سفير إيران لدى العراق: رسالة ترامب لطهران تضمنت طلبا بحل "الحشد الشعبي" والفصائل المسلحة

logo
العالم العربي

هل يقترب الجولاني من كرسي الرئاسة في سوريا؟

هل يقترب الجولاني من كرسي الرئاسة في سوريا؟
الجولاني بالزي المدنيالمصدر: أ ف ب
17 ديسمبر 2024، 3:03 م

لا يتوقف المراقبون أمام ما حققه زعيم "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع "أبو محمد الجولاني"، خلال الفترة الماضية من القدرة على إسقاط نظام وما توفر له من إمكانيات لذلك، بقدر انتباههم لبراعته في التحول بالرسالة ونوع الحوار والشكل أيضا، من مكان إلى آخر.

أخبار ذات علاقة

بكلمة.. الجولاني يعلق على الحريات ومستقبل الأقليات في سوريا

 وينوع الشرع خطابه بحسب نوعية الجماعة أو الطيف الذي يخاطبه أو الذي يوجه له رسالته بالانتقال بين رؤى مختلفة، بما يناسب هذا وذاك، وسط تقييم خبراء لذلك بأنه رغبة في تحقيق هدفه الشخصي بالوصول إلى حكم سوريا.

واستطاع الجولاني مؤخرا احتراف "دغدغة" مشاعر السوريين الباحثين عن تجاوز بلدهم لهذه المرحلة، وذلك من خلال خطب ورسائل "شعبوية"، لعبت بشكل جيد على أوتار الحاجة إلى الأمن والاستقرار، وذلك بحسب مختصين.

وتزامن ذلك مع خلع الجولاني الزي العسكري، وارتداء ملابس مدنية، ما رأى مراقبون أنه يعكس رغبته بتقديم نفسه للغرب كمرشح محتمل لرئاسة سوريا مستقبلا، وهو الأمر الذي يرتبط بشكل رئيس برفع اسمه من قوائم الإرهاب الدولي.

ويرى الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتشددة، مصطفى أمين، أن خطب وأحاديث الجولاني تحمل بلا شك توجها إلى مسارات معينة لدغدغة مشاعر السوريين، لتحقيق مكاسب شخصية.

وأوضح أمين، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الجولاني معتاد على التدرج في الخطب واللقاءات بحسب المتغيرات وما يناسب طريقه وهدفه، وقد توضح ذلك منذ أن كان يتولى "جبهة النصرة"، ثم انفك عن تنظيم "القاعدة".

وأوضح أنه حاول إيصال رسالة محددة في هذا السياق تحمل "الاندماج" مع مكونات الثورة السورية، وقد نجح خلال هذه الفترة في عقد صفقات والتأسيس لوضعه الجديد داخل جغرافيا إدلب وسجل ما سمي بحكومة الإنقاذ، وانتقل بعد ذلك في محاولة احتواء المعارضين له ونجح إلى حد كبير في ذلك.

 ولفت أمين إلى أن تحويل الرسالة بحسب المقتضى الذي يخدم مصلحته تعدد في عدة مواقف مؤخرا عبر خطب للجولاني، بداية من المسجد الأموي، عندما كان يخاطب مقاتليه، ويرتدي الزي العسكري متحدثا عن أفكار الجهاد التي تؤثر فيهم وتحركهم، مشيرا إلى أن هذا الخطاب كان كاشفا إلى حد كبير عن العمل والتمهيد للرغبة في حكم سوريا خلال الفترة المقبلة.

واستكمل أمين بالقول إن الجولاني عقب هذا الخطاب، بدأ يتحدث إلى السوريين بعناوين عريضة مطاطة، ليحاول إيصال رسائل محددة هدفها القول، إنه شخص معتدل يريد مصلحة الدولة السورية.

وأوضح أن الجولاني بين خطاب وآخر بحسب الهدف ونوعية من يخاطبهم، يكشف ازدواجية شخصيته، باعتبار أن ما يتحدث به داخل الغرف المغلقة "تنظيميا" يختلف عما يريد إيصاله إلى جمهوره "الفكري"، بعيدا تماما عن حديثه إلى عامة السوريين، وذلك حتى يؤسس لمرحلة الرغبة في الوصول إلى سدة الحكم في سوريا.

وشدد أمين على أن خطب وكلمات الجولاني تحمل نوعا من "الحيلة"، ومحاولة تحقيق مكاسب شخصية، والتماهي مع الحالة السورية في الوقت الحالي، بغرض الدفع بنفسه في الفترة القادمة إلى سدة الحكم، باعتباره حتى الآن الشخص الأكثر بروزا، وقد استطاع إسقاط النظام في العاصمة  دمشق خلال 10 أيام، بعد أن فشل السوريون من خلال ثورتهم في ذلك، خلال أكثر من 10 سنوات، وفق قوله.

المحلل السياسي عادل حجازي، أشار إلى كل ما يقدم من جانب الجولاني في إطار التغيير الكبير الذي يحمل تحولات من يوم إلى آخر في الحديث والشكل والأسلوب وأحيانا بعض الأفكار التي من المفترض أنه مقتنع بها ويحارب من أجلها.

وأكد أن هذا التحول عبارة عن "حيل" لتحقيق مكاسب شخصية تتمثل في الوصول إلى الكرسي الرئاسي في سوريا.

وبين حجازي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الجولاني يهتم في الفترة الحالية بالمظهر والصورة وتقديم نفسه كزعيم وطني ثوري يلبي طموحات وتطلعات الجميع وأنه ليس محسوبا على جهة أو تيار أو فكر ديني معين.

واستكمل حجازي بالقول، إن هذا النوع من الخطب التي تدغدغ مشاعر المدنيين، جانب من جوانب تأهيله حتى يخرج بالثوب والأسلوب الشعبوي الذي يعمل به على حشد كافة الاتجاهات في الشارع السوري لصالحه حتى يكون ذلك رصيدا يقوي جبهته أمام القوى الخارجية والإقليمية التي تقف وراءه والتي تريده بديلا في صورة ديمقراطية، حتى يكون حديث هذه الدول لشعوبها واقعيا سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة، بأنهم أطاحوا بديكتاتور ليأتوا بشخص اختاره الشعب ويمثل اتجاهاتهم.

أخبار ذات علاقة

الجولاني يطالب الحكومات بإزالة "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب

  وأشار حجازي إلى أن المشاهد والخطابات التي يظهر بها الجولاني مقبولة من جانب مؤيديه، بعد أن تم تنسيق هذا الأمر من خلال رسائل من جانبه أو من المحيطين به، بأن انتصار رسالتهم وفكرتهم يكون بالوصول إلى السلطة وأن ما يتم العمل عليه حاليا حتى لو كان على غير قناعاتكم، هو مباح في إطار تحقيق الهدف الأسمى.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات