لابيد: نستغرب عدم تحديد نتنياهو الشروط التي لا يمكن دونها التوصل لاتفاق مع إيران
أثارت دعوة النائب في البرلمان الليبي، بدر النحيب، روسيا إلى التدخل في الأزمة الليبية جدلًا واسعًا.
وتشهد ليبيا أزمة متفاقمة مع استمرار تعثر إجراء الانتخابات العامة التي انهارت في الرابع والعشرين من ديسمبر / كانون الأول 2021.
وانتقد النحيب بشدة تدخلات الدول الأوروبية، قائلًا إن "على روسيا المزيد من التدخل في ليبيا لقطع الطريق أمام هذه الدول".
وأشار إلى أن "بعض الأطراف الخارجية تسعى لفرض أجنداتها على العملية السياسية في البلاد".
وتأتي هذه الدعوة في وقت تُتهم فيه روسيا أصلًا بالتدخل في ليبيا من أجل ترسيخ نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي المجاورة للبلاد.
ولم يوضح النائب البرلماني طبيعة التدخل الروسي المحتمل، أو الدول الأجنبية التي تعرقل مسار الحل السياسي. كما لم يوضح البرلمان الليبي ما إذا كان موقف نحيب يمثله؛ ما فتح الباب واسعًا أمام التكهنات.
وعلق المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، على الأمر بالقول إن "بعض النواب في البرلمان ليس لديهم تحمل للمسؤولية عندما يدلون بتصريحات".
وقال لـ "إرم نيوز": "هم ليسوا في محل المسؤولية التي من المفروض أن يتحلوا بها في هذا الواقع السياسي الخطير الموجود الآن في ليبيا".
وأضاف العبدلي أنه "يجب عدم الأخذ بهذا التصريح، إذ يعد النائب المذكور مندفعًا كثيرًا لذلك تثير تصريحاته أحيانًا مشكلات سياسية".
وشدد على ضرورة "أن تكون هناك متابعة ومحاسبة حول هذه التصريحات؛ لأن أي تدخل أجنبي يعتبر احتلالًا للبلاد".
واستدرك العبدلي بالقول: "في ظل الواقع السياسي والانقسام وتداخل المصالح السياسية نرى مثل هذه الدعوات والتصريحات دون أي رقابة أو محاسبة. ويبدو أن الروس والأمريكيين والأوروبيين يدركون أن السياسيين في ليبيا لا يتحملون أية مسؤولية بما في ذلك نواب البرلمان، ولذلك لا يمكن وقف التدخلات الأجنبية في البلاد".
وأنهى العبدلي حديثه بالقول إن "مثل هذه الدعوات تجعلنا نطالب أكثر بالتعجيل بالانتخابات العامة حتى ينبثق عنها مجلس نواب جديد ورئيس ومجلس دولة جديد أيضًا يكونون مسؤولين عن مواقفهم وتصريحاتهم".
وتواجه روسيا منذ سنوات اتهامات بنشر قوات وعناصر من المرتزقة التابعين لها في ليبيا، وهو أمر لا تنفيه موسكو لكنها لا تؤكده أيضًا.
وتحاول ليبيا منذ أكثر من عقد من الزمن الخروج من المأزق السياسي الذي تردت إليه بعد سقوط العقيد الراحل معمر القذافي.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية، محمد صالح العبيدي، إن "مثل هذه الدعوات من المحتمل أن تزيد من حدة التوتر والاحتقان السياسي في ليبيا؛ لأن من هم في الغرب وهم متحالفون مع تركيا والولايات المتحدة لن يقبلوا بها، ناهيك عن أنها تهز صورة النواب والبرلمان بشكل كبير".
وأوضح العبيدي لـ "إرم نيوز" أن "عدم تنصل البرلمان من هذه التصريحات أيضًا جعله في مرمى الانتقادات الحادة؛ لأن دعوة النحيب باتت محسوبة على البرلمان بأكمله، لذلك أعتقد أنه كان من الأفضل للبرلمان نفي أي مسؤولية له تجاه مثل هذه الدعوات".