وكالة: غارة جوية إسرائيلية استهدفت 3 سيارات محملة بمواد طبية وإغاثية في حمص

logo
العالم العربي

"واشنطن بوست" تكشف معلومات جديدة صادمة عن "بيجر حزب الله"

"واشنطن بوست" تكشف معلومات جديدة صادمة عن "بيجر حزب الله"
عناصر من "حزب الله" قتلوا بتفجيرات البيجرالمصدر: أ ف ب
06 أكتوبر 2024، 11:01 ص

كشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" عن تفاصيل جديدة صادمة عن خطة إسرائيل المعقدة لتفجير أجهزة النداء الآلي "البيجر" لدى قادة وعناصر تنظيم "حزب الله" اللبناني.

واستهدفت إسرائيل، الشهر الماضي، الآلاف من كوادر وعناصر "حزب الله"، في حادثة اعتبرت واحدة من أكثر عمليات الاختراق نجاحاً وإتقاناً من قبل جهاز استخبارات في التاريخ الحديث.

واعتمدت الصحيفة في تقريرها على مقابلات مع مسؤولين أمنيين وسياسيين ودبلوماسيين إسرائيليين وأمريكيين مطلعين على الأحداث، فضلاً عن مسؤولين لبنانيين وأشخاص مقربين من "حزب الله".

وكشفت رواية "واشنطن بوست" كيف أن الهجوم لم يدمر صفوف قيادة "حزب الله" فحسب، بل شجع إسرائيل أيضاً على استهداف وقتل أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله.

أخبار ذات علاقة

من هجمات "البيجر" إلى نصر الله.. خارطة الاغتيالات الإسرائيلية لعناصر "حزب الله"

بداية العرض

وقالت الصحيفة في تقرير حصري لها: "في العرض الأولي الذي قدّم لحزب الله قبل عامين، بدا الخط الجديد من أجهزة النداء الآلي (أبولو) مناسباً تماماً لاحتياجات التنظيم بشبكته مترامية الأطراف من المقاتلين وسمعة اكتسبها بشق الأنفس بسبب جنون العظمة".

وأمام التفوق الإسرائيلي الاستخباراتي بحث "حزب الله" عن شبكات إلكترونية مقاومة للاختراق، إلا أن الموساد توصل إلى حيل دفعت الحزب إلى شراء أجهزة تبدو مثالية، صممها الموساد وقام بتجميعها في إسرائيل.

وبدأ "الموساد" في تفعيل الجزء الأول من الخطة، بإدخال أجهزة اتصال لاسلكية مفخخة، إلى لبنان منذ ما يقرب من عقد من الزمان، في عام 2015.

ووفق الصحيفة، تحتوي أجهزة الراديو المحمولة ثنائية الاتجاه على حزم بطاريات كبيرة الحجم ومتفجرات مخفية ونظام إرسال يمنح إسرائيل إمكانية الوصول الكامل إلى اتصالات "حزب الله".

وتقول "واشنطن بوست" إنه على مدى 9 سنوات، اكتفى الإسرائيليون بالتنصّت على "حزب الله"، مع الاحتفاظ بخيار تحويل أجهزة الاتصال اللاسلكية إلى قنابل في أي أزمة مستقبلية.

ولكن بعد ذلك لاحت فرصة جديدة بظهور منتج جديد يطلق عليه "براق"، وهو عبارة عن جهاز اتصال لاسلكي صغير مزود بمتفجرات قوية، بحسب الصحيفة، التي قالت إن الأمر انتهى بالحزب إلى دفع أموال غير مباشرة للإسرائيليين مقابل قنابل صغيرة من شأنها أن تقتل أو تصيب عناصره.

ويكمل التقرير بالقول: لأن قادة "حزب الله" كانوا على دراية باحتمال الاختراق، لم يكن من الممكن أن تأتي أجهزة الاتصال اللاسلكي من إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أي حليف آخر لإسرائيل.

وفي عام 2023، بدأ الحزب بتلقي طلبات لشراء كميات كبيرة من أجهزة الاتصال اللاسلكي التي تحمل علامة "أبولو" التايوانية، وهي علامة تجارية معروفة في جميع أنحاء العالم ولا توجد روابط واضحة لها مع المصالح الإسرائيلية أو اليهودية.

وجاء عرض المبيعات، وفق تقرير "واشنطن بوست" من مسؤول تسويق موثوق به من قبل "حزب الله" وله صلات مع "أبولو".

وكانت المسؤولة التسويقية امرأة كانت ممثلة مبيعات سابقة في الشرق الأوسط للشركة التايوانية، وأسست شركتها الخاصة، وحصلت على ترخيص لبيع مجموعة من أجهزة النداء التي تحمل العلامة التجارية "أبولو".

وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على تفاصيل العملية: "كانت على اتصال بحزب الله، وشرحت لهم لماذا كان جهاز النداء الأكبر حجماً والمزود ببطارية أكبر أفضل من النموذج الأصلي"، مضيفاً أن "إحدى نقاط الإقناع الرئيسة كانت أن الجهاز يمكن شحنه بكابل، وأن البطاريات تدوم لفترة أطول".

وكما اتضح، تم الاستعانة بمصادر خارجية لإنتاج الأجهزة الفعلية ولم يكن لدى المسؤول التسويقي أي علم بالعملية، ولم يكن على علم بأن أجهزة النداء تم تجميعها فعلياً في إسرائيل تحت إشراف الموساد، كما قال المسؤولون.

ووفقًا للمسؤولين المطلعين، يقول التقرير، تضمنت أجهزة النداء التابعة للموساد، التي يزن كل منها أقل من 3 أونصات بطارية تُخفي كمية ضئيلة من المتفجرات القوية.

