وول ستريت جورنال: نشر نظام صواريخ أمريكي جديد في الفلبين يضع مواقع استراتيجية صينية في مدى الضربات
تباينت الآراء السياسية بشأن دلالات تصريحات مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني لشؤون العمليات، اللواء محمد رضا نقدي، المتعلقة بتنفيذ هجوم جديد ضد إسرائيل تحت اسم "طوفان الأقصى 2"، على غرار الهجوم الذي نفذه عناصر من حركة حماس العام الماضي.
وقال نقدي، في تصريحات صحفية: "كثيرون يسألون القادة الإيرانيين عن الوعد الصادق 3، لكنني لا أشغل بالي بهذا الوعد"، متابعًا "نحن نتابع طوفان الأقصى 2 لإنهاء وجود إسرائيل، وهذا اليوم قريب جدًا"، حسب تعبيره.
و"الوعد الصادق 3" يمثل إشارة لإمكانية تنفيذ إيران هجومًا ضد إسرائيل على غرار الهجومين السابقين اللذين نفذا في أبريل/نيسان، وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، فيما ردت إسرائيل على كلا الهجومين باستهداف مباشر لإيران، والتهديد بضربات أقوى في حال تكررت الهجمات الإيرانية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن "طهران تعد الهجوم الأخير الذي شنته إسرائيل على أراضيها بمرتبة هجوم جديد ويستحق ردًا من جانبها"، مضيفًا "سننفذ عملية الوعد الصادق 3 في الوقت المناسب".
وفي هذا الصدد، قال الخبير في الشؤون الإقليمية، إيهاب جبارين، إن "تصريحات المسؤول الإيراني تمثل إشارة قوية على عدم رغبة إيران بالدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل حاليًا، وإن اتفاق التهدئة مع حزب الله جاء بموافقة إيرانية".
وأوضح جبارين، لـ"إرم نيوز"، أن "المسؤول الإيراني كشف عن وجود بنود غير معلنة بالاتفاق بين إسرائيل ولبنان، تتعلق بالتهدئة بين تل أبيب وطهران، وأن التهدئة جاءت للحيلولة دون اندلاع مواجهة مباشرة بين البلدين، ما قد يتسبب بحرب إقليمية طويلة الأمد".
وأضاف "تحاول إيران عبر تصريحات مسؤوليها الخروج بمظهر لائق أمام حلفائها فيما يتعلق بتأخير الرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير، أو تعليقه لأجل غير مسمى"، مبينًا أن إيران تؤكد لإسرائيل مواصلة مساعيها لتطوير أذرعها العسكرية بالمنطقة.
وتابع: "سيعمل الإيرانيون على التحضير بشكل أدق وأقوى للهجوم الجديد على إسرائيل، الذي أطلق عليه المسؤول الإيراني طوفان الأقصى 2"، مؤكدًا أن إيران وحلفاءها سيبذلون جهدًا من أجل تجاوز الأخطاء التي وقعوا فيها في أثناء هجوم حماس العام الماضي.
وزاد جبارين: "هذه التصريحات يمكن البناء عليها بأن حزب الله سيكون الأكثر التزامًا باتفاق التهدئة الحالي مع إسرائيل، ولن يتدخل في أي من الملفات المتعلقة بغزة حتى وإن طال أمد الحرب مع حركة حماس لأشهر أخرى".
بدوره، قال الخبير في الشؤون الإقليمية، أحمد الخالدي، إن "تصريحات المسؤول الإيراني تحمل أربع دلالات رئيسية، أولها أن إيران طوت في الوقت الراهن صفحة القتال مع إسرائيل، وتضغط على حلفائها من أجل التوصل لاتفاقيات تهدئة".
وأضاف الخالدي، لـ"إرم نيوز"، أن "الدلالة الثانية تتمثل في أن إيران أدركت تلقي حلفائها في المنطقة ضربات عسكرية غير مسبوقة، وأن استمرار القتال سيؤدي إلى خسارتها للقوة العسكرية لحزب الله اللبناني، وميليشيا الحوثي في اليمن".
أما الدلالة الثالثة، وفق المحلل السياسي، فتتمثل في اتخاذ إيران قرارًا بفتح صفحة جديدة مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بعيدًا عن التصعيد مع إسرائيل، الذي يعتبر أحد أبرز عوامل التوتر بين واشنطن وطهران.
وأشار الخالدي إلى أن "المؤشر الرابع يتمثل برغبة إيران في رفض الضغوط التي تمارس عليها من الحلفاء لتوجيه ضربة عسكرية لإسرائيل، ما يعني أن لديها قرارًا حاسمًا بوقف الضربات المتبادلة والمباشرة ولو مؤقتًا".
وختم قائلًا: "بتقديري إيران لن تعمل على استفزاز إسرائيل، سواء مباشرة أو عن طريق حلفائها بالمنطقة، في المدة المقبلة، خاصة أنها تدرك مواقف الرئيس الجديد للبيت الأبيض، وإمكانية منحه الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ أوسع هجوم ضد إيران".