وزير فرنسي: باريس ولندن وبرلين تراقب عن كثب المحادثات النووية بين أمريكا وإيران

logo
العالم العربي

"هدية ترامب" ورهان نتنياهو.. أي أفق لنهاية حرب لبنان؟

"هدية ترامب" ورهان نتنياهو.. أي أفق لنهاية حرب لبنان؟
دمار في موقع تعرض لغارة إسرائيلية في لبنانالمصدر: رويترز
17 نوفمبر 2024، 2:08 م

تتواتر التسريبات عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ومن بينها ما سربته صحيفة "واشنطن بوست" قبل يومين، نقلًا عن مصادر إسرائيلية بأن أحد مساعدي نتنياهو أبلغ دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر أن إسرائيل تحضر لاتفاق وقف لإطلاق النار في لبنان ليكون هدية لترامب عند توليه منصبه.

الصحيفة نقلت أيضًا أن ترامب أبلغ نتنياهو، خلال اتصال هاتفي الشهر الماضي، أنه يستطيع القيام بما يجب القيام به ضد "حزب الله" و"حماس".

وفي حال صحت هذه التسريبات، فهذا يعني أن الحرب مرجحة للاستمرار لأكثر من شهرين آخرين، علمًا أنها الآن في يومها الـ55. 

وبناء على هذه التوقعات، يرجح خبراء أن تكون المرحلة المقبلة من الحرب أعنف مما مضى، نظرًا لرهان الطرفين على أن النهاية باتت تلوح في الأفق، وبالتالي لا بد من استخدام أكبر قوة نارية ممكنة لتعزيز الموقع التفاوضي، وتعزيز المكاسب وتخفيض التنازلات.

ولكن ما يمكن أن يعرقل الاتفاق واقتراب الحرب من نهايتها هو موقف إيران وقراءتها للنيات الأمريكية والإسرائيلية تجاهها في اليوم التالي لحرب لبنان، فما مدى دقة هذه التوقعات؟ وما هي المصلحة الإيرانية في استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى؟

رهان نتنياهو

العميد السابق في المخابرات الأردنية، والمحاضر في الأمن الإستراتيجي، الدكتور عمر الرداد يرى أنه كان واضحًا منذ بداية الحرب أن الانتخابات الأمريكية كانت أحد المحددات والمعايير بالنسبة لنتنياهو والقيادة الإسرائيلية.

أخبار ذات علاقة

إسرائيل تتوغل إلى "أعمق نقطة" منذ بدء عملياتها في لبنان

وقال الرداد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن نتنياهو ظل يراهن وما زال على نجاح ترامب، واليوم يبدو الرهان بالفعل على موعد تسلم ترامب للسلطة بعد نجاحه. 

ويعتقد الخبير في الأمن الإستراتيجي أنه من المرجح وبقوة أن لا تتوقف الحرب، لا بل إن هذه الحرب ربما تتوسع وتزداد الضربات الإسرائيلية كمًّا ونوعًّا.

مضيفًا "نحن اليوم أمام سيناريو يتم الحديث عنه بكثرة، وهو الدخول البري والتوسع في جنوب لبنان، بالإضافة لانتقال الضربات النوعية نحو مراكز حزب الله بالضاحية الجنوبية، وملاحقة أهداف جديدة ونوعية للحزب، كمراكز دعم خطوط الإمداد وما شابه.

ولا يعتقد الرداد أن الحرب ستتوقف قبل تسلم ترامب السلطة، إذ "يبدو من المؤكد أن نتنياهو والقيادة الإسرائيلية الحالية، وتحديدًا اليمين الإسرائيلي، حتى لو كان يريد وقف الحرب وفقًا للمقترحات الأمريكية التي تقدم من المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين، فإنه لن يسمح بتقديم ورقة تكون جائزة لبايدن على أنه هو الذي أنهى الحرب".

ويلفت إلى أنه "حتى لو كان هناك أي اتفاق بخصوص إنهاء هذه الحرب أو التخفيف منها أو التوصل إلى اتفاق، فلن يكون بأي حال من الأحوال إلا بعد تسلم ترامب السلطة، وسيكون الاتفاق مكافأة وورقة لترامب بأنه هو الذي نفذ وعوده بوقف الحرب".

لا مصلحة لإيران

وعن دور إيران في منع الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، يقول الرداد إن الزيارات المتتالية للمسؤولين الإيرانيين منذ مقتل حسن نصر الله زعيم حزب الله، ثم هاشم صفي الدين والقيادات الأخرى في الحزب، وتوسع الحرب بلبنان، كان هدفها عرقلة أي اتفاق، بدءًا من وزير الخارجية عراقجي، ثم رئيس البرلمان، وأخيرًا الزيارة التي تمت قبل يومين من قبل علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، مشيرًا إلى أن كل هؤلاء جاؤوا بهدف ممارسة الضغط على نبيه بري باتجاه عدم تقديم أي تنازلات.

