مظاهرات في تل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة التبادل
تتوالى المطالب الدولية والإقليمية والفلسطينية بضرورة خروج حركة حماس من المشهد السياسي في قطاع غزة وتقديمها تنازلات بشأن الحكم، وذلك بعد سيطرتها على القطاع منذ أكثر من عقد من الزمان، ما أدى لدمار كبير لغزة على إثر الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
وتتمسك إسرائيل والولايات المتحدة بمسألة عزل حماس سياسيًا من الحكم في غزة، ونزع سلاحها وإبعاد عدد من قادتها من قطاع غزة، حيث أكد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أنه "لا مكان لحماس في غزة والضفة الغربية"، مشددًا على أن ذلك يمثل رؤية الرئيس دونالد ترامب.
وتضع حماس شروطًا من أجل التوصل للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، والتي لم تستأنف مفاوضاتها بعد، أبرزها تنازل حماس عن الحكم، وسحب السلاح من غزة، وإبعاد قيادات الحركة، الأمر الذي يرفضه قادتها.
وقال أستاذ العلوم السياسية، أحمد رفيق عوض، إن "حماس تدرك أنها محاصرة جدًا على مختلف المستويات، كما أنها تدرك أنها لا تستطيع ترميم غزة، وأن بقاءها في المشهد السياسي سيكون سببًا في تعطيل إعادة الإعمار".
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "الحركة من الناحية العملية أبدت استعدادها للتنازل عن حكم غزة، وقبلت في هذا الإطار مقترحات مصرية"، مبينًا أنها ترغب مقابل ذلك بالحفاظ على رواتب موظفيها أو حصولهم على رواتب تقاعدية.
وأشار عوض إلى أن "العالم وإسرائيل والولايات المتحدة لا يكتفون بذلك، ويرغبون بنزع سلاح حماس"، متابعًا: "السؤال هنا هل تقبل الحركة نزع سلاحها، بتقديري هذا الأمر ممكن ولكن من خلال بعض الحلول التي تسهل على حماس ذلك".
وبيّن أن "حماس لديها رغبة بالنزول عن الشجرة، والتنازل عن حكم غزة، خاصة أن الجمهور الفلسطيني يطالب بهذا الأمر، وستقبل بتقديم التنازلات مقابل ضمانات تحصل عليها لحماية عناصرها في أي تركيب قادم بحكم غزة".
ولفت عوض إلى أن "الحركة لن تقبل بالخروج من غزة لأنه سيمس بشرعيتها وصورتها وسمعتها، كما أنها ستقبل بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع إسرائيل خلال شهر رمضان، خاصة وأن ذلك يمثل مصلحة لطرفي القتال بالوقت الراهن".
وقال المحلل السياسي أشرف عكة، إن "الحركة لا يمكن لها أن تتحمل أعباء إعادة الإعمار ما يولد لديها رغبة بترك حكم غزة"، لافتًا إلى أن مشكلتها تكمن في مطالبات نزع السلاح وإبعاد قياداتها لخارج قطاع غزة.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "لدى حماس موقفا واضحا للغاية فيما يتعلق بالتنازل عن الحكم، وذلك لأهمية إعادة الإعمار، وإدراكها ضرورة التساوق مع التحولات الإقليمية الجديدة، وعدم قدرتها على تحمل أعباء غزة".
وبيّن عكة أن "هناك إطارا إقليميا جديدا سيضع الفلسطينيين أمام ممر إجباري مرتبط بشكل اليوم التالي لقطاع غزة، وسيكون فيه بعد عربي وإقليمي وهناك ترتيبات مرتبطة بالبعد الأمني"، مشيرًا إلى أن ذلك في إطار عملية معقدة.
وأضاف أن "هناك الكثير من الأبعاد لغزة أبرزها البعد الإقليمي، وهو الذي يحتاجه الفلسطينيون من أجل مشروعهم الوطني ولمنع التهجير"، متابعًا: "الطريق الوحيدة هي التوافق الوطني والتعاطي مع ما هو مطروح إقليميًا".
ورجح عكة أنه "ستكون هناك مظلة عربية ستوفر للفلسطينيين إذا ما أحسنوا طريقة التعاطي مع المطروح سياسيًا، خطة تجبر إسرائيل على الانسحاب من غزة وعدم العودة للعدوان والحصار وفتح أفق مستقبلي على المنطقة".