وزير الخارجية الأمريكي: لم تكن هناك خطط حربية خلال دردشة سيغنال

logo
العالم العربي

ماذا وراء انتشار "الحشد الشعبي" قرب الحدود السورية العراقية؟

ماذا وراء انتشار "الحشد الشعبي" قرب الحدود السورية العراقية؟
مسلحون من الحشد الشعبي العراقيالمصدر: (أ ف ب)
19 مارس 2025، 5:59 م

أثار انتشار قوة من ميليشيات الحشد الشعبي العراقي، في نقاط جديدة قرب الحدود العراقية - السورية تساؤلات حول دلالات هذا التحرك وتوقيته، وسط مخاوف من تكرار سيناريو المواجهات على الحدود السورية - اللبنانية.

وفي حين اعتبر خبراء أمنيون أن نشر تشكيلات من الحشد الشعبي إجراء طبيعي لتعزيز أمن الحدود، رأى آخرون أن توكيل المهمة للجيش يبقى الخيار الأكثر استقراراً، نظراً لثبات تشكيلاته، ووضوح مرجعيته الإدارية.

 الجيش أكثر استقراراً

وقال الباحث في الشأن الأمني رياض الجبوري، إن "انتشار قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية - السورية، يأتي لتعزيز الرقابة الأمنية في تلك المناطق، لكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات حول طبيعة الأدوار الأمنية، والصلاحيات بين التشكيلات العسكرية المختلفة".

وأضاف الجبوري لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش العراقي يتمتع ببنية نظامية ومرجعية واضحة تتيح له التعامل مع التحديات الأمنية وفق إطار مؤسساتي منظم، ما يجعل الاعتماد عليه في ضبط الحدود أكثر استقراراً، وأقل عرضة لأي اعتبارات سياسية، أو تحركات غير محسوبة".

ولطالما شكلت الحدود العراقية - السورية منطقة نفوذ للميليشيات المسلحة، حيث كانت تنتشر بكثافة، وتفرض سيطرتها على بعض المعابر غير الرسمية، قبل سقوط نظام بشار الأسد.

أخبار ذات علاقة

الإطار التنسيقي العراقي بمأزق.. هل يوجه الصدر ضربة "انتقامية" عبر السوداني؟

 

وتواجه هذه الجماعات اتهامات مستمرة بالضلوع في عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات، ضمن شبكات تمتد عبر الحدود، دعماً للنظام السوري و"حزب الله"، في ظل ضعف الرقابة الرسمية، وعجز السلطات عن فرض سيطرة كاملة على تلك المناطق الإستراتيجية.

"لا خطر قادماً"

من جهته، قال الخبير في الشأن العراقي غالب الدعمي، إن "انتشار الحشد الشعبي ضمن التقسيمات الأمنية، وتوزيع المهام بين القوات العراقية، يُعدان أمراً طبيعياً، نظراً لوجود مقار تابعة له في تلك المناطق".

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "الحشد الشعبي قد يسعى أيضاً إلى تثبيت موقعه في المنطقة، في رسالة تعكس طبيعته العقائدية لمواجهة أي تهديد، لكن قناعتي أن العراق لا يواجه أي خطر قادم من سوريا، إذ إن التهديدات المحتملة تأتي من جهات أخرى، وليس من الحكومة السورية الجديدة".

ولم تشهد الحدود العراقية - السورية أي خروقات أمنية منذ تغيير النظام في دمشق، حيث التزم الجانبان بضبط الأوضاع، ومنع أي تصعيد، في ظل تفاهمات غير معلنة تضمن عدم المساس بالاستقرار الحدودي.

أخبار ذات علاقة

بعد ضربات الحوثيين.. الميليشيات العراقية تحاول الظهور بواجهات جديدة

 

قلق من المعادلة الأمنية

ورغم ذلك، لا تزال المخاوف قائمة من احتمال تغير المعادلة الأمنية في حال تصاعد التوترات الإقليمية، أو حدوث تحركات غير محسوبة من بعض الميليشيات المسلحة.

وبدوره، استبعد الخبير الإستراتيجي غضبان عبدالغني تكرار سيناريو الحدود السورية اللبنانية على الجانب العراقي، مؤكداً أن "التحشيد العسكري الحالي هو مجرد احترازات أمنية لا بد من اتخاذها".

وأضاف عبدالغني لـ"إرم نيوز" أن "القراءة التحليلية للوضع تشير إلى عدم وجود تصرفات مشابهة لما يحدث على الحدود بين سوريا ولبنان، حيث إن طبيعة العلاقة بين البلدين تاريخياً كانت متوترة بسبب الاحتلال السوري للبنان لفترة طويلة".

وأشار إلى أن "العلاقة بين الجانبين لا تزال متشنجة، خاصة في ظل وجود دولة ذات طابع إسلامي يقودها الشرع على الجانب السوري، بينما يبقى لبنان بلداً منفتحاً مدنياً علمانياً، وتحديداً في المناطق الشمالية التي تعد أكثر انفتاحاً مقارنة بالمناطق الجنوبية".

ويتزامن انتشار الحشد الشعبي قرب الحدود مع سوريا مع ظهور تشكيلات مسلحة جديدة في العراق، ما يثير تساؤلات حول طبيعة هذا التحرك وتوقيته.

وبينما تبرر هذه الجماعات وجودها بحماية العراق، يرى مراقبون أن ولادتها المتسارعة قد تكون جزءاً من إستراتيجية أوسع لإعادة ترتيب الأدوار، وإبقاء الضغط على المصالح الأمريكية في المنطقة.

أخبار ذات علاقة

انقسامات.. هل يطيح "الحشد الشعبي" بوحدة الإطار التنسيقي في العراق؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات