يرى خبراء أن الانطباعات الأمريكية التي ظهر جانب منها خلال لقاء مسؤولة بارزة مؤخرا مع رئيس "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع "الجولاني" في دمشق، وقولها إنه "براغماتي وعملي" ستسهم في رفع اسمه وهيئته من قوائم الإرهاب.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، إنها أجرت مناقشة "جيدة وشاملة" في دمشق مع رئيس "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني" وذكرت أن المناقشة، تناولت مجموعة من القضايا الإقليمية، فضلا عن المشهد في سوريا.
وأضافت: "استمعت إلى حديثه عن أولوياته، التي ترتكز إلى حد كبير على وضع سوريا على مسار التعافي الاقتصادي".
وأوضحت المسؤولة الأمريكية، أن زعيم الهيئة كان "براغماتيا في تصريحاته المعروفة منذ وقت قصير".
خطوة على طريق الاعتراف
وفي وقت سابق، أعلنت الدبلوماسية الأمريكية البارزة أن بلادها لن تواصل رصد مكافآت الـ10 ملايين دولار، نظير معلومات تمكنها من القبض على زعيم "هيئة تحرير الشام" "الجولاني"، وهو ما رآه متابعون خطوة في طريق رفع اسمه من قوائم الإرهاب.
ويبين الباحث في العلاقات الدولية، عمرو حسين، أن أمريكا أكدت على شروطها للاعتراف بشرعية الشرع ورفعه من قوائم الإرهاب، وهو أن يضع خارطة طريق لمستقبل سوريا.
لاءات واشنطن
وذكر حسين في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة في ظل وصف أحد أبرز مسؤوليها لـ"الجولاني" بأنه براغماتي وعملي، تهتم لأمرين أساسيين، وتم التأكيد على ذلك خلال اللقاء الذي جمعه بليف، الأول عدم مساس الفصائل المسلحة بالمصالح الأمريكية والوجود الأمريكي لا سيما في مناطق الحسكة ودير الزور والقامشلي، وهو ما يرتبط أيضا بمصالحها النفطية، وضمانات بألّا تهدد الفصائل المسلحة أمن إسرائيل الذي تتمسك به واشنطن دائما.
ونبه حسين إلى وجود أمور ستتعامل الولايات المتحدة على أساسها أيضا بشكل كبير مع "الجولاني"، منها شكل خارطة الطريق والعملية السياسية المتعلقة بوضع دستور مدني للبلاد، وألّا يتم الانفراد بالحكم.
واستكمل حسين أن "الجولاني" حتى اللحظة قال إنه لن تكون هناك انتخابات قريبة، وهنا نقف أمام غموض، إذ لم يتضح شكل العملية الانتقالية ومستقبل سوريا، والأهم من المعنيّ في هذه الحالة، بحفظ وحدة أراضي السوريين.
وأردف أنه لا توجد رؤية واحدة وضمانات وسط تساؤلات عن كيفية دمج هذه الفصائل المسلحة في الجيش السوري خاصة أنه تم تسريحه وباتت البلاد بلا جيش، فضلا عن معضلة إعادة تسليح الجيش.
تحول أمريكي
فيما يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، صخر إدريس، إن هذه الانطباعات الأمريكية حول أن "الجولاني" شخص "براغماتي" مفهومة وواضحة في ظل سعيه الدؤوب لإعادة تشكيل صورته لا سيما مع ما صدر منه خلال الفترة الأخيرة، الذي انعكس مع تعامله خلال لقاءات رسمية وغير رسمية مع مسؤولين دوليين.
ولفت إدريس في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى التحول الواضح في التعامل الأمريكي مع "هيئة تحرير الشام" وزعيمها أحمد الشرع الذي عُرف سابقا بـ"الجولاني"، في ظل وصول الحديث عن رفعه من قوائم الإرهاب، مما يشير إلى أنه لم يعد النظر إليه على أنه تهديد إرهابي، وهذا ما عمل عليه حتى يصل إلى هذه المرحلة.
وأضاف إدريس أن إزالة اسم "الجولاني" من قوائم الإرهاب في حد ذاته يعتبر تحولا كبيرا في نهج الإدارة الأمريكية في ظل مصلحة واشنطن في أن تتعاون مع أطراف حتى لو كان منها جهات مثيرة للجدل، وحينئذٍ لن تكون هناك صعوبة في قبول الأوروبيين لذلك ما دام هناك تواصل أمريكي.