18 قتيلا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة
تثير مقرات الميليشيات العراقية، داخل الأحياء السكنية في عدد من المحافظات، قلق أهالي هذه المدن على وقع ترقب ضربة إسرائيلية وشيكة.
وتستخدم ميليشيات عراقية مئات المنازل السكنية للاختباء فيها والاحتماء من الضربات الأمريكية أو الإسرائيلية، وغالبًا ما تضم تلك المنازل أسلحة متوسطة وثقيلة.
وخلال الأسبوعين الماضيين، تصاعدت حدة التهديدات الإسرائيلية ضد الميليشيات العراقية، بشن ضربات جوية ضدها، إذ قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن تل أبيب حددت أهدافًا في العراق ستستهدفها إذا استمرت الفصائل المدعومة من إيران في مهاجمتها انطلاقًا من الأراضي العراقية.
وذكر مصدر عسكري عراقي أن "هذه المقرات مشخصة بشكل مباشر، إذ تضم بغداد وحدها أكثر من 1500 مقر، بين مدني وعسكري، تابع للأنشطة السياسية للفصائل المسلحة، تليها محافظة البصرة، وميسان، وصولًا إلى محافظة نينوى التي تضم نحو 450 مقرًا عسكريًّا وإداريًّا لهذه المجاميع".
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"إرم نيوز" أن "التوجيهات الرسمية من قبل هيئة الحشد الشعبي تمنع تكديس الأسلحة داخل المدن، وتمنع إدخال الأسلحة الثقيلة، لكن ما يحصل هو تجاهل لهذه التوجيهات والتهاون فيها".
وأوضح أن "بعض المقرات داخل المدن تضم أسلحة متوسطة وخفيفة، وحتى بعض الصواريخ والطائرات المسيرة".
وفي مارس/ أبريل الماضي، تعرضت قاعدة "كالسو" العسكرية في محافظة بابل لهجوم بطائرات مسيرة، ما أدى إلى مقتل وإصابة 12-13 شخصًا، بعضهم من المدنيين الساكنين في محيط هذه القاعدة.
واستعاد العراقيون واقعة انفجار كدس العتاد في مدينة الصدر عام 2018، وهو ما تسبب بسقوط 10 أشخاص وأكثر من مئة جريح، أغلبهم من النساء والأطفال، في واقعة أثارت غضبًا واسعًا حينها.
وفي مسعى لتجنب أي سيناريو مشابه، أصدر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الأسبوع الماضي، أوامر بنقل جميع مقار الفصائل التابعة له، بما فيها الإدارية والعسكرية، إلى خارج المدن خلال مدة أقصاها 40 يومًا، وهو ما حفز الدعوات بشأن إخراج جميع الميليشيات من المدن.
وتقول الميليشيات العراقية إن جميع المقار التابعة لها، سواء كانت داخل المدن أم قرب الأحياء السكنية، تُستخدم لأغراض إدارية فقط، ولا تحتوي على أي أسلحة، أما الذخائر فهي تُخزن في معسكرات تقع خارج المدن أو في مواقع غير مكشوفة.
وتثير هذه المعسكرات غالبًا غضب الأهالي في المدن التي تقع فيها؛ بسبب الممارسات التي تصدر من عناصرها، والتحركات العسكرية قرب المنازل، والتشديد الذي يحصل في محيط المقر، فضلًا عن شكاوى صدرت حيال بعض أساليب عناصر هذه المجاميع في محافظة نينوى.
وأبرز هذه الفصائل التي تمتلك مقرات عسكرية داخل المدن العراقية هي ميليشيا حزب الله العراقي، وعصائب أهل الحق، وسرايا السلام، والنجباء، وميليشيا سيد الشهداء، فضلًا عن عشرات الميليشيات الأخرى، بعضها ضمن هيئة الحشد الشعبي، وأخرى تسعى للانضمام إليها.
ويرى الباحث في الشأن السياسي محمد التميمي أن "بعض الفصائل العراقية تتخذ من المدنيين دروعًا بشرية بهدف التمويه ضد التدخل الإسرائيلي أو الأمريكي، وهو ما يوجب التحرك الحكومي بشأنه"، مشيرًا إلى أن "ملف إخراج الفصائل المسلحة من المدن يواجه عراقيل من الأجنحة السياسية لهذه الفصائل داخل البرلمان".
وأوضح التميمي لـ"إرم نيوز" أن "شكاوى السكان تتكرر دائمًا بشأن ممارسات بعض العناصر، وهذا يمثل ضربة للنسيج الاجتماعي في بلد يضم مكونات متعددة، والتوازن فيه يخضع لقواعد دقيقة ومعادلة معقدة".
ولفت التميمي إلى أن "التحرك الحكومي ضعيف بشأن مقرات هذه المجاميع التي ربما تجر العراق إلى مستنقع القصف المتكرر".