وزير الخارجية لدى الحوثيين: نحن في حالة حرب مع أمريكا الآن وسنرد على الضربات
أكد خبراء سودانيون أن الهجوم الذي يشنّه أنصار قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، على رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، عبد الله حمدوك، "يأتي بغرض محاولة ثنيه عن الاستمرار في فضح دعاويهم من خلال تقديم الصورة الحقيقية للعالم عن الأوضاع في السودان".
وحاول أنصار البرهان الاعتداء على عبد الله حمدوك في العاصمة البريطانية لندن، التي وصلها بدعوة رسمية من الحكومة البريطانية، وأجرى خلالها لقاءات مع مجلس اللوردات والحكومة التنفيذية بشأن وقف الحرب في السودان.
وبحسب بيان لـ"تقدم"، قدّم حمدوك ووفده شرحًا وافيًا حول تطورات الحرب في السودان، موضحًا خطورة الأوضاع وحجم المأساة الإنسانية التي تُعد من الأكبر عالميًا، والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها أطراف النزاع بحق المدنيين.
وأشار البيان إلى أن الوفد طلب من الحكومة البريطانية ضرورة العمل على إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب، واتباع تدابير تقود إلى حماية المدنيين، وأهمية تنسيق الجهود للوصول إلى وقف لإطلاق النار وحل سلمي عاجل للنزاع.
ويسعى حمدوك، الذي يقود القوى الديمقراطية السودانية، إلى حشد الرأي العام الدولي لصالح وقف الحرب في السودان، محاولًا عكس معاناة المدنيين الذين طحنتهم الحرب وشتّتتهم في مخيمات النزوح الداخلي واللجوء الخارجي.
ويزور حمدوك، الذي أطاح به انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، العاصمة البريطانية لندن للمشاركة في عدة فعاليات تهدف إلى شرح أزمة الحرب السودانية والبحث عن سبل لإيقافها.
ووصف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبو عبيدة برغوث، محاولات دعاة الحرب من أنصار البرهان للاعتداء على حمدوك في لندن بأنها "حالة من الهستيريا والجنون التي تسيطر عليهم مع كل خطوة يقوم بها حمدوك لأجل وقف الحرب".
وقال لـ"إرم نيوز"، إن حمدوك، منذ انطلاقة الرصاصة الأولى، اتخذ موقفًا "عظيمًا ونبيلًا" وهو الدعوة لوقف الحرب التي أشعلها النظام البائد للعودة إلى السلطة.
وأضاف أن "الذين هتفوا ضد حمدوك في لندن هم أنفسهم من هربوا من السودان نتيجة الحروب الطويلة التي ظلت مشتعلة منذ 63 عامًا، وتشردوا في دول العالم حتى حصلوا على جنسياتها، فمن الأنانية أن تدعو إلى استمرار الحرب وتطلب من السودانيين الاكتواء بنيرانها بينما أنت قد هربت منها".
وأشار إلى أن الانتهاكات التي يتعرض لها السودانيون لا يمكن أن تتوقف إلا بوقف الحرب، موضحًا أنه من غير المعقول أن تطالب باستمرار الحرب وتتباكى على الانتهاكات.
وكان حمدوك، رئيس الوزراء السابق، الذي تعيش بلاده حربًا مدمرة، قد تلقى دعوة بريطانية للحديث في منتدى سنوي خاص بالشؤون الأفريقية تنظمه صحيفة "فاينانشيال تايمز"، كما تلقى دعوة من "المعهد الملكي للشؤون الدولية" المعروف بـ"Chatham House" لإلقاء محاضرة عن الأوضاع في السودان، حيث حاول أنصار البرهان التعدي عليه خلال المحاضرة.
كما لبى حمدوك دعوة من تنسيقية "تقدم" لعقد حوار في "مركز بريطانيا" مع عضوية التنسيقية وممثلين لمنظمات مدنية وأحزاب ومنظمات حقوقية سودانية غير منضوية تحت "تقدم" لكنها تؤمن بضرورة وقف الحرب.
ومن جهته، قال المحلل السياسي عمار الباقر، إن أنصار البرهان يهاجمون حمدوك لأنه من أكثر الشخصيات السودانية تأثيرًا التي تعمل على وقف الحرب وعكس الصورة الحقيقية للأوضاع في السودان، بينما يريد البرهان أن يكتفي العالم بوجهة نظره التي تدعو لاستمرار الحرب حتى القضاء على قوات الدعم السريع.
وأضاف الباقر لـ"إرم نيوز"، أن "البرهان يصر على اكتساب شرعية تمثيل السودان في المحافل الدولية، حيث ينقل وجهة نظره فقط عن الأوضاع، مما يجعله منزعجًا من تحركات القوى المدنية التي ستنسف روايته وتفضح دعاوى استمرار الحرب".
وأشار إلى أن "عبدالله حمدوك، الذي كان رئيس وزراء السودان الأكثر شعبية في الداخل وصاحب علاقات واسعة في الخارج، تقوم تحركاته بإثارة قلق دعاة الحرب وأنصار البرهان، حيث يكشف زيف شعاراتهم ويوضح الصورة الحقيقية للحرب في السودان".
ولفت إلى أن البرهان قد أطاح بحمدوك بالقوة وسلب منه السلطة التي وصل إليها بإرادة الشعب في ثورة ديسمبر، إلا أن حمدوك، دون سلاح، ينزع الشرعية من البرهان الذي يسعى للحصول عليها من المجتمع الدولي؛ ما يجعل دعاة الحرب يهاجمونه في محاولة لاغتيال شخصيته وعرقلة تحركاته الخارجية.
وكان حمدوك قد أكد خلال ندوة في لندن أن ما يشغله حاليًا هو وقف الحرب في السودان دون أي مطامع شخصية، مضيفًا أن "ما يشغلنا حاليًا هو وقف الحرب، وبعد انتهائها يوجد آلاف السودانيين المؤهلين أكثر مني لقيادة الشعب السوداني إلى الأمام، وسنُساعدهم ونقف معهم".