إعلام حوثي: الطيران الأمريكي يستهدف بغارتين شمال محافظة عمران
تزداد حدة التوترات الأمنية بين طهران وإقليم كردستان العراق في ظل تصاعد التحذيرات الإيرانية من إمكانية استخدام القوة ضد المعارضة الكردية المسلحة المنتشرة في المنطقة.
هذه التهديدات تأتي في وقت حساس، حيث تشهد العلاقة بين بغداد وطهران توترات على خلفية عدم الالتزام ببنود الاتفاق الأمني الموقع بين الجانبين في مارس/ آذار 2023.
وبينما تسعى إيران إلى تخفيف الضغط الداخلي الناتج عن الاحتجاجات المستمرة، تظل المنطقة تعيش تحديات أمنية وسياسية معقدة، تتعلق بنزع سلاح الفصائل الكردية الإيرانية المعارضة، وتأثيراتها على استقرار العراق والعلاقات الإقليمية.
وأفادت تقارير إخبارية، بأن إيران هددت أربيل وبغداد بتنفيذ ضربات ضد المعارضة الإيرانية المسلحة المنتشرة في إقليم كردستان العراق، بعد رصد استعراض عسكري للمعارضة خلال الأيام القليلة الماضية في إحدى مدن الإقليم.
وقال الخبير الأمني علاء النشوع إن إيران تثير هذا الموضوع بسبب وجود قواعد عسكرية أمريكية في إقليم كردستان العراق، التي تعتبرها تهديدًا لأمنها القومي. وتعتبر طهران أن هذا الملف يمثل وسيلة للحد من تحركات المعارضة داخل إيران، خاصة الكردية منها، مع السعي لإنهاء دورها تمامًا.
وأضاف النشوع لـ"إرم نيوز"، أن أولويات إيران الحالية تتركز على تخفيف الضغط الداخلي من خلال إنهاء الدور السياسي لحكومة إقليم كردستان، خاصة في ظل التوترات المتزايدة مع الحكومة العراقية. هذه التوترات تشمل أزمة الرواتب والمشاكل المتعلقة بالنفط والغاز؛ ما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الإيراني.
وتشمل الفصائل الرئيسة المنفية في إقليم كردستان العراق حزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وحزب الحياة الحرة الكردستاني، وحركة كومله، وحزب الحرية الكردستاني.
وتتهم طهران هذه الجماعات بإشعال الاضطرابات التي تلت احتجاجات 2022 في إيران، التي اندلعت بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
بدوره، أوضح مصدر في مستشارية الأمن القومي العراقي أن "هناك تواصلًا مستمرًا مع المسؤولين الإيرانيين حول هذه التطورات"، مشيرًا إلى أن "ما جرى لم يكن استعراضًا عسكريًا بالمعنى المتعارف عليه، بل كان تجمعًا ربما أكبر من المعتاد".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ"إرم نيوز"، أن "بغداد لا تسعى لفتح مزيد من الجبهات في ظل التوترات الحالية، بل تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتجنب التصعيد مع إيران". وأكد أن "الحكومة العراقية حريصة على تنفيذ بنود الاتفاق الأمني مع طهران، والذي يضمن نزع سلاح الفصائل الكردية الإيرانية المعارضة وإبعادها عن الحدود المشتركة".
وأشار المصدر إلى أن "العراق يبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لتخفيف حدة التوتر مع إيران، ويجري تنسيقًا مع حكومة إقليم كردستان لضمان عدم استغلال أراضي الإقليم في أنشطة قد تهدد الأمن الإيراني".
ويرى مختصون أن السيطرة على الحدود الطويلة والممتدة بين العراق وإيران ستظل تشكل تحديًا صعبًا، وذلك بسبب الأنشطة الواسعة للتهريب والتحركات غير القانونية عبر الحدود، بالإضافة إلى الطبيعة الجغرافية المعقدة للمناطق الحدودية التي تسهل عمليات التسلل ونقل البضائع بطرق غير شرعية.
بدوره، قال الباحث الاستراتيجي، بسّام القزويني إن "إيران قد تسعى لفرض سيطرتها على الأكراد في المنطقة، خاصة بعد القبول الضمني من قبل أكراد تركيا وحزب العمال الكردستاني، وكذلك أكراد سوريا بالشروط التركية؛ ما جعل إيران تشعر بأن تركيا قد استحوذت على الملف الكردي في المنطقة، فبدأت بالتحرك لفرض نفوذها بدورها".
وأضاف القزويني لـ"إرم نيوز" أن "إيران تدرك جيدًا أن حكومة إقليم كردستان تتمتع بعلاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية، وفي الوقت نفسه فتحت أبواب التواصل الدبلوماسي مع سوريا، حيث التقى رئيس إقليم كردستان مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني على هامش مؤتمر ميونيخ لعام 2025".