هآرتس: الجيش الإسرائيلي غير قادر على معرفة أماكن احتجاز المختطفين في غزة

logo
العالم العربي

في الوقت "بدل الضائع".. بايدن يكسب وقف إطلاق النار بلبنان

في الوقت "بدل الضائع".. بايدن يكسب وقف إطلاق النار بلبنان
جو بايدن خلال حديثه للصحفيين في حديقة البيت الأبيضالمصدر: رويترز
27 نوفمبر 2024، 4:55 م

ظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مساء خريفي ناعم، عند حديقة البيت الابيض، متحدثًا إلى الصحفيين عن منجز إدارته في لبنان، بعد نجاح مساعي فريقه، بالتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار هو الأول من نوعه منذ بداية الحرب في الشرق الأوسط، قبل عام ونيّف.

بايدن كان بحاجة ماسة إلى هذه اللحظة بعد تلك الهزة العنيفة التي هوت بصورته الشخصية وصورة حزبه بعد الخسائر الكبيرة في انتخابات الخامس من نوفمبر.

وبات يظهر للعيان وكأن هذه الإدارة لم تعد تملك شيئا لتقدمه للأمريكيين سوى تأمين الانتقال السلس والهادئ للسلطة مع الإدارة المنتخبة المستعجلة هي الأخرى إلى دخول البيت الأبيض، وهو في كل حالاته إجراء تقليدي مرتبط بأعراف تاريخية، ولايحتاج الى ابتكار أساليب جديدة.

"العودة"

بايدن الذي يوصف دائما بين سياسيي واشنطن، بأنه الرجل الذي يعرف جيدا كيف يعود مرة أخرى بعد كل سقوط أو هزيمة أو حتى محنة سياسية أو في حياته الشخصية، فاجأ واشنطن بأكثر من مبادرة واحدة قدمته في صورة الرئيس الذي يرغب في ممارسة صلاحياته كاملة إلى غاية الوصول إلى اللحظة الأخيرة.

ويتضح ذلك من خلال تلك القرارات التي أصدرها تباعا، ومنها بصورة خاصة قرار السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ البعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي في الحرب القائمة هناك حاليا، وأيضًا السماح لهم باستخدام الألغام التي تستهدف الأفراد، وهو قرار آخر كان بايدن مانع طويلا في السماح به، قبل أن يغير موقفه بالكامل في أسابيعه الأخيرة في البيت الأبيض.

عندما كان الاعتقاد في واشنطن أن هذه الإدارة وبعد خسارتها الانتخابات لم يعد لها ما يستدعي بذل المزيد من الجهد والوقت والموارد في الشرق الأوسط، وأن الأمر بأكمله أصبح الآن متروكًا للإدارة الجديدة للتعامل مع تركة معقدة التفاصيل في كل من غزة ولبنان. 

في هذا التوقيت المعقد أعاد بايدن المحاولات من خلال تكثيف مساعيه لإحياء جهود التوصل إلى تسويات في  ساحتي الحرب في غزة ولبنان، وذلك من خلال ممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل في جانب ودعوة الشركاء الأوروبيين إلى ممارسة المزيد من الضغوط على حركة حماس.

وكثف فريقه الدبلوماسي التواصل مع العواصم الحليفة في المنطقة بغية الوصول إلى هدفي: وقف إطلاق النار في لبنان، ومن هناك فتح الطريق لإمكانية تحقيق منجز آخر في غزة يرتبط بوقف النار، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس ومن بينهم مواطنون أميركيون ،وتقديم جهد أكبر في سبيل معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها سكان القطاع.

أخبار ذات علاقة

بايدن: سننهي حرب غزة دون وجود "حماس"

 

إرث بايدن الشخصي 

يعتقد قادة ديمقراطيون أن الرئيس بايدن يشعر الآن بالتحرر بعد انتهاء الانتخابات، وأنه لن يكون منشغلا بأي خطوات تخص مستقبله السياسي بعد انتهاء ولايته؛ ولذلك ها هو يُظهر في أسابيعه الأخيرة رغبة أكبر في تحقيق منجزات سوف تسجل له في إرثه الشخصي، كرئيس للولايات المتحدة واجه ثلاثة حروب في طرفي العالم، وعمل طويلا لأجل التوصل إلى تسويات فيها، لكن من دون الإخلال بثوابت السياسات الأمريكية، وكذلك قناعاته الشخصية. 

يوضح هؤلاء القادة أن بايدن لم يظهر في أوكرانيا أية ليونة في التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بداية الحرب هناك. ولذلك؛ يريد أن يضع كييف في موضع قوة بالسماح لها باستخدام نوع متطور من الأسلحة لم يسمح باستخدامه، منذ بداية هذه الحرب، متجاوزًا بذلك مخاوف احتمال تحول المواجهة إلى نووية بين الحلف الأطلسي وموسكو، وتوسع رقعة الحرب إلى خارج كييف وهو ما يضع موسكو وواشنطن والحلف الأطلسي أمام خطر نشوب حرب عالمية ثالثة.

بايدن ولبنان

بايدن اختار الانتصار لسياساته في أيامه الأخيرة في أوكرانيا، وكذلك الأمر في الشرق الأوسط بسعيها المتواصل لأجل الوصول إلى رسم خريطة أمنية جديدة في لبنان كان مسؤولون أمنيون تحدثوا عنها قبل شهرين من خلال الإعلان عن خطة بايدن لليوم التالي في لبنان. 

خطة بايدن التي تم الكشف عنها حينها، كانت تتمثل في إنهاء قوة "حزب الله" العسكرية، وتعزيز قوة الجيش اللبناني وضمان مشاركة الحلفاء الأوروبيين في تأمين وحماية مكاسب تشكيل الوجه الأمني الجديد للبنان، وبالموازاة مع ذلك العمل مع إسرائيل لتحويل الانتصارات العسكرية إلى مكاسب سياسية في المرحلة الجديدة.

 

عندما أعلنت هذه الخطة من قبل فريق بايدن الأمني، كانت تبدو طموحة جدًّا. وكان يبدو أن الوقت ضيق أمام احتمال نجاحها خاصة بالنظر إلى سلسلة المحاولات السابقة لهذه الإدارة التي لم تنجح في تحقيق إنجازات فعلية على الأرض. 

وخلال إعلانه التوصل إلى الاتفاق كان يضع اللبنات الأولى في طريق التوصل إلى اتفاق مماثل في غزة في الأسابيع القليلة المتبقية من عمر إدارته.

تحولات الأيام الأخيرة 

عندما سأل "إرم نيوز" أحد كبار قادة الحزب الديمقراطي هنا بالعاصمة واشنطن عن سر التحولات الكبيرة في سياسات بايدن في الأيام الأخيرة من عمر ولايته الرئاسية، أوضح أن هناك جانبا شخصيا فيما يحدث؛ بسبب اعتقاد بايدن أنه  الأقدر على تحقيق منجزات سياسية أفضل في الخارج، كما هو الأمر في الداخل، وأنه لايرغب بأية صورة أن تكون الصورة الخاتمة لوجوده في البيت الأبيض كرئيس هي الفشل في الوفاء بالتزامات قطعها على نفسه سواء فيما يتعلق بغزة ولبنان، إضافة إلى النجاح في إعادة الرهائن المحتجزين لعائلاتهم.

أخبار ذات علاقة

"تجميل الواقع البائس".. ماذا كسب بايدن من "اتفاق لبنان"؟

 

القادة الديمقراطيون يقرون أن بايدن لم يكن سعيدًا بالصورة العامة التي طبعت مسار الحزب في الانتخابات، لكنه الآن لا يريد لصفة الفشل أن ترتبط بتاريخه السياسي الطويل الذي يمتد لنصف قرن في العاصمة واشنطن وبالسنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض.

في مقابل ذلك لا يجد ترامب وفريقه الانتقالي حرجا في رؤية بايدن يحقق هذه المكاسب؛ لأن أي نجاح  للإدارة الحالية في الشرق الأوسط هو تخفيف للأعباء عن الإدارة المقبلة في المنطقة؛ لذلك لن يكون ترامب مطالَبا بعد الآن بالوفاء بالتزامه بوقف الحرب في لبنان في اليوم الأول من عمر إدارته كما وعد بذلك. وسيكون الأمر كذلك في غزة في حال نجاح بايدن في التوصل إلى شيء مماثل لحرب لبنان. أما فيما يتعلق بأوكرانيا فالحسابات بشأنها مختلفة تماما بين الجانبين. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC