مستشار المرشد الإيراني: إسرائيل ترغب في دفع الولايات المتحدة للمواجهة مع إيران
مع تزايد حدّة التصعيد بين الولايات المتحدة وميليشيا الحوثيين، وصل رئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، المقرّب من إيران، إلى صنعاء، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، في زيارة مفاجئة، أثارت العديد من التساؤلات حول أهدافها وتوقيتها.
وقالت وسائل إعلام يمنية إن عبد المهدي والوفد المرافق له وصلوا، أمس الأربعاء، إلى مطار صنعاء الدولي، وكان في استقبالهم عدد من قيادات الحوثيين.
وفي حين لم يشر إعلام الحوثيين "الرسمي" إلى هذه الزيارة، تباين تعاطي وسائل الإعلام المقرّبة من الميليشيا معها.
وذكر موقع "وكالة الصحافة اليمنية"، الذي يديره صحفي محسوب على مدير "مكتب رئاسة الجمهورية" التابع للميليشيا، أن الزيارة تأتي "في إطار وساطة عراقية بين الجانب الأمريكي والحوثيين، بهدف التهدئة".
وفي وقت لاحق عدّل الموقع نصّ الخبر، وورد في النسخة المعدّلة أن الزيارة جاءت للمشاركة في "المؤتمر الدولي الثالث: فلسطين قضية الأمة المركزية"، الذي يعتزم الحوثيون إقامته السبت المقبل في صنعاء.
من جهته، قال موقع "الخبر اليمني" المقرب من الحوثيين، إن كواليس الزيارة "لم تعرف بعد، لكنها تتزامن مع حراك أمريكي لفتح قنوات اتصال مع صنعاء بغية التهدئة، كان العراق إحدى نوافذها".
ويأتي وصول رئيس الحكومة العراقية السابق إلى صنعاء، تزامنا مع توعّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بـ"إبادة الحوثيين تماما"، وشن ضربات أمريكية قال ترامب إنها "ستصبح أسوأ تدريجيا"، طبقا لما ذكره في حسابه على منصة "تروث سوشيال"، أمس الأربعاء.
وتساءل يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن أسباب زيارة المسؤول العراقي الأسبق، المحسوب على طهران، وتوقيتها في ظل استمرار القصف الأمريكي.
المحلل العسكري، العميد عبد الرحمن الربيعي، استبعد تأثير زيارة عبد المهدي على مسار الأحداث الجارية بين الحوثيين والولايات المتحدة، كونه "خارج العمل السياسي".
وقال الربيعي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن واشنطن لن ترسل شخصا محسوبا على إيران، لإيصال رسالة ما إلى الحوثيين، "وفي تقديري، إن كان هناك ما يحمله الرجل في زيارته، فإنه لن يكون سوى رسالة من الحشد الشعبي العراقي، أو رسالة من إيران".
وأشار إلى احتمالية أن يقدّم بعض النصائح للحوثيين، لتليين موقفهم السياسي، في ظل الظروف الحالية المعقّدة، إضافة إلى أن زيارته "أشبه بحالة معنوية لما تبقى من أطراف المحور الإيراني في المنطقة".
بدوره، لفت الباحث في الشؤون العسكرية، عدنان الجبرني، إلى أن القيادي الحوثي عبدالرحيم الحمران، "رفيق درب مؤسس الحوثيين، الذي يعد أهم شخصية تعبوية لدى الميليشيا، هو من استقبل رئيس الوزراء العراقي الأسبق".
وقال الجبرني، في تدوينة على منصة "إكس"، إن الروابط بين ساحتي العراق والحوثي، ضمن المحور الإيراني، "تشهد تطورا في مختلف المسارات".
وإثر العلاقة المتصاعدة بين الحوثيين والميليشيات العراقية الموالية لطهران، شكّل الحرس الثوري الإيراني، في مارس/ آذار الماضي، "لجنة عمليات مشتركة" بين الطرفين، تهدف إلى تنسيق الهجمات العسكرية في مياه الشرق الأوسط، طبقا لـ"مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية".
وفي منتصف العام الماضي، أعلن الحوثيون عن أول هجوم مشترك مع ميليشيا "المقاومة الإسلامية" في العراق، ضد سفينتين كانتا في طريقهما إلى ميناء حيفا، لتستمر بعدها الهجمات المنسّقة حتى نهاية العام ذاته.