الجيش الإسرائيلي: دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق في إسرائيل جراء مقذوف أطلق من اليمن
كشف مصدر عسكري سوري أن إسرائيل استخدمت ما يُعرف بـ"الصواريخ الإيرو-باليستية" في الهجوم على إيران، فجر السبت 26 أكتوبر/ تشرين الأول.
وأكد المصدر أن الصواريخ "الإيرو-باليستية" هي صواريخ باليستية (تحلّق وصولاً لخارج الغلاف الجوي ثم تعود لدخوله باتجاه الهدف)، ولكنها لا تطلق من الأرض مثل الصواريخ البالستية التقليدية، بل تطلق من الطائرات، مما يمنحها مدىً أكبر لكونها تنطلق من نقطة أقرب للغلاف الجوي.
وقال المصدر إن الصواريخ الإسرائيلية نجحت بالوصول لأهدافها، خاصة ضد الدفاع الجوي الإيراني، وأشار إلى أنها أطلقت بالفعل، من خارج المجال الجوي الإيراني.
وأوضح المصدر أن هذه الصواريخ تمتلك مدى كبيرًا جدًا، مما يعني أن الطائرة الإسرائيلية قد لا تحتاج أبدًا إلى دخول المجال الجوي الإيراني، بل يمكنها إطلاق الصواريخ من العراق، كما حدث سابقًا في إبريل، وبالتالي، تنخفض فرص إيران في اعتراض الطائرة.
وذكر أن الولايات المتحدة هي أول من طور هذا النوع من الصواريخ، وتبعتها إسرائيل منذ أكثر من عقدين من الزمن، وبدأت روسيا والصين محاولة تطويرها في السنوات الأخيرة.
من جهته، يشرح الخبير العسكري والإستراتيجي كمال الجفا، طبيعة هذه الصواريخ وميزاتها دون أن يذكر طرزها أو أسماءها، حيث يقول، إن هذا النوع من الصواريخ الباليستية يمكن إطلاقها من الطائرات، حيث يأخذ الصاروخ شكلاً مجنحًا فور إطلاقه، ويتبع مسارًا محددًا، ويتميز بسرعته العالية وإصابته الدقيقة. وأضاف أن الصاروخ يعمل على الوقود الصلب.
ويصنف الخبير هذه الصواريخ ضمن الصواريخ بعيدة المدى والتي تكون صعبة الاعتراض للغاية، وربما تكون قادرة على المناورة أيضًا، ويقول إنها توفر عددًا من المزايا، تتعلق الأولى منها بالمدى.
ويشير الجفا إلى أن هذا الاستخدام ليس الأول لهذه الصواريخ، إذ سبق أن استخدمت إسرائيل هذا النوع من الصواريخ، ضد مواقع إيرانية في المدينة الصناعية في حلب، وهي تتمتع بقوة تدميرية كبيرة.
ما هي صواريخ "روكس" و"غولدن هورايزون"؟
المصدر رجح أن تكون الصواريخ المستخدمة في الهجوم الأخير على إيران أحد نوعين تمتلكهما إسرائيل أو كلاهما، مشيرًا إلى نظامين للصواريخ الباليستية التي تطلق من الجو، وهم: "غولدن هورايزون" و"روكس"، والتي يحتمل أن إسرائيل استخدمتها في ضربتها على أهداف إيرانية.
ونظام "روكس" الصاروخي بعيد المدى، من إنتاج شركة "رافائيل" الإسرائيلية، ومصمم لضرب مجموعة متنوعة من الأهداف فوق الأرض وتحتها.
ف ي المقابل يُعتقد أن "غولدن هورايزون" يشير إلى نظام صواريخ بلو "بلو سبارو" الذي يبلغ مداه نحو 2000 كيلومتر. ولا توجد معلومات أخرى دقيقة عنه على المواقع المتخصصة بالأمن والدفاع، سواء الإسرائيلية أو الأجنبية.
وتقول شركة "رافائيل" عبر موقعها الرسمي إن "روكس" تم الكشف عنه، في العام 2019، وإنه مخصص لضرب أهداف محصنة بشدة، وبدقة متناهية في الساحات التي لا تتوافر فيها أنظمة تحديد المواقع العالمية.
ويمكن تجهيز الصاروخ إما برأس حربي اختراقي أو انفجاري، وتتاح عملية تشغيله وإطلاقه ليلاً ونهارًا، وفي جميع الأحوال الجوية.
كما توضح الشركة أنه "باستخدام خوارزمية فريدة لمطابقة المشهد، وتكنولوجيا مكافحة الموجات، فإن (روكس) يتغلب على أي سيناريو تشويش، بالإضافة إلى أخطاء الملاحة، وموقع الهدف".
أنظمة معروفة وأخرى غامضة
وفي تقرير للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (وهو مؤسسة فكرية دفاعية مقرها لندن)، قال إن إسرائيل لديها برنامج تطوير وإنتاج كبير وواسع للأسلحة المحمولة جوًا. وفي حين أنها تشتري أسلحة جوية من الولايات المتحدة، لكنها أيضًا تطور أنظمتها الخاصة.
والشيء المهم هو أنهم استخدموا العديد من هذه الأسلحة في ضربات مختلفة في حملتهم في غزة ولبنان، خاصة في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية، وفق المركز.
ورغم أننا رأينا العديد من تلك الاستخدامات، مؤخرًا، إلا أن المركز يعتقد أن إسرائيل تمتلك أنواعًا معينة من الأسلحة و"لا تُظهرها للجمهور".
ويقول: "الإسرائيليون عندما تكون الأنظمة غير متطورة للغاية أو مجرد أنظمة عادية، سيعرضونها وربما يصدّرونها، ولكن بالنسبة للأنظمة الأكثر قدرة، فهم أحيانًا لا يعرضونها للعالم".
كما أن أحد الأمور المثيرة للاهتمام هو أنه، في شهر أبريل الماضي، وبعد ضربة إيرانية بدا أن إسرائيل استخدمت صواريخ باليستية محمولة جوًا. وهذه الصواريخ تُطلق من الطائرة وليس من الجو، مما يمنحها بعدًا إضافيًا.
وتقسم الصواريخ الباليستية المحمولة جوًا إلى 3 أنواع: قصيرة المدى، متوسطة المدى، بعيدة المدى.
ورغم أن إسرائيل تمتلك كل هذه الفئات منذ سنوات، دائمًا ما تتسلط الأضواء على الصواريخ بعيدة المدى، من منطلق أن المدى الطويل الخاص بها مخصص لضرب المسافات البعيدة، وإيران مثال على ذلك.