وقال المسؤولون إن مكون القنبلة كان مخفياً بعناية شديدة لدرجة أنه كان من المستحيل اكتشافه تقريبًا، حتى لو تم تفكيك الجهاز.

وقال أحد المسؤولين: "كان عليك الضغط على زرين لقراءة الرسالة، وفي الممارسة العملية، كان هذا يعني استخدام كلتا اليدين، وبالتالي ستتضرر أيدي المستخدمين وسيكونون غير قادرين على القتال".

سرية كاملة

ولم يكن أغلب كبار المسؤولين في إسرائيل على علم بهذه القدرة حتى 12 سبتمبر/ أيلول. وفي ذلك اليوم استدعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستشاريه الاستخباراتيين لعقد اجتماع لمناقشة التحرك المحتمل ضد "حزب الله"، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وبحسب ملخص للاجتماع عقد بعد أسابيع، قدم مسؤولو الموساد لمحة أولى عن واحدة من أكثر عمليات الوكالة سرّية. وبحلول ذلك الوقت، كان الإسرائيليون قد وضعوا أجهزة اتصال مفخّخة في أيدي وجيوب الآلاف من مقاتلي "حزب الله".

وتحدّث مسؤولو الاستخبارات أيضاً عن قلق طويل الأمد إذ مع تصاعد الأزمة في جنوب لبنان، كان هناك خطر متزايد من اكتشاف المتفجرات، يمكن أن تسفر سنوات من التخطيط الدقيق والخداع بسرعة عن لا شيء.

وقال المسؤولون إن نقاشاً حاداً حصل في جميع أنحاء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. أدرك الجميع، بمن فيهم نتنياهو، أن الآلاف من أجهزة الاتصال المتفجّرة يمكن أن تلحق أضراراً لا حصر لها بـ"حزب الله"، ولكنّها قد تؤدي أيضاً إلى رد فعل عنيف، بما في ذلك ضربة صاروخية انتقامية ضخمة من قبل قادة الحزب الناجين، مع احتمال انضمام إيران إلى المعركة، بحسب "وشنطن بوست".

وقال مسؤول إسرائيلي: "كان من الواضح أن هناك بعض المخاطر". وحذّر البعض، بما في ذلك كبار المسؤولين في الجيش الاسرائيلي، من احتمال تصعيد كامل مع "حزب الله"، حتى في الوقت الذي يواصل فيه الجنود الإسرائيليون العمليات ضد حركة حماس في غزة. ولكن آخرين، وعلى رأسهم الموساد، رأوا فرصة لتعطيل الوضع الراهن "بشيء أكثر كثافة".

وأفاد مسؤولون أمريكيون بأن الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، لم تكن على علم بأجهزة النداء الآلي المفخخة، أو النقاش الداخلي حول ما إذا كان ينبغي تشغيلها من عدمه.

وفي النهاية، وافق نتنياهو على تشغيل الأجهزة رغم أنّها قد تلحق قدراً كبيراً من الضرر. وعلى مدى الأسبوع التالي، بدأ "الموساد" الاستعدادات لتفجير أجهزة "البيجر" وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي كانت منتشرة بالفعل، وفق الصحيفة.

أخبار ذات علاقة

ما علاقة "الحسناء الإيطالية" بحزب الله وتفجير أجهزة البيجر؟

 حسن نصر الله "الهدف"

في الوقت نفسه، اتسع النقاش حول هدف آخر بالغ الأهمية وهو حسن نصر الله نفسه، وقال مسؤولون إن الموساد كان على علم بمكان تواجد نصر الله في لبنان لسنوات وكان يتتبع تحركاته عن كثب. ومع ذلك، امتنع الإسرائيليون عن اغتياله، ليقينهم أن ذلك سيؤدي لحرب شاملة مع الحزب، وربما مع إيران أيضًا.

في 17 سبتمبر/ أيلول، وبينما كان النقاش محتدماً في الأوساط الأمنية في إسرائيل بشأن ما إذا كان ينبغي ضرب نصرالله، كانت آلاف أجهزة النداء التي تحمل علامة "أبولو" تدق أو تهتز في آن واحد، في مختلف أنحاء لبنان وسوريا. وظهرت على الشاشة جملة قصيرة باللغة العربية: "لقد تلقيت رسالة مشفرة".

واتبع عناصر "حزب الله" التعليمات بدقة للتحقق من الرسائل المشفرة، بالضغط على زرين. وفي المنازل والمحلات التجارية، وفي السيارات وعلى الأرصفة، مزقت الانفجارات الأيدي. وبعد أقل من دقيقة، انفجرت آلاف أخرى من الأجهزة عن بعد، بصرف النظر عما إذا كان المستخدم قد لمس جهازه أم لا، وفق التقرير.

وفي اليوم التالي، في 18 سبتمبر/ أيلول، انفجرت مئات من الأجهزة الأخرى بنفس الطريقة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المستخدمين والمارة. وكانت هذه أول ضربة من سلسلة ضربات استهدفت أحد أشد أعداء إسرائيل عداء، وفق "واشنطن بوست".

بعد ذلك، تقول الصحيفة، ضربت إسرائيل مقر الحزب اللبناني وترساناته ومراكزه اللوجستية بقنابل تزن 2000 رطل.

وفي 27 سبتمبر/ أيلول، وقعت أكبر سلسلة من الغارات الجوية بعد 10 أيام من انفجار أجهزة النداء الآلي. وأمر نتنياهو بالهجوم، الذي استهدف مركز قيادة على عمق كبير في بيروت. وفي اليوم التالي أكد الحزب مقتل نصر الله في الضربة الإسرائيلية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC