logo
العالم العربي

إسرائيل و"حزب الله".. روايتان للمواجهة الكبرى فجر "يوم الأربعين"

إسرائيل و"حزب الله".. روايتان للمواجهة الكبرى فجر "يوم الأربعين"
طائرة دون طيار اعترضتها قوات إسرائيلية المصدر: أ ف ب
26 أغسطس 2024، 12:58 م

لم تزل تفاصيل ما جرى في الساعات الأولى من يوم الأحد الماضي بين ميليشيا "حزب الله" وإسرائيل، غامضة، بين روايتين يقول فيهما كل طرف إنه حقق إنجازًا ميدانيًا.

وبينما قالت إسرائيل إنها وجهت "ضربة استباقية" وأحبطت هجومًا كبيرًا بـ"آلاف الصواريخ" من لبنان إلى إسرائيل، أعلنت الميليشيا أنها حققت الهدف الذي خططت له "بكل نجاح"، وأن المسيّرات والصواريخ التي أطلقتها وصلت إلى هدفها.

روايتان تشتركان في تفاصيل مهمة: كلاهما بنيت على مراحل، وعبر تصريحات متلاحقة، كان اللاحق منها يتضمن نوعًا من التصويب للسابق، كما أنهما اشتركتا في نبرة التصعيد خلال البيانات الأولى، وصولًا إلى "التهدئة" لاحقًا، أما أبرز المشتركات فهو أن كلًا من الدعايتين أكدت تحقيق الإنجاز.

أخبار ذات علاقة

"حزب الله" يعلن انتهاء "المرحلة الأولى" من الرد على إسرائيل (فيديو)

 رواية إسرائيل

قدم الجيش الإسرائيلي أول جزء في روايته، حين أعلن أنه شن هجومًا واسعًا على أهداف في لبنان، أحبط فيه هجومًا كبيرًا كانت ميليشيا "حزب الله" تخطط له.

وقال الجيش إنه شن "هجومًا استباقيًا" شاركت فيه نحو 100 طائرة، بعدما رصد استعدادات لحزب الله، لشن هجمات واسعة ضد إسرائيل، وقال إنه دمّر "آلاف المنصات الصاروخية" التابعة لحزب الله.

إلا أن الجيش حذر في الوقت ذاته "سكان جنوب لبنان" وطلب منهم المغادرة، "لحماية أنفسهم"؛ وهو ما يشير إلى نية أو توقع بتوسع الحرب، إضافة إلى ما يحمله ذلك التحذير من تهديد ووعيد.

ومع إعلان ميليشيا حزب الله عن إطلاق مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل، عاد الجيش ليعلن أنه اعترض بعض القذائف، وقال إن قذائف أخرى انفجرت، دون أن يحدد نوع الأضرار التي نجمت عنها، وأضاف أن كثيرًا من الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة.

وأشار الجيش لاحقًا إلى أن "حزب الله" كان يخطط لاستهداف قاعدة "غليلوت" الاستخباراتية، قرب تل أبيب، والوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية، دون أن يذكر ما إذا كان قد تم استهدفهما فعلًا أم لا، وهو ما عاد أمين عام الميليشيا حسن نصر الله، ليؤكده في خطاب مساء الأحد.

وكان اللافت في الرواية الإسرائيلية، ما قاله رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي أعلن اعتراض "جميع المسيّرات" التي أطلقها الحزب، وقال إن الجيش دمّر "آلاف الصواريخ".

رواية "حزب الله"

بُنيت رواية ميليشيا "حزب الله" على وصف الرواية الإسرائيلية حول الضربة الاستباقية، بأنها "ادعاءات فارغة".

وعبر عدة بيانات حاول "حزب الله" تقديم رواية أخرى، بدأت بالتأكيد على أنه بدأ هجومًا جويًا "بعدد كبير من ‏المسيّرات" نحو هدف عسكري قال إن الإعلان عنه سيأتي لاحقًا، (وهو ما جاء فيما بعد في خطاب نصر الله، الذي أكد استهداف "غليلوت" والوحدة 8200).

وتزامنًا مع ذلك استهدف الحزب مواقع وثكنات عسكرية بلغ عددها 11 موقعًا، بحسب الحزب؛ بهدف "إشغال" القبة الحديدة وتمكين المسيّرات من العبور باتجاه الهدف الرئيس في العمق الإسرائيلي.

في بيانه الثاني أعلن الحزب أنه انتهى من "المرحلة الأولى" من الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر، وقال إن المسيرات عبرت بنجاح إلى هدفها، وهو ما فُهم منه على نطاق واسع أن الرد لم ينته في العملية التي أطلق عليها "نصر الله"، عملية "يوم الأربعين".

وتحدث في بيان لاحق عن أن العملية "أنجزت" وهو ما بقي مغزاه غامضًا، إذ بدا البيان ردًا على إسرائيل التي قالت إنها أحبطت هجوم الحزب، وفي الوقت ذاته كان البيان معاكسًا لبيان سبقه وتحدث عن أن العملية "مرحلة أولى".

أخبار ذات علاقة

بعد انتهاء "المرحلة الأولى".. هل تكون هناك "مرحلة ثانية" لرد حزب الله ومتى؟

وترك الحزب تفاصيل ما جرى لنصر الله، الذي تحدث مطولًا في خطاب لاحق مساء الأحد عن روايته لما جرى، وكان أبرز ما فيها، أنه حسم مسألة "المرحلة الأولى" ليؤكد أن الرد على اغتيال شكر انتهى، وأن فتيل الحرب "الوشيكة" نُزع، وذلك في تناغم مع بيان إسرائيلي خفف لهجة التصعيد ليعلن أنه لن يستهدف لبنان طالما التزم الحزب بعدم الاستهداف.

للأيام والليالي

نصر الله عاد ليصف الرواية الإسرائيلية حول الضربة الاستباقية بأنها ادعاءات كاذبة، وأكد أن أيًا من المنصات التي كانت معدة للعملية لم تستهدف، وأن الصواريخ المحددة للعملية أطلقت كلها، وعلّق على إعلان نتنياهو بشأن "آلاف الصواريخ" ليقول إن الخطة كانت مقررة بـ 300 صاروخ، وما أُطْلِق في نهاية العملية وصل إلى 340 صاروخًا.

وأكد نصر الله أن الهدف المحدد أصيب، وأن الطائرات وصلت إليه، إلا أنه ترك مسألة تحديد الأضرار "للزمن والأيام"، وقال إن الحزب سيراقب، فإن كان الاستهداف بحجم ما يريده انتقامًا لشكر، سيعتبر أن الرد انتهى، وإن لم يكن كذلك.. ستكون هناك جولات، متروكة "للأيام والليالي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC