غارة إسرائيلية تدمر مبنى من 3 طوابق بشكل كامل بالنبطية جنوبي لبنان

logo
العالم العربي

في ظل تأثير إيران.. انتخاب رئيس للبنان ما زال عالقا عند شروط حزب الله

في ظل تأثير إيران.. انتخاب رئيس للبنان ما زال عالقا عند شروط حزب الله
العلم اللبنانيالمصدر: رويترز
10 أكتوبر 2024، 6:16 م

ريمان ضو

ما زالت شروط حزب الله، تعطّل انتخاب رئيس للبنان الذي يعيش فراغًا سياسيًا بالتزامن مع الحرب التي تشنها إسرائيل.

وتتفاقم الأزمات اللبنانية في ظل ما تعانيه البلاد من فراغ في موقع رئاسة الجمهورية منذ أكثر من سنتين، وحكومة مستقيلة تقوم بتصريف الأعمال في نطاقها الضيق.

يأتي ذلك، في وقت تعثرت فيه الحلول الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، ومع تصاعد الضربات الإسرائيلية على كل لبنان، ووسط موجة نزوح كبيرة.

أخبار ذات علاقة

ميقاتي: الاتصالات الدبلوماسية تكثفت لوقف إطلاق النار في لبنان

 

وحالت الخلافات السياسية دون انتخاب رئيس، كما عمّقت "حرب الإسناد" التي خاضها حزب الله دعمًا لقطاع غزة من الانقسام الداخلي، وامتنع رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله الوثيق، عن الدعوة إلى جلسات لانتخاب رئيس للجمهورية لمدة أكثر من عام، بحجة عدم التوافق على اسم رئيس. 

وبعد مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أعلن بري تخلّيه عن شرط الحوار المسبق للاتفاق على رئيس قبل الدعوة إلى جلسة انتخاب، وقال إنه يبحث عن رئيس توافقي وليس رئيس تحدٍ.

وخلال اللقاء الثلاثي الذي حصل في عين التينة بحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، تم الإعلان عن ورقة سياسية، ومن خلالها تم الاتفاق على فك الارتباط بين ملف انتخاب رئيس ووقف إطلاق النار في الجنوب.

هذه المحاولات أنعشت آمال اللبنانيين بالوصول إلى حل سياسي، وانتخاب رئيس للجمهورية، إلا أنها اصطدمت بموقف حزب الله، الذي أكد على لسان مسؤوليه، وعلى رأسهم نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، أنه لا كلام إلا بعد وقف إطلاق النار.

ضرورة انتخاب الرئيس

وقال الباحث في الشؤون الجيوسياسية زياد الصائغ، إن "هناك ارتباكًا في مقاربة أي مبادرة إن كان على مستوى الثنائي حركة أمل وحزب الله لناحية تقديم تنازلات، أو على مستوى القوى السيادية التي تسأل عن مدى جديتها، لذلك هناك حذر موجود من كل القوى، وحتى لدى المجموعة الدولية رغم الإشارات بالحاح انتخاب رئيس".

وأضاف الصائغ لـ"إرم نيوز"، أن الأهم، اليوم، "ليس اسم الرئيس فقط، بل دوره مع رؤيته، وهذا لا يمكن أن ينحصر بإعادة الإعمار، وعودة النازحين، بل بتنفيذ مشروع إنقاذي، وفي مقدمته استعادة سيادة الدولة، وتطبيق كامل للقرار  1701 ومندرجاته أي  القرار 1559 (الذي ينص على نزع سلاح حزب الله)، إضافة إلى تطبيق اتفاق الطائف الذي ينص على حصرية السلاح بيد الدولة، ووضع قدرات تحرير الجنوب بيدها، مع كافة الإصلاحات البنيوية التي وردت في هذا اتفاق الطائف".

والأخطر، بحسب الصائغ، أن حزب الله "ما زال يتعاطى مع استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية بمنطق موازين القوى، كما كان سابقًا، واليوم ينتظر نتائج الحرب على أساس أنه فوق الدولة".

ورأى أنه "من دون رئيس جمهورية لا يمكن التفاوض مع الخارج على وقف لإطلاق النار، ولا لليوم التالي، وإعادة الإعمار، وترميم العلاقات مع العالم خاصة الدول العربية".

أخبار ذات علاقة

"وول ستريت جورنال": حراك أمريكي "جاد" لاختيار رئيس للبنان بـ"تهميش" حزب الله

 

تأثير إيران

بدوره، رأى الكاتب السياسي شادي سرايا، أن "الأمل كان معقودًا على اللقاء الثلاثي الذي جرى في عين التينة، والذي أعطى إشارة إلى احتمال الوصول إلى تسوية انتخاب رئيس توافقي يحظى بقبول الأطراف كافة".

 وقال سرايا لـ"إرم نيوز، إن "المفاجأة كانت بتخلّي الرئيس بري عن شرط الحوار الموسع، الذي كان يصرّ عليه لتسهيل عملية انتخاب الرئيس، في محاولة لتسريع الحل".

وتابع: "مع ذلك عاد حزب الله وتراجع عن وعوده، حيث أعلن أنه لا حديث عن تسويات أو انتخاب رئيس جديد قبل وقف إطلاق النار بينه وبين إسرائيل، علاوة على ذلك رفض الحزب فصل مصيره عن مصير غزة".

ولفت سرايا، إلى أن "هذا الموقف أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، وأعاد البلاد إلى دوامة الانتظار والترقب، ما يجعل الأفق السياسي غامضًا أكثر في هذه المرحلة الحرجة".

واعتبر أن "هذا التراجع من حزب الله يعكس حجم التأثير الكبير الذي تفرضه إيران خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان، إضافة إلى التطورات الإقليمية على الداخل اللبناني، حيث باتت الاستحقاقات الداخلية مرتبطة عضويًا بتداعيات الحرب الدائرة".

ولفت سرايا، إلى أنه "في الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتجه نحو حل سياسي داخلي يخفف من حدة الأزمة الاقتصادية والسياسية، يبدو أن لبنان دخل في مرحلة جمود جديدة. ومع تأخر انتخاب الرئيس، تتعطل المؤسسات".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC