logo
العالم العربي

مع تصعيد إسرائيلي حوثي.. مخاوف من انزلاق اليمن لمزيد من "الخراب"

مع تصعيد إسرائيلي حوثي.. مخاوف من انزلاق اليمن لمزيد من "الخراب"
صورة بالأقمار الصناعية للحديدةالمصدر: رويترز
23 يوليو 2024، 2:52 م

تعزز وعود ميليشيا الحوثي بـ"الرد المؤثر" على الهجوم الإسرائيلي في الحديدة، مخاوف اليمنيين من انزلاق البلد المنهك بصراعه الداخلي وأزمته الإنسانية، إلى حرب أخرى تقوده إلى مزيد من الدمار والخراب.

وقال المتحدث باسم الحوثيين، رئيس الوفد التفاوضي، محمد عبدالسلام، إن الهجوم الإسرائيلي على الحديدة يجعل الحرب مفتوحة ودائمة ضد إسرائيل، بلا حدود، ودون أدنى التزام بقواعد الاشتباك، بعد أن "كانت عملياتنا السابقة إسنادًا للشعب الفلسطيني في غزة".

في المقابل، تشير وسائل إعلام عبرية إلى أن هجوم الحديدة في اليمن لن يكون الأخير، في ظل مصادقة الجيش الإسرائيلي على هجمات أخرى وإعداده قائمة أهداف إضافية، تحسبًا لرد الحوثيين على ضربات الحديدة الخاضعة لسيطرتهم.

ويتخوف مراقبون يمنيون من مضي ميليشيا الحوثي نحو معركة "معادلاتها خاسرة" ضد إسرائيل، يدفع ثمنها الأبرياء وتستهدف ما تبقى من بنى تحتية في البلد الذي يشهد صراعًا داخليًا منذ ما يزيد على 9 أعوام.

مشكلة إقليمية

ورأى المحلل السياسي، خالد سلمان، أن إسرائيل اختارت استهداف الحديدة وميناءها بسبب ما تمثّله من "مصدر قلق جمعي لكل المصالح الدولية، فهي الميناء البحري الذي يتدفق إليه السلاح الإيراني، وهي منصة استهداف الممرات المائية وتعطيل حركة التجارة الدولية".

وأشار إلى أنها تمثل "شريان حياة للحوثيين يضمن إبقاء آلتهم العسكرية فاعلة، ويمنحهم مصادر المال للاستمرار في موقع القوة".

52d39de5-30d7-4fe2-ac11-faca94bd1422

وقال سلمان لـ"إرم نيوز"، إن التفكير الإسرائيلي الآن "يتجه نحو مكان وزمان وأهداف الضربة التالية، وبناء تحالف إقليمي يذهب بالصراع نحو الحسم".

وذكر أن خطر الحوثيين تجاوز اليمن، وأصبح مشكلة إقليمية، "وبالتالي، فإن تسويتها بحاجة إلى دعم خصوم الحوثي المحليين، ومنحهم إشارة البدء لاستعادة الدولة ووضع القدم على الأرض".

وأكد أن هذا الدعم سيحدّ من تغوّل القوة لدى الحوثيين، ويجبرهم على أحد أمرين: "إما أن يغادروا مواقفهم المتصلّبة باتجاه التسوية السياسية المحلية، أو أن تُسَحق مكامن ومخازن السلاح الثقيل، وتتم إعادتهم إلى البدايات".

الحوثيون في طريقهم لتجاوز خطوط اللعبة.

ثابت حسين، محلل عسكري

وبدوره، يعتقد الباحث والمحلل العسكري، العميد ثابت حسين، أن الضربات الجوية ليست كافية لحسم أي من حروب العالم، دون معركة برّية مسنودة جويًا وبحريًا ومحليًا.

وقال لـ"إرم نيوز"، إنه رغم دقة الضربة الإسرائيلية وكثافة نيرانها وهدفها الحيوي في الحديدة، فإنها مجرد رسالة للحوثيين وإيران، ولن تحدّ من قدرات الحوثيين وتهديدهم المستمر.

وأشار إلى أن الغارات المتواصلة التي يشنها تحالف "حارس الازدهار" بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، منذ عدة أشهر، ضد مواقع تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، لم تنجح في وقف تهديد السفن والشحن التجاري في ممرات الملاحة الدولية.

وبيّن حسين أن إسرائيل ترى أن صراعها مع إيران وأذرعها محكوم بقواعد لعبة تحت السيطرة، لكن الحوثيين في طريقهم لتجاوز خطوط هذه اللعبة.

وأوضح: "من المتوقع أن يردوا على هجمات الحديدة، إما بشكل منفرد، أو من خلال التنسيق مع الجماعات الموالية لإيران في لبنان والعراق".

هجوم مكلف

ويعتقد الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية، عدنان الجبرني، أن الهجوم الإسرائيلي كان معقدًا من حيث الكلفة والمسافة، والحاجة إلى عدد كبير من الطائرات بمرافقة طائرات وقود، "والهدف في النهاية كان إشعال حريق في خزان وقود في ميناء الحديدة".

وقال إن تكرار الهجمات الإسرائيلية ضد الحوثيين سيكون مرهقًا بهذا الشكل، على الرغم من أن الحوثي لن يتوقف عن هجماته "لأنه يشعر الآن أن حلمه بالانخراط في حرب طويلة وممتدة، قد تحقق وبأفضل ما يمكن".

ورأى الجبرني أن "الاشتباك مع إسرائيل مفيد ومثالي للحوثيين، من ناحية الشعارات وانعكاساتها على مستوى السيطرة الداخلية والنفوذ الإقليمي، والكلفة المحدودة عليهم كجماعة، خاصة أن الاحتلال بدأ غاراته على أهداف مدنية في أغلبها".

أخبار ذات علاقة

هل توسع الضربات الإسرائيلية على الحديدة رقعة الحرب في المنطقة؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC