أ ف ب: وفد من حماس سيلتقي الوسطاء المصريين في القاهرة السبت
أكد خبراء في العلاقات الدولية والشأن الإيراني أن انتقال التوترات والمواجهة إلى سوريا بعد وقف إطلاق النار في لبنان أمر متوقع بشدة، وذلك في ضوء إعلان إسرائيل أن مواجهتها لإيران تبدأ من لبنان، مرورًا بسوريا، وصولًا إلى العراق.
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تحرك الفصائل المسلحة في شمال سوريا، التي تستهدف الميليشيات الإيرانية في حلب، عقب وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله، يحمل أهدافًا استراتيجية أبرزها إغلاق خط الإمداد السوري-العراقي الرابط بين إيران ولبنان.
ورجحوا أن أحد الأسباب الرئيسة لدعوة روسيا مؤخرًا للرئيس السوري بشار الأسد إلى زيارة موسكو يتعلق برفض روسيا تواجد الميليشيات الإيرانية في الداخل السوري، خاصة مع تصاعد أنشطة تلك الميليشيات، بما في ذلك عمليات تغيير ديموغرافي وديني وعقائدي، لا سيما في حلب، حيث تم توطين عناصر أجنبية تمثل ميليشيات أفغانية وباكستانية وغيرها موالية لإيران.
يأتي ذلك في وقت كثّفت فيه قوات التحالف الدولي تدريباتها العسكرية شمالي وشرقي سوريا، بالتزامن مع تصاعد المواجهات مع الميليشيات الإيرانية.
كما هاجمت فصائل موالية لإيران الأسبوع الماضي قاعدة الشدادي التابعة للتحالف الدولي بريف الحسكة، حيث أطلقت صاروخين على القاعدة، لكن المضادات الأرضية تمكنت من إسقاطهما قبل إصابة الهدف.
ويقول د.نبيل الحيدري، المتخصص في الشأن الإيراني، إن انتقال التوترات إلى سوريا بعد وقف إطلاق النار في لبنان كان متوقعًا، خاصة في ضوء تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب وقف الحرب مع حزب الله، حيث أكد أن المواجهة مع إيران تبدأ من لبنان، ثم سوريا، ومن ثم العراق.
وأوضح الحيدري لـ"إرم نيوز" أن الأهم بالنسبة لإسرائيل في هذه المرحلة هو تصفية أذرع إيران في المنطقة، والتي تشمل حزب الله والميليشيات الإيرانية المتمركزة في سوريا. وأشار إلى أن المواجهات في حلب بين جماعات مسلحة والميليشيات الإيرانية تُعد مؤشرًا قويًا على أن الساحة السورية ستشهد تصعيدًا كبيرًا، قد يمتد لاحقًا إلى العراق.
كما لفت الحيدري إلى وجود توافق ضمني بين روسيا وإسرائيل لضرب الميليشيات الإيرانية في سوريا، مستشهدًا بالسماح للطيران الإسرائيلي بتنفيذ ضربات جوية على الأراضي السورية رغم سيطرة روسيا على المجال الجوي.
من جهته، يرى أستاذ العلاقات الدولية في بيروت، د.خالد العزي، أن التحركات العسكرية في سوريا بدأت فور إعلان وقف الحرب في لبنان.
وأوضح أن التنسيق بين تركيا، الولايات المتحدة، وبعض الفصائل السورية المسلحة جاء سريعًا بعد تصريحات نتنياهو بأن الدور الآن بات على سوريا.
وأضاف العزي لـ"إرم نيوز" أن تواجد الميليشيات الإيرانية في سوريا أصبح مصدر قلق لعدة أطراف إقليمية، من بينها روسيا والولايات المتحدة، لا سيما أن هذا الوجود تسبب في ارتباك شديد في المناطق الشمالية، حيث ينشط حزب الله والميليشيات الموالية لطهران.
وأشار العزي إلى أن نجاح الهجمات في السيطرة على حلب والتمدد إلى مناطق مثل خان شيخون وسراقب قد يُحدث تحولًا جيوسياسيًا يخدم الأطراف المناهضة لإيران، في حين أن فشل هذه الهجمات قد يؤدي إلى تصعيد إسرائيلي جديد ومباشر ضد سوريا، خاصة بعد انتهاء المواجهات في لبنان.
وتوقع العزي أن زيارة الأسد السريعة إلى روسيا حملت رسائل واضحة من موسكو، تتعلق بضرورة معالجة تواجد الميليشيات الإيرانية في سوريا.
وأكد أن الوقت لا يزال يسمح بتنفيذ الاتفاقيات المعلقة التي تضمن حماية الحدود ومنع تمدد حزب الله ووقف الأنشطة الإيرانية في العراق.
وختم بالقول إن استمرار تواجد الميليشيات الإيرانية في سوريا قد يضع دمشق في موقف أكثر تعقيدًا، مع تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية ضد هذا التواجد.