ويشير الرداد إلى العديد من التسريبات التي تؤكد أن من يدير العمليات في حزب الله اليوم هم قادة من ضباط الحرس الثوري الإيراني، حتى في مناطق الجنوب، ولذلك نرى التوسع بنوعيات وكميات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة التي يطلقها حزب الله اليوم من الجنوب.

ويقول الخبير "صحيح أنها لا تؤثر في ميزان القوى العسكري بين إسرائيل وحزب الله، لكنها تديم - على الأقل - المعركة لفترة أطول، وذلك لغايات إيرانية".

أخبار ذات علاقة

لبنان.. مناقشات "موسعة" بشأن المقترح الأمريكي-الإسرائيلي للهدنة

وبحسب الخبير الأردني، فإن استمرار الحرب، هي إستراتيجية تخدم إيران؛ لأنه بالفعل إذا ما توقفت الحرب بين حزب الله وإسرائيل وتم التوصل لاتفاق، فإن إسرائيل وبدعم من ترامب ستتفرغ للملف الإيراني، ولما يتم الحديث عنه من توجيه ضربة قاصمة لإيران ولمنشآتها النووية والنفطية.

ويخلص الرداد إلى القول بأن "الملف الإيراني سيصعد ليصبح ذا أولوية أكبر إذا ما توقفت الحرب، لا سيما أن الأمور أصبحت أقرب إلى الحسم في غزة، ولم يعد يتم الحديث عن حماس وعن غزة بعدِّهما ورقة تستطيع إيران من خلالها أن تناور وأن تمارس ضغطًا على إسرائيل، وحتى الحوثي اليوم، نرى تراجعًا بالعمليات التي كان يقوم بها، بالإضافة إلى عمليات محدودة من قبل "الحشد الشعبي" العراقي الذي يرسل بعض الطائرات التي يتم الإعلان عنها باتجاه مناطق مختلفة في إسرائيل"، كما يقول الخبير.

جهود حقيقية ولكن..

المحلل السياسي اللبناني، نضال السبع، يرى من جهته، أن الجهود التي تبذل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار بين لبنان وإسرائيل هي جهود حقيقية، وهناك مؤشرات من ضمنها حديث هوكستين عن أن الرئيس ترامب طلب من هوكستين الذهاب وإنجاز اتفاق.

ويضيف السبع في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الأوساط السياسية اللبنانية لديها مؤشرات مصدرها السفارة الأمريكية تشي بأن هناك اتجاهًا إلى ترتيبات وقف إطلاق النار، ولكن ما يعيق هذا الأمر أن هناك هفوة كبيرة ما بين المطالب الإسرائيلية والمطالب اللبنانية.

ويقول "الجانب اللبناني مستعد للذهاب إلى وقف إطلاق النار، ثم إدخال المساعدات وانتخاب الرئيس، ومن بعدها تطبيق القرار 1701 ونشر الجيش وزيادة عديد اليونيفل والجيش، على حين أن الإسرائيليين يطالبون بـ "1701 بلس".

ويشير المحلل السبع إلى أن الجانب اللبناني وافق على القرار 1701 دون أي إضافة التزامًا بالقرار الدولي، بينما يريد الإسرائيليون تنفيذ القرار "1701 بلس"، بمعنى أنهم يطالبون بمراقبة على الأجواء وعلى المطار والمرفأ، إضافة لمراقبة الحدود البرية.

كما يريد الإسرائيليون، وفقًا للسبع، ضمانات أمريكية تبيح لإسرائيل حرية العمل بالأجواء اللبنانية وتنفيذ عمليات أمنية وعسكرية داخل الأراضي اللبنانية في حال شعروا أن حزب الله يعيد تسليحه وترميم قدراته الصاروخية والتسليحية، وبالتالي فإن أزمة المفاوضات تقف هنا.

لبنان مهيأ لتطبيق القرار 1701

ويعرب السبع عن اعتقاده بأن الجانب اللبناني لا يمكن أن يقبل بفكرة تشريع العمليات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية، ويريد التزامًا كاملًا من إسرائيل بوقف الخروقات للقرار 1701، مضيفًا أن "الأمور تبدو اليوم في لبنان مهيأة لتقبل فكرة التطبيق الكامل للقرار 1701 ووقف إطلاق النار".

ويختم السبع بالقول "في حال فشلت هذه الجهود، فإن بحكم المؤكد أن هذه المعركة ستستمر لحين استلام الرئيس ترامب الرئاسة بشكل كامل، و"باعتقادي أن ترامب سيعمل على وقف لإطلاق النار، سواء أفي قطاع غزة أم في جنوب لبنان"، وفقًا للخبير اللبناني.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC