روبيو: الولايات المتحدة تلغي جميع التأشيرات لمواطني جنوب السودان
قال محللون سياسيون لـ"إرم نيوز" إن عملية الدهس التي نفذها فلسطيني في مدينة تل أبيب، وسط إسرائيل، اليوم الأحد، تثير التساؤلات حول إمكانية امتلاك الفصائل الفلسطينية امتدادات لها داخل الأراضي الإسرائيلية، خاصة في البلدات والقرى ذات الغالبية العربية.
وقُتل وأُصيب عشرات الإسرائيليين اليوم الأحد، في عملية دهس وقعت شمال تل أبيب بالقرب من قاعدة "غليلوت" العسكرية، التي تضم مقر الموساد، وحُيِّد المنفذ بعد أن صدم الإسرائيليين بشاحنة.
وفي تعليقٍ على ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن "بلاده تخوض حربًا وجودية، وتدفع أثمانًا مؤلمة"، مضيفًا: "الحرب فُرضت علينا، والحكومة تنتظر التحقيق النهائي في حادثة غليلوت".
عمل فردي
يرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، أن "العملية التي نُفذت في قلب تل أبيب فردية، ولا يمكن أن تكون منظمة أو مدعومة من قبل أي من الفصائل الفلسطينية"، مشيرًا إلى أنه لو كانت من جهة فلسطينية، لكان المنفذ قد اشترك مع آخرين.
وقال عوض، لـ"إرم نيوز"، إن "هذا الأمر ينذر بعودة العمليات الفردية، أو ما تطلق عليه إسرائيل اسم الذئاب المنفردة، وهو ما تجد مؤسساتها العسكرية والأمنية عجزًا كبيرًا في التصدي له، أو اكتشافه قبل وقوعه".
وأوضح أن "طبيعة العملية تؤكد أنها فردية، ولا يمكن أن يكون لها ارتباطات بأي من الفصائل الفلسطينية، خاصة أن تلك الفصائل لم تبادر للإعلان عن ذلك في ظل الحرب الواسعة التي تخوضها مع إسرائيل، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى رفع أسهم أي فصيل يعلن مسؤوليته عن العمل".
وأضاف: "كون العملية فردية لا يعني أن الفصائل الفلسطينية ليست لها امتدادات داخل إسرائيل، فقد يكون لها مجموعات مسلحة أو أفراد منظمون يمكن أن تحركهم في أي وقت لتنفيذ مثل هذا النوع من العمليات".
وتابع: "عملت الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، لسنوات طويلة من أجل إيجاد أرضية وامتداد لها في البلدات العربية في إسرائيل، وهو الأمر الذي نجحت فيه جزئيًّا، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق ذلك بشكل يثير الذعر لدى المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية".
دور فلسطيني
في المقابل، يرى المحلل السياسي، جهاد حرب، أن "هذا النوع من العمليات يكون للفصائل الفلسطينية دور فيه بشكل أو بآخر"، مشيرًا إلى أنه إذا لم يكن لها دور مباشر، فإن الدعوات المستمرة لمشاركة فلسطينيي الداخل في المواجهة لها تأثير قوي وكبير.
وقال حرب، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس تسعى جاهدة لأن يكون لها دور في إثارة القلق الأمني لإسرائيل من الداخل، وتدفع نحو تنفيذ عمليات من هذا النوع في العمق الإسرائيلي"، مؤكدًا أن الحركة ستكون مسؤولة عن مثل هذه العمليات إذا استمرت الحرب مع إسرائيل.
وأضاف: "بتقديري، ستعمل حركة حماس والفصائل المسلحة على إرسال أشخاص تابعين لها لتنفيذ عمليات دهس وعمليات مزدوجة، مستغلة المخاوف الإسرائيلية من التوتر الأمني في الداخل، خاصة أن هناك حالة من الهوس الأمني لدى الإسرائيليين".
وأشار إلى أن "ذلك سيفقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وائتلافه الحكومي المكاسب السياسية والعسكرية التي حققوها خلال الفترة الماضية، خاصة أن الإسرائيليين يركزون على الأمن الداخلي ويعدُّونه أولوية بالنسبة لهم".
وختم: "ستعزز إسرائيل إجراءاتها الأمنية في الداخل خلال الفترة المقبلة لمنع تكرار هذه العمليات، وسنكون أمام إجراءات غير مسبوقة بهذا الشأن"، لافتًا إلى أن مقابل ذلك ستكون هناك مساعٍ حثيثة من الفصائل الفلسطينية لتنفيذ مثل هذه العمليات.
