وزير الخارجية لدى الحوثيين: نحن في حالة حرب مع أمريكا الآن وسنرد على الضربات
تعيش إسرائيل حالة من الخوف والقلق مع احتمال صدور أوامر اعتقال أخرى بحق كبار الضباط والجنود، بعد أوامر الاعتقال التي صدرت بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت.
وتشير توقعات في تل أبيب إلى أن مذكرات اعتقال قد صدرت بالفعل ضد أفراد عسكريين إسرائيليين، لكنها تتبع نفس مسار أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت، إذ يُتعامَل معها بسرية في البداية.
وبالتزامن مع القرار، نشر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كريم خان، أول إشارة إلى أوامر الاعتقال الدراماتيكية الصادرة عن المحكمة، داعيًا جميع الدول الموقعة على نظام روما الأساسي إلى احترام حكم المحكمة وإنفاذه داخل حدودها، بما في ذلك اعتقال نتنياهو وغالانت إذا دخلا أراضي هذه الدول، البالغ عددها 124 دولة.
وكتب خان في نداء للدول الأعضاء: "نحن نثق بتعاون الدول الأعضاء في هذا الوضع"، داعيًا كذلك الدول غير الموقعة على الاتفاقية إلى تنفيذ الأوامر.
وأضاف خان: "سأواصل طلب التعاون من الجميع، بما في ذلك إسرائيل وفلسطين، لضمان قيام مكتبي بمسؤوليته الكاملة وفقًا للمادة 54 من نظام روما الأساسي، للتحقيق في الجرائم التي تجرّم بشكل متساوٍ".
وأشار خان إلى أن هذا ليس التحقيق الوحيد بشأن إسرائيل، قائلاً: "يواصل مكتبي التحقيق في الوضع في فلسطين بشكل مستقل ومحايد، ونعمل على تعزيز خطوط تحقيق إضافية في المناطق الخاضعة لولاية المحكمة، بما في ذلك غزة، الضفة الغربية، والقدس الشرقية".
وأكد المدعي العام أنه يشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بتصاعد العنف، وزيادة القيود على وصول المساعدات الإنسانية، والمزاعم بارتكاب جرائم دولية في غزة والضفة الغربية. وأضاف: "سنواصل تنفيذ ولايتنا لضمان الوفاء بالالتزام الأساسي لنظام روما الأساسي: حياة جميع البشر لها قيمة متساوية".
ردود أفعال
واتفق العديد من المحللين الإسرائيليين على أن قرارات لاهاي تشكل ضربة قوية لإسرائيل، وليس فقط لنتنياهو وغالانت. وأشاروا إلى أن الأمم المتحدة قد تتجنب دعوة نتنياهو لأي فعاليات، رغم أن مقر الأمم المتحدة يقع في الولايات المتحدة، التي لم توقع على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية.
ويرى المعلقون أن هذا يشكل خسارة كبيرة لإسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وأن الوضع الحالي معقد وخطير للغاية.
وأكد المحللون أن العقوبات قد تتجاوز نتنياهو وغالانت لتطال إسرائيل ككل، بما في ذلك فرض حظر على الأسلحة أو التأثير على إمداداتها، خاصة من دول مثل ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، فرنسا، كندا، أستراليا، التي تخشى التعاون مع إسرائيل خشية تداعيات قانونية.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن نتنياهو نفسه حذر حكوماته المتعاقبة لسنوات من احتمال مثل هذه القرارات، لكنه وجد نفسه الآن في مواجهتها.
وفي سياق متصل، اندلعت أزمة دبلوماسية بعد قرارات لاهاي، إذ أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، مساء الخميس، إلغاء زيارة وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب إلى إسرائيل، عقب دعم هولندا للقرارات الصادرة عن المحكمة. وأصدر ساعر تعليماته لسفراء إسرائيل حول العالم بـ"التحرك لمواجهة القرار الفاضح والمسيّس" وفق تعبيره.
ومن جانبه، وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الذي شغل سابقًا منصبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية، قرار ساعر بإلغاء زيارة الوزير الهولندي بأنه "متسرع وخاطئ".
وكتب لابيد على منصة "إكس" إن "الهدف ليس عزل إسرائيل أكثر، بل استخدام أدوات سياسية ذكية لبناء ائتلاف يعارض أوامر الاعتقال الصادرة في لاهاي". وأضاف: "مقاطعة العالم هي رد فعل عاطفي مفهوم، لكنها ليست الطريقة المناسبة لإدارة حملة سياسية".