل على استقلالية القضاء
رجح خبراء في العلاقات الدولية والشأن السوري، أن يكون ملف تأمين الأسلحة الكيميائية في سوريا بمثابة "شهادة اعتماد" قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع لدى واشنطن.
وأشاروا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن إبلاغ الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، أمريكا عن نقاط الأسلحة الكيميائية، يوضح أنه على دراية بأماكن بعضها، وأنه يبحث عن نقاط يقترب بها من واشنطن.
وبيّنوا أن واشنطن ستتعامل مع الجولاني حال نجاحه في تأمين الأسلحة الكيميائية، بوضع جزء أكبر من الثقة تجاهه، والذهاب لرفع اسمه من قوائم الإرهاب، والعمل على تأهيله للقيام بأدوار أكبر مستقبلية في سوريا.
وتصدر ملف الأسلحة الكيميائية المشهد، مؤخرًا، مع ضربات إسرائيلية، لمنشآت في غرب سوريا، يتواجد فيها هذه النوعية من الأسلحة، التي كانت تخضع أماكنها لدرجة "سري للغاية" في عهد نظام بشار الأسد، ولكن مع الأشهر الأخيرة، انكشف بعض مواقعها لتل أبيب، ليتم استهدافها بشكل متكرر.
وأرجع الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد الياسري، إصرار واشنطن على تأمين الأسلحة الكيميائية في سوريا، حتى لا تشكل جانبًا من الخطورة باستغلالها من جانب الفصائل المسلحة أو يتم استخدامها من جماعات متشددة أو عناصر في عمليات سواء في الداخل السوري أو تجاه مصالح الولايات المتحدة أو تهديد لأمن إسرائيل.
وأوضح في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن أمريكا لا تريد حربًا مع المجموعات، لاسيما "الجهادية" التي من الممكن أن يقع في يدها هذا النوع من السلاح "الخطير" مما يهدد مصالحها أو يذهب إلى أمن إسرائيل.
وأشار إلى أن قدرة "الجولاني" في تأمين مواقع هذه الأسلحة قائمة ونجاحه في ذلك بمثابة جانب آخر من جسر الثقة بينه وبين الولايات المتحدة في قدرته على ضبط الأمور أو السيطرة على بقية الفصائل، مما يؤهله إلى القيام بأدوار ومهام أخرى.
وبينّ الدكتور الياسري، أن واشنطن ستتعامل مع "الجولاني" حال نجاحه في تأمين هذه الأسلحة ووضع جزء أكبر من الثقة فيه، واستمرار تأهيله لأدوار أكبر في سوريا، في ظل مهام أخرى معني بها أيضًا من الولايات المتحدة، من بينها عدم عودة أو تجديد أفكار تنظيم "القاعدة" أو "داعش" في سوريا.
ولفت إلى أن ملف الأسلحة الكيميائية في سوريا يأتي ضمن عدة ملفات يعمل "الجولاني" على التعامل معها، أملًا بأن يأخذ دورًا بارزًا مستقبلًا، وبداية ذلك ستكون مع رفع اسمه من قوائم الإرهاب، موضحًا أنه في حال عدم نجاحه في هذه المهام، سيخرج الجولاني من دائرة "الاختبار" الأمريكية.
بدوره قال الكاتب والباحث السوري مصعب السعود، إن إصرار الولايات المتحدة على تأمين الأسلحة الكيميائية في سوريا، يأتي في ظل المخاوف من خطورة استخدامها، لاسيما في حال وقوعها في يد أطراف أو جماعات متطرفة.
وبيّن في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الأمريكيين حذرين في التعامل مع القيادة المشتركة سواء لـ"الجيش الوطني" وهيئة تحرير الشام، ولكنهم يتعاملون بدبلوماسية، ويعملون على وضع آليات لضمان عدم وقوع هذه الأسلحة في يد أطراف أو جماعات.
ونوّه السعود إلى أن خطوة الجولاني، التي تضمنت إرسال رسائل تطمينية للولايات المتحدة والغرب، بأن سوريا لن تكون في حرب مرة أخرى، تدل على أنه راغب في إنجاز تأمين ما تبقى من هذه الأسلحة الكيميائية.
وأكد السعود أن الأسلحة الكيميائية كانت مثارًا للجدل منذ بداية الثورة السورية في ظل عمل نظام الأسد على زيادة مخزونها، وفي ظل ذكريات أليمة في ذهن السوريين حول هذه الأسلحة التي كانت صاحبة عنوان مجزرة "غوطة دمشق"، التي ارتكبها النظام، في الـ21 من شهر آب/أغسطس للعام 2013، والتي راح ضحيتها أكثر من 1200 قتيل.
وذكر أنه، آنذاك، تدخلت واشنطن بشكل مباشر مع مجموعة دول أوروبية بهدف إسقاط نظام الأسد، الذي استطاع بدعم من روسيا وإيران، تمرير رسالة الاستعداد للتخلي عن السلاح الكيميائي مقابل حفظ "رقبته" والبقاء في السلطة، ووافقت واشنطن وسط امتعاض أوروبي فيما يعرف وقتها بـ"خطوط أوباما الحمراء".
وختم السعود حديثه بالقول: إن الصفقة بين النظام السوري والغرب تمت، وتم تدمير ما يقارب الـ 80 % من هذا السلاح "الكيميائي"، ولكن مع مرور الوقت، تم اكتشاف مخزونات أخرى من هذه الأسلحة، لم تسلم من قبل النظام، ولكن بعد سقوطه باتت هذه الأسلحة لأمريكا وإسرائيل "خطيرة".